التكوينات الجيولوجية في المنطقة الشرقية بدولة الإمارات العربية المتحدة
تشغل المنطقة الزراعية الشرقية مساحة تزيد على 1100 كم2 وهي عبارة عن شريط مستطيل من الأرض , يمتد من منطقة دبا في الشمال إلى قرب خط العرض الذي تقع عليه مصفوت في الجنوب. وتعتبر هذه المنطقة جــزء من سلسلة الجبال المرتفعة التي تقع معظمها في المنطقة الشرقية من خط توزيع مياه الأمطار حيث يتجاوز ارتفاع سطح الأرض 1000 متر فوق سطح البحر. شريط ساحلي منخفض ويمتد من الشمال إلى الجنوب , يطل على خليج عمان ويقع إلى الجنوب من شبه جزيرة مسندم.
المناخ
تقع المنطقة الزراعية الشرقية في نطاق الإقليم شبه القاحل من دولــة الإمارات العربية المتحدة حيث يصل المعدل السنوي للتساقط المطري 120مــم .كما يسود مناخ المنطقة درجات حرارة مرتفعة قد تتجاوز 40 درجه مئوية في الصيف كما إن الرطوبة مرتفعة وقد تصل إلى 97 % ولكن تعتبر منطقة ضدنا من المناطق ذات الحرارة المعتدلة بفعل النشاط الزراعي وقربها من الساحل وأيضا تتساقط الأمطار في شهور الصيف أحيانا .
الفترات الممطرة
توجد أربع فترات ممطــرة حسب دراسة الاواكــو حيث يرتفع معدل التساقط المطــري إلى أكثر من 150 مم في العام وهي
الفترة من 1968م / 1969م حيث وصل المعدل إلى حوالي 206مم في الفجيرة و 223مم في كلبا.
الفترة من 1971م / 1972م حيث وصل المعدل إلى 199 مم في منطقة دبا و266 مم في كلبا.
الفترة من 1976م / 1977م حيث وصل المعدل إلى 246مم في منطقة دبا و241مم في كلبا.
الفترة من 1982م / 1983م حيث وصل المعدل إلى 251مم في منطقة دبا و 420مم في الفجيرة وكلبا.
وجود فترات جافة تتخلل الفترات الممطرة , حيث ينخفض المعدل السنوي إلى أقـــل من 15 مم مثـــال ذلك دبـــــا ( 73/74 , 84/85) , الفجيرة (84/85) , وكلبا ( 84/85) ويلاحظ من خلال المتابعات للأمطار في الدولة يلاحظ حدوث تعاقب الفترات الممطرة والفترات الجافة كل حوالي خمس سنوات .
تزايد المعدل السنوي للتساقط المطري من حوالي 120مم على طول الساحل إلى 155 مم في المنطقة الجبلية في الداخل . بالنسبة لدرجات الحرارة يلاحظ إنها تظل مرتفعة طوال العام , والمعدل السنوي للحرارة يترواح مابين 30 ـ 35 درجة مئوية .
وفي اشهر الصيف قد ترتفع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية . أما في الشتاء قد تنخفض إلى أربع درجات مئوية .
أولا: الجيورمورفولوجيا
من الناحية المورفولوجية يتميز سطح الأرض في المنطقة الزراعية الشرقية في ثلاث وحدات رئيسية وهي:
الجرف التركيبي.
سهل البهادا والسهل الحصوي.
السهل الساحلي.
الجرف التركيبي
وهو جــزء من سلسلة جبال عمان ويأخــذ شكله المميز بفعل عوامل الالتواء و عوامل التصدع ثم بتأثير انتشار صخور الحواسنة والافيوليت السمائيلي الصلبة وهي من النوع المقاوم لعوامل التعريـــة . ويمثل الجرف التركيبي الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب المنطقة الرئيسية لتوزيع الأمطار التي تسقط فوقه ويلاحظ أن خط التوزيع يكاد يلاصق المنطقة الزراعية الشرقية من الغرب ويتميز سطح الأرض في الجرف التركيبي بأنه يميل إلى الشرق من المنطقة الزراعية , و يميل للتعرج ويقطع سطح الجرف التركيبي العديد من الوديان سريعة الانحدار التي تتجه لتصب بصفة عامة في خليج عمان وهذه الوديان تأخذ ثلاث اتجــاهـات :
الاتجاه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي ( 120 كم2): يعتبر وادي سنا وامتداده الذي يسمى وادي شمال ونهايته التي تعرف باسم وادي خسارة بدبا من أهم الوديان الممثلة لهذا الاتجاه . وتبدأ المآخذ العليا للوادي إلى الشمال من مسافي عند خط التوزيع , ويتأثر اتجاه الوادي أساسا بمجموعة الفوالق والكسور الرئيسية التي تأخذ نفس الاتجاه , ويصب الوادي في خليج عمان عند منطقة دبا الحصن .
الاتجاه الشمالي الشرقي إلى الجنوب الغربي ( 150 كم 2): يضم بصفة أساسية وادي حام ووادي رمح ويعتبر وادي حام من أكبر الوديان في تلك المجموعة , وتبدأ مآخذه العليــــا من عند مسافي ذاتها , التي تقع مباشرة على خط توزيع المياه , ويتأثر الاتجاه بالنسبة لتلك المجموعة من الوديان بالفوالق والكسور الرئيسية التي تخترق الجرف التركيبي وتأخذ نفس الاتجاه وتصب تلك الوديان في خليج عمان عند الفجيرة وكلباء .
الاتجاه من الغرب إلى الشرق ( 290 كم 2): تشمل وادي زكت " موضوع الدراسة " الذي يصب في خليج عمان شمال ضدنا ووادي شرم الذي يصب في خليج عمان جنوب ضدنا , ووادي شي التي يصب في خليج عمان جنوب خورفكان وأخيرا وادي مضي ووادي ثيب الذي يصب في خليج عمان جنوب خورفكان هذه الوديان جميعا تتأثر بالفوالق والكسور الثانوية وفي مجاري تلك الوديان تنتشر رواسب الحصى والجلاميد وهي إما أن تكون متماسكة أو تكون مفككة , وتنظم فيما يعرف باسم الشرفات النهرية القديمة التي ترتفع من مجاري الوديان الحالية بأكثر من 20 متر , وتمثل المراحل المتعاقبة لهبوط منسوب سطح البحــر خلال الزمن الجيولوجي الرابع . هذه الوديان ليست وليدة الأمطار الحالية التي تسقط فوق هذا الجرف التركيبي ولكنها نشأت في ازمنه جيولوجية سابقة حيث كانت الأمطار أكثر غزارة وكانت هذه الوديان عبارة عن أنهر مستديمة .
السهل الحصوي أو سهل البهادا
وهو سهل متقطع ويميل إلى الضيق كلما اتجهنا شمالا ويتسع جنوبا , وهو يتكون من تراكم الرواسب الغرينية في مراوح الوديان قبيل مصباتها في الخليج.ومن المؤكــد أن السهل الحصوي كان أكثر اتساعا في الأزمنة الجيولوجية السابقة , ولكنه تقلص وغرقت أجــزاء واسعة منه في أعقاب الأحداث والحركات التكتونية التي أدت إلى هبوط شبة جزيرة مسندم وطغيان مياه البحر عليها ومن ثم تكوين مضيق هــرمــز وفي الوقت الحالي يبقى من هذا السهل الحصوي خمسة جيوب مميزة وهي :
جيب دبا : عند مصب وادي خسارة ور وافدة ويتميز سطح الأرض هناك بعدم الانتظام حيث تتقطع الرواسب الغرينية بفعل مجاري الوديان الحديثة ويتميز سطح الأرض كذلك بانتشار أحراش أشجار الاكاسيا( السنط) قبيل خط الساحل .
جيب زكت : شمالي ضدنا وهــو أقل اتساعا من جيب دبا ولكنه يتشابه معه في التضاريس .
جيب زيارة : عند مصب وادي شرم ووادي غارس وله امتداد جنوبي عند حياوة قرب خور فكان .
جيب مربح : وهو جيب ضيق عند مصب وادي مضى .
جيب الفجيرة : وهو أكثر تلك الجيوب من ناحية الاتساع ومن ناحية الامتداد الجغرافي وهذا الجيب يمثل مصبات وادي ثيب ووادي رمح ووادي حام وتبرز من خلال الجيب بعض النتؤات الصخرية المتناثرة التي تتكون من والافيوليت السمائيلي . ويتميز السهل الحصوي بصفة عامة بانتشار الغطاء النباتي الطبيعي وتتواجد أحراش النخيل التي تنمو في المنخفضات حيث تتوافر المياه الجوفية .
السهل الساحلي
وهو ليس دائم الانتظام وتشغلة بصفة عامة السبخات الساحلية والمناطق التي يغمرها الماء . وبالنسبة لتواجد الشواطىء الساحلية فهي قليلة ثم إنها تتميز بالضيق الأفقي , وفي بعض المواقع مثل راس دبا وشرم , وراس الولية بخورفكان ترتفع الجروف الصخرية بضع عشرة مترا فوق خط الساحل مباشرة. وفي الناحية الشمالية يتميز السهل الساحلي كما سبق الإشارة إليه بالضيق ويأخذ الاتساع التدريجي جنوبا حيث يلتحم مع سهل الباطنة في سلطنة عمان .
ثانيا : جيولوجية المنطقة الشرقية
تكوينات الزمن الجيولوجي الرابع ( الكواتيرناري ):
عبارة عن رواسب حصوية غرينية , بعضها في حالة تماسك شديدة , وبعضها الآخر مفككا . وهذه الرواسب تتواجد بصفة عامة في مجاري الوديان وعند مصباتها حيث تكون ما يعرف باسم المراوح النهرية ( Alluvian Fan ) , هذا فضلا عن تواجدها في بعض المنخفضات الداخلية . وفي بعض آبار الوزارة التي تم حفرها في الفجيرة كان سمك الرواسب الغرينية حوالي 100 متر وكانت ترقد مباشرة فوق صخور الافيوليت عند عمق يصل إلى 100متر تحت منسوب سطح البحــر بالإضافة إلى رواسب الحصى الغرينية توجد رواسب التربة التي تتواجد أحيانا في مجاري الوديان وأحيانا أخرى فوق صخور الافيوليت ذاتها وهي عبارة عن خليط من الفتات الصخري الناعم المأخوذ من تلك الصخور وأيضا توجد رواسب السبخات وهي واسعة الانتشار بين خورفكان وخوركلباء. أما الرواسب الشاطئية فهي عبارة عن جيوب متقطعة تتواجد قرب خط الساحل وهي قليلة في الداخل .
تكوينات الزمن الجيولوجي الثاني ( الميزوزوي):
وتتبع العصر الكريتاسي العلوي وهذه التكوينات عبارة عن خليط متجانس من الجابرو والسربنتنيت والجرانيت والبركانيات والمتحولات التي تشكل في مجموعها ما يسمى الأفيوليت السمائيلي . وهذه تكون أكثر من ثلثي المساحة التي تشغلها المنطقة الزراعية الشرقية وتعتبر المصدر الرئيسي لصخور الزمن الرابع . وتضم صخور الكريتاسي العلوي مجموعة أخرى تعرف بصخور الحواسنة وهي قليلة الانتشار . من ناحية البناء الجيولوجي تتأثر المنطقة الزراعية الشرقية بكل من عوامل الالتواء وعوامل التكسر .
ثالثا : العوامل المؤثرة في المظاهر الجيولوجية بالمنطق
الارتفاع الشاهق والتضاريس في تلك المنطقة وهذه تحكمها بالدرجـة الأولى عوامل الالتواء في القشرة الأرضية .
اتجاهات الوديان وهذه تحكمها عوامل التكسر ( الصدوع) ففي المنطقة الشرقية توجد أربعة أنواع من الصدوع والفوالق :
النوع الأول: يأخذ الاتجاه الشمالي الشرقي والجنوب الغربي وهو يسود الجزء الشمالي من المنطقة ويعرف بمجوعة فوالق دبا .
النوع الثاني: ويأخذ الاتجاه الشمالي الغربي ـ الجنوب الشرقي وهــو يسود في الجزء الجنوبي من المنطقة ويعرف بمجموعة فوالق وادي حام .
النوع الثالث: عبارة عن محصلة القوة الناجمة عن الفوالق الأساسية عند دبا في الشمال ووادي حام في الجنوب وتأخذ الاتجاه الشرقي ـ الغربي وتنتشر في الجزء الأوسط من المنطقة .
النوع الراب: فوالق مصفوت في أقصى الجنوب ويأخذ الاتجاه الشرقي ــ الغربي