440 كيلو مترا مربعا لعملاق الصناعة التعدينية في الشرق الأوسط
«وعد الشمال»... وتد ثالث في الاقتصاد السعودي
بئر غاز في حزم الجلاميد في المنطقة الشمالية. وقرر مجلس الوزراء تخصيص 290 كيلو متر مربعا الإقامة المدينة عليها، وأرض مجاورة مساحتها 150 كيلو مترا مربعا لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى. تصوير: عودة المهوس ـ "الاقتصادية"
خالد الغربي من الرياض
وضعت الحكومة السعودية لبنات مشروع يستهدف إنشاء مدينة ثالثة للصناعات التعدينية (وعد الشمال)، بحيث يكون مقرها حزم الجلاميد ـ 115 كيلومترا شرق طريف ـ ، للانضمام إلى مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين للصناعات التحويلية، لتنويع مصادر الاقتصاد ودعم قطاعي النفط والبتروكيماويات في الناتج الإجمالي المحلي.
وأقر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إنشاء مدينة صناعية في منطقة الحدود الشمالية باسم مدينة "وعد الشمال" للصناعات التعدينية، يشمل المدينة التعدينية البنية التحتية اللازمة للصناعة والمرافق الاجتماعية لتكون جاذبة للاستثمارات الصناعية التحويلية الأخرى واعتماد المبالغ اللازمة لذلك.
وبحسب قرار مجلس الوزراء فإنه تخصص أرض مساحتها 290 كيلو متر مربع، لإقامة المدينة عليها، وكذلك تخصيص أرض مجاورة لتلك المدينة مساحتها 150 كيلو مترا مربعا لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى المرتبطة به في منطقة أم وعال.
ووجه مجلس الوزراء صندوق الاستثمارات العامة والشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" على ربط مدينة "وعد الشمال" للصناعات التعدينية بسكة حديد الشمال - الجنوب وتزويدها بالمقطورات المناسبة، لنقل حامض الفوسفوريك والكبريت الخام ومنتجات المشاريع الأخرى من مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية وإليها، وكذلك إنشاء محطة للركاب في تلك المدينة.
واعتمد مجلس الوزراء مبلغا للشركة السعودية للكهرباء لتقوم بربط مدينة "وعد الشمال" للصناعات التعدينية بشبكة الضغط العالي، بما في ذلك محطات التحويل.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الله باعشن - مستشار اقتصادي - إن الحكومة السعودية اعتمدت على ذلك لتنويع مصادر الاقتصاد في المملكة. وبين أن لها أثارا اقتصادية واجتماعية مماثلة إلى حد بعيد لأثر مدينتي الجبيل وينبع الاقتصاديتين اللتين وزعتا التركيبة السكانية، والإفادة من صناعات جديدة غير مرتبطة بالنفط. ولفت إلى أنها إذ أوجدت قاعدة صناعية للمساهمة في الصناعات التحويلية بحيث لا يكون هناك اعتماد على النفط كمصدر ثابت.
وأكد الدكتور باعشن أن توجه السعودية حاليا لإنشاء مدينة صناعية ثالثة في المدينة الصناعية في الشمال يعتمد نجاحها في الأمور المرتبطة بمشروع سكك الحديد، وذلك لربط المملكة بهذه الشبكة للركاب والبضائع.
وأضاف: الثورة الصناعية من أهم مقوماتها التي تنتهجها في دول العالم جميعا يتم من خلال صناعات سكك الحديد، فضلا عن عملية المدن الصناعية التي تنشئها في جميع مناطقها لتنويع تلك المناطق وتوزيع التنمية في مناطق المملكة للخروج من الاختناقات السكانية التي تواجها المدن الرئيسة وعدم الهجرة لتلك المدن وتركيزها على مدينة معينة.
ولفت إلى أن القرار الوزاري يعد نقلة نوعية من الصناعات التحويلية إلى عملية مدينة التعدين واستغلال مواد غير البترولية، مقدرا حجم استثمارات الصناعات التحويلية في المملكة بأكثر من 400 مليار دولار (1.5 تريليون ريال)، قائلا "من المنتظر أن يتجاوز حجم الاستثمارات للصناعات التحويلية في المملكة أكثر من 400 مليار دولار(1.5 تريليون)"، متوقعا ارتفاع هذا الرقم مع البدء في تنفيذ المشاريع في المدينة الصناعية الثالثة في الشمال، "خاصة أن لدينا احتياطات مالية كبيرة تعتبر خامسا عالميا، وبالتالي استثماراتها أو بجزء منها في عملية المدن الصناعية".
يشار إلى أن مخزون الفوسفات يوجد بكثرة في المملكة في منطقة حزم الجلاميد شمال المملكة وهو يعد من أكبر مخزونات الفوسفات على مستوى العالم، وأما ما يخص خام الألمنيوم فهو يوجد بكثرة في منطقة الزبيرة في منطقة حائل، مؤكدا أن تلك الخامات ستشحن إلى رأس الزور من خلال شبكة القطارات التي سيتم تنفيذها في إطار المشروع.
ومن المتوقع أن تحتل السعودية المركز الرابع في إنتاج الفوسفات عالميا خلال العقد المقبل، موضحا أن مشاريع إنتاج الفوسفات في المملكة من المشاريع الواعدة، إضافة إلى الألمنيوم ويأتي ذلك بسبب وجود البنية التحتية المؤهلة للإنتاج، حيث يوجد في المملكة مخزون كبير من تلك المعادن، إضافة إلى وجود النفط والطاقة والمرافئ والاحتياجات الثانوية لهذا النوع من الإنتاج وهو الذي تفتقده دول أخرى لديها مخزونات كبيرة من تلك المعادن، ما ينبئ بأن المملكة ستلعب دورا كبيرا في إنتاج الفوسفات على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة بعد أن تبدأ الإنتاج العام الجاري.
الاقتصادية