هل إن الجنين لا يحس بالألم إلا بعد الشهر السابع?
مناهضو الإجهاض ودراسة طبية تثير الجدل
الرياض: «الشرق الاوسط»
أثارت دراسة طبية صدرت عن جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية موجة من الانتقادات الشديدة في أوساط مناهضي الإجهاض بالولايات المتحدة الأميركية، فبعد أن نشرت مجلة رابطة الطب الباطني الأميركية نتائج دراسة مراجعة بحثية قام بها الدكتور مارك روزن من قسم تخدير عمليات الولادة بجامعة كاليفورنيا وأربعة باحثين آخرين يقول فيها ان الجنين لا يحس بالألم إلا بعد الشهر السابع من الحمل، وإن إعطاء الجنين أدوية مخففة للألم أثناء إجراء عملية الإجهاض بعد الشهر الخامس من عمر الجنين هو تضليل للناس ـ حول إحساس الجنين بما يمر به من إزهاق للروح ـ وفيه تعريض للأم الحامل إلى اثار هذه الأدوية المخدرة الاضافية المؤثرة على حياتها. الدراسة اعتبرها مناهضو الإجهاض تحدياً لجهودهم، لكن الكثيرين من الباحثين نظروا إلى الأمر من زاوية علمية وأفادوا أن الدراسة مخطئة والأدلة العلمية لا تدعمها. وقد علق البروفيسور كانولجت أناند الباحث في مجال إحساس الجنين بالألم من جامعة أركانسس لعلوم الطب والذي يعتقد أن نتيجة دراساته تقول: ان الجنين منذ الشهر الخامس يحس بالألم، قائلاً: لقد وضع هؤلاء الباحثون أيديهم في وكر الدبابير!، فنتيجة البحث ستلهب كثيراً من الباحثين العلميين الذين هم أكثر حرصاً على حياة الأجنة وأوسع علماً واطلاعاً من المجموعة التي قامت بالدراسة. لكن تعليق الدكتورة نانسي سيسشير رئيسة قسم النساء والتوليد بكلية الطب في جامعة فاندربيلت كان هادئا حينما قالت: هذا البحث سيثري النقاش العلمي وسيتيح الفرصة لوضع إجماع للرأي العلمي حول إحساس الجنين بالألم وهو ما لا يتوفر اتفاق علمي حوله حتى اليوم.
في اليوم التالي لتناقل أنباء نشر الدراسة تناقلت وكالات الأنباء ردود الفعل الصحافية الغاضبة إحداها تحدثت أن إحدى الباحثات في الدراسة كانت أثناء دراستها للطب ضمن جمعية تطالب بالسماح بالإجهاض، وأن باحثة أخرى ضمن فريق البحث هي مديرة لمستشفى في سان فرانسيسكو تجرى فيه عمليات الإجهاض بشكل واسع.
رئيسة تحرير المجلة العلمية كاثرين دي أنجليس علقت على ردود الفعل الصحافية قائلة: لم أكن أعلم بعلاقة اثنين من الباحثين بتأييد الإجهاض ولو كنت أعلم لما تغير موقفي من نشر الدراسة، لكن البحث ضم خمسة من المتخصصين في هذا المجال، والدراسة عبارة عن بحث مراجعة لتعليم الأطباء حقيقة الموقف العلمي اليوم حول شعور الجنين بالألم، أما كون بعض الباحثين يؤيد الإجهاض فلا علاقة له بنتائج البحث العلمي. والملاحظ أن بعض الدراسات يتم الاعتراض على نتائجها العلمية بمبررات لا علاقة لها البتة بالبحث العلمي وأصوله ونتائجه، فقبل بضعة أسابيع أثار قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية السماح بإنتاج واستخدام أحد الأدوية لعلاج القلب لدى الملونين موجة من الاستياء ونظر إلى الأمر على أنه تفرقة عنصرية!.
وهو أبعد ما يكون لمن تأمل نتائج الدراسات العلمية حول هذا الأمر، وكذلك من حين لأخر يلمز في بعض الدراسات أن إحدى الشركات دعمت البحث الأمر الذي يطعن تلقائيا في النتائج لدى البعض والحقيقة خلاف هذا فكم من الدراسات الكبيرة المكلفة أظهرت نتائج ضد منتجات الشركة الداعمة مادياً للبحث ومع ذلك ظهرت النتائج ونشرت في المجلات العلمية. :