أصدرت المحكمة الجزائية حكما بحق ثلاثة أشقاء ينتمون إلى عائلة تجارية شهيرة يقضي بسجن كل منهم عاما مناصفة في الحق العام والحق الخاص، إضافة إلى 140 سوطا لكل واحد منهم، بعد إدانتهم بعقوق والدتهم وحبسها في غرفة وإرهابها وتخويفها بوضع ... حراسة على جناحها الخاص لمنعها من الخروج من الفيلا بسبب خلافات في تقسيم إرث قدر بأكثر من 300 مليون ريال.
وفي التفاصيل التي تابعتها المصادر فإن الأم استطاعت عن طريق أحد المقربين في العائلة تقديم شكوى، أحيلت إلى دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام التي بدورها أكملت التحقيق مع المتهمين، وقررت حبسهم احتياطيا على ذمة التحقيق في القضية. وعقبها حرر المدعي العام لائحة بحق الأخوة الثلاثة وتسلم قاضي المحكمة الجزائية الشيخ مازن سندي ملف القضية.
ووفق اللائحة، فإن الأم - في العقد السادس من عمرها - تتهم ثلاثة من أبنائها بعقوقها وتخويفها بل وإرهابها بكلب حراسة للضغط عليها لتسليمهم مبالغ وصكوكا ودفاتر شيكات، رافضين القسمة الشرعية للإرث.
وطالب المدعي العام في الدعوى العامة، بتعزير الأبناء الثلاثة وردعهم بعقوبة زاجرة لهم ولغيرهم بسبب ما قاموا به من عقوق لوالدتهم، ومحاولة إيذائها وعدم الانصياع لأمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما.
وبعد أن استمع القاضي إلى ردود الأبناء أصدر حكما بمعاقبتهم بالسجن عاما لكل منهم في الحق العام والحق الخاص، وجلدهم وأخذ التعهد اللازم عليهم. مؤكداً أنه ستتم مضاعفة العقوبة في حال تكرارها.
وقالت أخصائية الطب النفسي الدكتورة أحلام فخر الدين: «يجب تشريح حالات عقوق الوالدين ودراسة الحالات دراسة علمية، وإيجاد العلاج المناسب لها»، وطالبت بضرورة الاستعانة بالمختصين في الجامعات وأئمة المساجد فضلا عن الدور المهم للمناهج في تربية النشء. مبينة أن قضايا عقوق الوالدين أو الاعتداء عليهم تكون على الأرجح مرتبطة إما بتعاطي المخدرات أو الجهل بفضل ومكانة الوالدين. وعددت صوراً لعقوق الوالدين منها إبكاؤهما وتحزينهما بالقول أو الفعل ونهرهما وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، إضافة إلى التأفف من أوامرهما والعبوس وتقطيب الجبين أمامهما، بل ويصل العقوق إلى الأمر عليهما وانتقاد أي منهما، وعدم الإصغاء لهما، إلى أن يصل الأمر إلى التعدي عليهما بالضرب.