كاتب المقال : فهد عامر الأحمدي
قرأت قبل فترة (وتحديدا على موقع LiveSience) عن تجربة ربط فيها العلماء دماغ انسان بدماغ فأر بحيث تمكن "الانسان" من السيطرة على تحركات الفأر عن بعد.. فبمجرد التفكير تمكن أحد العلماء من التحكم بحركات الفأر وتحريك ذيله صعود وهبوطا بطريقة لاسلكية!!
.. وكنت قبلها قد قرأت عن جراح أعصاب اسباني زرع شريحة الكترونية في جمجمة احد الثيران وتحكم بمراكز الحركة في دماغه بطريقة لا سلكية.. فهذا يثيره، وذاك يهدئه، وثالث يجعله يدور حول نفسه، ورابع يشله تماما!!
أيضا هناك تجربة شهيرة تمت في جامعة شيكاغو تم خلالها إرسال إشارة عصبية (التقطت من مخ قرد) لتحريك ذراع ميكانيكية - كانت تتحرك بتناغم مع تحريك القرد لذراعه على بعد الف كيلومتر!!
ومثل هذه التجارب تنبئ بدخولنا قريبا مرحلة التحكم بعقول الناس عن بعد.. ورغم أن الفكرة تبدو "مستقبلية" أو"عصرية" إلا أنها حلم قديم أمكن تطبيقه من خلال التنويم المغناطيسي الجماعي (وهي موهبة يمكنك العودة بها الى أيام موسى حين غسل السحرة عقول الناس وأوحوا إليهم من سحرهم أنها تسعى)!
وفي حال بحثت في أرشيف الشعوب - على اختلافاتها - ستكتشف نماذج مشابهة لأفراد امتلكوا مثل هذه الموهبة الغريبة.. فهناك مثلا القس الروسي راسبونتين (او الشيطان كما يطلق عليه أهل موسكو) الذي امتلك قدرة عجيبة على السيطرة على عقول الناس. وقد اصبح مقرباً من عائلة القيصر نيوقولا الثاني بعد ان شفى ولي العهد من مرض عضال. وبصفته طبيباً للعائلة سيطر بالتدريج على عقل القيصر وزوجته وكل من يعمل في البلاط - لدرجة كان يدخل ويخرج لمهجع الامبراطور دون أن يراه الحراس. وحين غاب نيوقولا الثاني - في آخر ايامه - اصبح راسبونتين يدير روسيا من خلال زوجته ويتحكم بعزل وتنصيب الوزراء.. وبعد ان عاث في الدولة فسادا تم قتلة عام 1916 بواسطة مجموعة من الوطنيين الاحرار!!
ومثل هذه الموهبة تؤكد أنه من غير الضروري زرع شرائح استقبال في مادة الدماغ نفسها (كما فعل العلماء في التجارب السابقة)؛ فقد ثبت ان مخ الانسان نفسه يتأثر بمستوى معين من الذبذبات اللاسلكية (ولا داعي لتذكيركم بتأثير الجوال).. وبناء عليه قد يكون ضمن أسلحة المستقبل رادارات محمولة تصدر أمواجا مغناطيسية تسيطر على جنود العدو وتجعلهم يضعون أسلحتهم طواعية.. وجهاز كهذا سيقع حتما بيد طاغية يطمع في السيطرة على شعبه أو قمع أي ربيع في مجتمع لم يتعود تغير الفصول.
أما على مستوى العالم فيمكنك تخيل "الأمم المتحدة" وقد تحولت الى منظمة شريرة قررت تجاوز كل النقاشات العقيمة والسيطرة على شعوب الأرض من خلال قمر اصطناعي يتحكم بعقول البشر - بحيث يمكنهم من نيويورك تحريك حتى ذيلك أنت!!
أنا شخصيا لم أفكر بمثل هذه الاحتمالات المخيفة وأقصى ما تمنيته اختراع ريموت كنترول يتحكم بتصرفات الأطفال بدل الثيران والفئران.. فهذا زر لايقاف الشجار، وذاك للكف عن الصراخ، وثالث للنوم بلا اعتراض، ورابع للمذاكرة وحل الواجبات، وخامس لأخذ غفوة قصيرة حين يرغب الوالدان في أخذ قيلولة سريعة!!
أما في حال تحققت أي من الاحتمالات السابقة، فيمكن القول حينها فقط إننا وصلنا الى أقصى درجات الطغيان السياسي..
حين لا يملك الانسان الحق حتى بتحريك.. ذيله!!