كاتب المقال :محمد الطميحي
أكثر من مئة ألف مبتعث ومبتعثة ومعهم الآلاف من ذويهم في الولايات المتحدة أو داخل الوطن شعروا بحالة من القلق افي اعقاب تفجيري مارثون بوسطن الأسبوع الماضي.
لم يكن ذلك بسبب الشعور بعدم الأمان جراء تمكن يد الإرهاب من الوصول إلى إحدى الفعاليات الأبرز في الولايات المتحدة بل خوفا من تكرار سيناريو التضييق والتشكيك الذي تعرض له من سبقهم في اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر.
ولعل ما عزز هذه المخاوف الخبر العاجل الذي نشرته صحيفة (نيويورك بوست) عن القاء القبض على شاب سعودي يشتبه بتورطه في هذه التفجيرات، وكيفية تعامل وسائل الإعلام الأميركية والعالمية مع هذا الخبر وكأنه في حكم المؤكد دون مراعاة لمدى تأثير خبر من هذا النوع على حالة وصورة الآف المبتعثين السعوديين في الولايات المتحدة.
من المضحك المبكي أن السبب الرئيسي لاعتقال هذا المبتعث هو هروبه من مكان الانفجار بصورة غير طبيعية!! وفي الحقيقة هذا هو الحال الذي كان عليه كل من كان في الموقع فلا اعتقد بأن إنسانا عاقلا سيفر بطريقة طبيعية بعد وقوع انفجار من هذا النوع!!
لعل ذلك ما أدركه مكتب التحقيقات الأميركي (fbi) حين تعامل مع هذا الطالب المفجوع كشاهد عيان دون أن يضعه في دائرة الشبهات.
للأسف حين تناقلت وسائل الإعلام الدولية ومنها العربية ذلك الخبر تجاهلت إصابة المبتعثة السعودية الدكتورة نورة العجاجي التي كادت تفقد ساقها جراء الانفجار، ولم تتطرق إلى التعاون الأمني والتنسيق المشترك بين المملكة والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، وكيف أن هذا التعاون ساهم في الحيلولة دون وقوع العديد من العمليات الإرهابية المماثلة في المنطقة والعالم.
أدرك ازدواجية المعايير بالنسبة لبعض المحطات الغربية ولكني لا أجد مبررا لقنواتنا العربية في ترديد معلومات من هذا النوع دون التأكد منها وإدراك مدى تأثيرها علينا، وأنا هنا لا أقصد محطة بعينها بل الكل مشمول بذلك، وهذا ما يدفعني إلى المطالبة بالملاحقة القضائية لكل من نشر معلومة مغلوطة عن مواطنينا بقصد أو بدون قصد حتى لا يتكرر هذا العبث.
والآن وبعد أيام من القلق تحددت هوية الجناة وحان الوقت لمبتعثينا وذويهم أن يشعروا بالاطمئنان وبالكثير من الثقة.