"أنت صديقي، لا أتخيل حياتي تركض بدونك، ونعم الرجال أنت.. أيها النادر، حين يأخذ الله روحك الجميلة أعدك أني سأبني لك متحفا صغيرا بسطح بيتي.. جرب فقط أن تموت وستعرف حجم مودتي لك، سيشرفني أن أشرح لك طرقا شتى لخلع حياتك عنك، سأساعدك في ذلك فأنا - وكما تعلم عبر سنوات - لا آلو جهدا في معاونتك في شيء أنت تريده، مفردة (آلو) سمعتها مرة من مسؤول، فإن كنت لم تفهم معناها، فأنا أيضا لا أفهمه.. المهم، إني أدعو الله كل ليلة أن يحفظك من أي شر فمثلك خسارتي له كخسارتي بسوق الأسهم ذات يوم، مرّة.. حادة.. تولي ولا تجد من يعوضك.. صفعة ستوجه لخط سير حياتي إن أنت غبت عنها"..
أدار التلفاز، سمع اثنين يتجادلان بموضوع ما وبينهما مذيع يحاول لعب دور الحكم بصراع ديكة.. التفت لصاحبه قائلا: "هذا الرجل يهذي" أجابه: "لا، يبدو مقنعا".. خفض الصوت، قال له مستفسرا: "عفوا، لم أسمعك.. هل تعتقد أني على خطأ.. فقط لأفهم الأمر بشكل جيد، هل تختلف معي؟ يبدو ذلك..أنت تختلف معي، ما هذه القوة التي جعلتك تفعل ذلك؟ أنت لا تستحي، سبحان من غرس بك كل هذه الجرأة، تجلس بجانبي وبكل تخلف تقول شيئا لا أؤمن به.. هل أنت علماني أو تنتمي لصنف معدّ مسبقا؟ دعني أرى وجهك.. فعلا تبدو كذلك، يا خسارة القطعة الأدبية التي قلتها بحقك قبل قليل، ليتني قلتها بحضرة أحد الأغنياء على الأقل إن لم يبتسم بوجهي فسيعطيني مالا أكثر قيمة من جلوسي بهذا الجو معك، أعطني (الريموت)، أغرب عن عيني وأغلق الباب خلفك.. لو كانت لي قدرة لقبضت عليك بتهمة الاختلاف، أيها الشاذ عنا والذي لا يشبهني.. صدق أبي حين قال: اختلاف الرأي يفسد الصداقة".