هو المختار
مـن نبـع هديـك تستقـى الأنـوار.......والـى ضيائـك تنتـمـى الأقـمـار
رب العبـاد حبـاك أعظـمنعـمـة.......ديـنـا يـعـز بـعـزه الأخـيـار
حفظت بـك أخـلاق بعـد ضياعهـا.......وتسامقـت فـى روضهـا الأشجـار
وبعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـد.......صدقـت بــه وبديـنـه الأخـبـار
أصغت اليـك الجـن وانبهـرت .......بمـاتتلـو وعـم قلوبـهـا استبـشـار
يا خير من وطئ الثـرى وتشرفـت.......بمثـيـره الكثـبـان والأحـجــار
يامن تتـوق الـى محاسـن وجهـه.......شمـس ويفـرح أن يـراه نـهـار
بأبـى أنـت وأمـي حيـن تشرفـت.......بـك هجـرة وتـشـرف الأنـصـار
أنشـأت مدرسـة النبـوة فاستـقـى.......مـن علمـهـا ويقينـهـا لأبــرار
هـى للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا.......ولمنهـج الديـن الحنيـف مـنـار
لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا.......شرفـت بــه وبعلـمـه الآثــار
ربيـت فيهـا مـن رجالـك ثـلـة.......بالحـق طافـوا فـى البـلاد وداروا
قـوم اذا دعـت المطامـع أغلـقـوافمها....... ، وان دعـت المكـارم طـاروا
وان واجهوا ظلمـا رمـوه بعدلهـم.......واذا رأوا ليـل الـضـلال أنــاروا
قـد كنـت قرآنـا يسيـر مامـهـم.......وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار
عمروا القلوب كما عمرت فما مضـوا.......الا وأفـئـدة الـعـبـاد عـمــار
لو أطلـق الكـون الفسيـح لسانـه.......لسـرت اليـك بمـدحـه الأشـعـار
لو قيل : من خيـر العبـاد ، لـرددت.......أصوات من سمعـوا : هـو المختـار
لم لا تكون ؟ وأنـت أفضـل مرسـل.......وأعز من رسموا الطريـق وسـاروا
ما أنـت الا الشمـس يمـلأ نورهـا.......آفاقنـا ، مهـمـا أثـيـر غـبـار
مـا أنـت الا أحمـد المحمـود فـى.......كـل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار
يا خير من صلى وصام وخيـر مـن.......قاد الحجيـج وخيـر مـن يستشـار
سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه.......ان لـم يتـب ممـا جـنـاه الـنـار
لكأنـى بخطـاه تـأكـل بعضـهـا.......وهنـا ، وقـد ثقلـت بــه الأوزار
مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر.......بـل منـه نالـت ذلــة وصـغـار
حلقت فـى الأفـق البعيـد فـلا يـد.......وصلـت اليـك ، ولا فـم مـهـذار
وسكنت فى الفردوس سكنى من بـه.......وبـديـنـه يتـكـفـل الـقـهـار
أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـة.......فلـك السمـو وللحـسـود بــوار
انـا ليؤلمنـا تطـاول كـل كـافـر.......مـلأت مشـارب نفـسـه الأقــذار
ويزيـدنـا ألـمـا تـخـاذل أمــة.......يشكو من انحدارها غثائهـا المليـار
وقفت على باب الخضـوع ، أمامهـا.......وهــن القلوب،وخلفـهـا الكـفـار
يـا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا.......مـن قبـل أن يتحـرك الاعـصـار
يا خير من وطئ الثرى فى عصرنـا.......جيـش الرذيلـة والهـوى جــرار
فى عصرنا احتدم المحيط ولـم يـزل.......متخبطـا فــى مـوجـة البـحـار
جمحت عقول الناس ،طاش بها الهوى.......ومـن الهـوى تسربـت اظل خطـار
أنت البشيـر لهـم وأنـت نذيرهـم.......نعـم البشـارة مـنـك والانــذار
لكنهـم بهـوى النفـوس تشربـوا.......فأصابهم غبـش الظنـون وحـاروا
صبغوا الحضارة بالرذيلـة ، فالتقـى.......بالذئـب فيهـا الثعـلـب المـكـار
ما (دنمرك)القوم ومـا (نرويجهـم)؟.......يصغـى الرعـاة وتفهـم الأبـقـار
ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم.......حتـى تمـادى الـشـر والأشــرار
عجبـا لهـذا الحقـد يجـرى مثلمـايجرى(صديد) فـى القلـوب ،و(قـار)
يا عصر الحاد العقـول ،لقـد جـرى.......بـك فـى طريـق الموبقـات قطـار
قربـت خطـاك مـن النهاية،فانتبـه.......فلربـمـا تتـحـطـم الأســـوار
انـى أقـول ، وللـدمـوع حكـايـة.......عـن مثلهـا تتـحـدث الأمـطـار:
انــا لنعـلـم أن قــدر نبيـنـا.......أسمـى ، وأن الشانئـيـن صـغـار
لكـنـه ألــم المـحـب يـزيــده.......شرفـا ،وفيـه لمـن يحـب فخـار
يشقى غفـاة القـوم مـوت قلوبهـم.......ويـذوق طعـم الراحـة الأغـيـار
قصيدة الدكتور/عبدالرحمن عشماوي