طبائع الأدوية ودرجات قواها
جاء في كتاب المستعيني" لابن بكلارش " مجدول في الأدوية المفردة في الأندلس بقلم الدكتور أمادور دياث غارسيا إسبانيا
القول في تعرف قوى الأدوية المفردة"، قال فيه المؤلف إن الوجوه التي عرف منها الأوائل قوى الأدوية ومنها استنبطوا الدرجات الثلاثة :
أحدها بطعومها ، والثاني بروائحها ، والثالث بإيرادها على البدن المعتدل.
بعد ذلك يذكر أمثلة لأدوية مسخنة ومبردة في الدرجات الأربع:
من الأدوية المسخنة في الدرجة الأولى يذكر: الافسنتين والأسطوخودوس والإدخر والبابونج ، وإكليل الملك والأترج والسنبل والسادج والشاهشبرم ، والسنا، ونحو هذه.
من الأدوية المسخنة في الدرجة الثانية يذكر: البادروج والبرنجمشك وأظفار الطيب والعسل والزراوند والإبرنج والزرنباد والزعفران والعنبر والعود والمسك ونحو هذه.
من الأدوية المسخنة في الدرجة الثالثة يذكر: الأفيثمون والأنيسون والأنجدان (الحلتيت) والبسبائج والبل والفل والشل والدار صيني والوشق والوج والزنجبيل والزوفا والحرمل والقرنفل، ونحو هذه.
من الأدوية المسخنة في الدرجة الرابعة يذكر: الفربيون والبلاذر واليتوع والفلفل والقطران والشيطرج والخردل والنفط، ونحو ذلك.
من الأدوية المبردة في الدرجة الأولى يذكر: الأقاقيا والأشنة والأملج والإهليجات والبلوط والآسي والبردي والبسد والورد والشعير والهندباء والإسفاناخ ، ونحو هذه .
من الأدوية المبردة الدرجة الثانية يذكر: البزرقطونا والأميرباريس ولسان الحمل والسفاق والعفص وعنب الثعلب، والقثا والخيار والقرع والدلاع والخس والريباس ، ونحو هذه .
من الأدوية المبردة في الدرجة الثالثة يذكر: دم الأخوين والطباشير والفوفك والكافور والصندل والتمر الهندي والبقلة الحمقاء وحي العالم وعصا الراعي، ونحو هذه
من الأدوية المبردة في الدرجة الرابعة يذكر: الخشخاش الأسود وجوز ماثل والأفيون والبنج الأسود والرامك والحديد والإثمد والزئبق ونحو هذه
ويعرف ابن بكلارش "الاعتدال"، وهو تكافؤ الأجزاء واستواؤها، كما يقدم تعريف "الصحة" كتكافؤ الطباع واستواء الأخلاط وثباتها في الاعتدال وألا ينقص الإنسان شيئا من أموره المعتادة طبيعية أو غير طبيعية ... بعد ويعرف "المرض " وهو تعدي الأخلاط وخروجها عن الاعتدال بسبب تسلط أحد العناصر (وهي الحر والبرد واليبوسة والرطوبة) على بقية العناصر الأخرى وحسب الدرجات الأربع.
طبيعة الدواء المفرد هو ذلك الخاصية والمزاج الطبيعي الذي يتمتع به ذلك النبات من حيث القوي الاربعة الاساسية الطبيعية لكل دواء وهي الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة ... اما درجات قوى الادوية فهو مقياس مدي تاثير هذا الدواء علي جسم الانسان فهذا مهم جدا في تحديد الجرعة المناسبة لهذا الدواء وتحديد سن المريض الذي يصلح له هذا الدواء او الزمن المناسب كالصيف او الشتاءوهكذا وهي أربعة درجات لا اكثر .
الدرجة الاولي: اي ان هذا الدواء والنبات من قوته من الدرجة الاولي ..وهذه القوة لا تؤثر علي بدن الانسان من حيث زيادة نبض القلب او تنبيه الجهز العصبي.. وقد تدر البول والعرق شيا يسيرا.
الدرجة الثانية: قد توثر هذه الدرجة علي جسم الانسان كزيادة نبض القلب تاثيرا محسوسا لكن الجسم يبقي بحالته الطبيعية ولايخرج عن مجراه الطبيعي كالجعدة والزنجبيل .
الدرجة الثالثة: هذه الدرجة تخرج الجسم عن مجراه الطبيعي من حيث شدة ضربان القلب او التنفس او القلق والاضطراب ولايصل في الاغلب لحالة الاغماء.
الدرجة الرابعة: وهذه اشد الدرجات وقد يصيب الجسم منها خدر بالاطراف والعرق البارد وربما الوفاة السموم بانواعها درجة .
القوى المعتدلة: وهي التي لا يكون لها درة قوي ولا توثر بشي علي الجسم كماء الشرب .
مثال - البلوط - بارد في الاولي يابس في الثانية.
الشرح اي ان نبات البلوط مزاجه في القوى البرودة من الدرجة الاولي: ومزاجه في قوى اليبوسة من الدرجة الثانية ... وهكذا بماذا يفيد هذه التفسير للقوي.. يفيد المعالج بيتقييم درجة العلاج واعطاء الجرعة المناسبة ، وايضا بمعرفة بديل هذا الدواء اذا لم يتوفر فمثلا عندي نبات لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي لكنة يابس من الدرجة الثانية فلذلك صار انه يزيد في القبض فاحتاج عندها ان اضيف معه نبات يفيد الجهاز الهضمي وفي نفس الوقت هو رطب من الدرجة الاولي او الثانية لتتعادل الرطوبة مع اليبوسة فلاتوثر علي القبض"وهكذا" فهو مهم للغاية علي ممتهن هذه المهنة.
وفي كتاب "مختصر في الطب" العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب يقول عبد الْملك بن حبيب الإلبيري القرطبي:
ركبت الْأَطْعِمَة كلّها والأشربة وَالثِّمَار والرياحين من الأخلاط الْأَرْبَعَة من الحرّ، وَالْبرد ، واليبس، والرطوبة، فَمَا كَانَ مِنْهَا مُوَافقا لطبائع الانسان لم يبلغ حرّه، وَلَا برده، وَلَا رطوبته، وَلَا يبسه سمي معتدلاً .. وَمَا جَاوز الِاعْتِدَال من ذَلِك جُزْء أَرْبَعَة أَجزَاء وحدّ أَرْبَعَة حُدُود، فَمَا جَاوز الِاعْتِدَال باليسير نسب إِلَى الْجُزْء الأول، والحدّ الأول من الْحَرَارَة، أَو الْبُرُودَة، أَو الرُّطُوبَة، أَو اليبوسة، وَمَا جَاوز ذَلِك الْيَسِير بِالْقَلِيلِ أَيْضا نسب إِلَى الْجُزْء الثَّانِي والحدّ الثَّانِي، وَمَا قوي من ذَلِك وأربى نسب إِلَى الْجُزْء الثَّالِث والحدّ الثَّالِث، وَمَا أفرط فِي الْقُوَّة وأضر بطبائع الْجَسَد حَتَّى يفْسد ويمرض نسب إِلَى الْجُزْء الرَّابِع والحدّ الرَّابِع.
فَيَنْبَغِي للْإنْسَان أَلا يُصِيب من الْأَطْعِمَة والأشربة إِلَّا مَا وَافق مِنْهَا طبائع جسده وعدلها حَتَّى يكون مزاجها معتدلاً، وَأَنه إِن بغى عَلَيْهِ شَيْء من طبائعه أَن يلْزم من الطَّعَام وَالشرَاب وبضده حَتَّى يكسر بِهِ مَا بغى عَلَيْهِ من طبائعه.
فَإِن طبائع الْجَسَد الَّتِي هِيَ قوامه أَرْبَعَة وَهِي: الدَّم، والبلغم، والمرّة، الحرماء، والمرّة السَّوْدَاء، إِنَّهَا ركبت من الأخلاط الْأَرْبَعَة: من الْحَرَارَة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، فالدم حارّ رطب حُلْو، والبلغم بَارِد رطب مالح، والمرّة الْحَمْرَاء حارّة يابسة مرّة، والمرّة السَّوْدَاء بَارِدَة يابسة حامضة.
فَإِذا بغى عَلَيْهِ الدَّم وَهُوَ حارّ رطب حُلْو لزم من الطَّعَام وَالشرَاب كلّ بَارِد يَابِس حامض.
وَإِذا بغى عَلَيْهِ البلغم وَهُوَ بَارِد رطب مالح لزم من الطَّعَام وَالشرَاب كلّ حارّ يَابِس.
وَإِذا بَغت عَلَيْهِ المرّة الْحَمْرَاء وَهِي حارّة يابسة مرّة لزم من الطَّعَام وَالشرَاب كلّ رطب بَارِد مالح.
وَإِذا بَغت عَلَيْهِ المرّة السَّوْدَاء وَهِي بَارِدَة يابسة حامضة لزم من الطَّعَام وَالشرَاب كلّ رطب حارّ فَإِنَّهُ إِذا فعل اعتدل مزاجه، وَمن اعتدل مزاجه لَزِمته الصِّحَّة وجانبه السقم بِإِذن الله.
قَالَ عبد الْملك :وَالطَّعَام وَالشرَاب كلّه على أَرْبَعَة أوجه: حُلْو، ومرّ، وحامض، ومالح. وَفِيه أَرْبَعَة أمزجة: حرارة، وبرودة، ويبوسة، ورطوبة ... فالحلو كلّه حارّ رطب، والمرّ كلّه حارّ يَابِس، والحامض كلّه بَارِد يَابِس، والمالح كلّه بَارِد رطب، وَمَا فسر لَك ذَلِك نوعا نوعا ووجهاً وَجها من الْأَطْعِمَة، والأشربة، واللحمان، وَالثِّمَار، والرياحين، والبقول. وَمَا فِي كلّ نوع مِنْهُ من العلاجات والأشفية على مَا بَلغنِي علمه وَبلغ كشفي مِمَّن كَلمته فِيهِ واستوضحته إِيَّاه من أهل الْعلم بِهِ، فَإِن أصل علم الطبّ من علم النبؤة بِتَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم.