كنا معاً ...
قلب واحد بجسدين ...
نلتقي عند الغروب ...
تتوارى الشمس خلف البحر ...
وقت المغيب ....
تلوح لنا على خجل تسدل ستار الغروب ...
تحلق الطيور بالافق البعيد مودعة لتحتفل بعرس جديد..
ونحن نجلس على تلك الصخرة ...
الموجة تأتي على مهل تمسح أقدامنا برذاذها ....
ويبدأ البحر يعزف بصوت المد والجزر يطربنا ....
كنا معاً ...
نرسم أحلامنا من وهم الخيال ...
وفرحة قلبي تفوق السحاب ..
وفي لحظة ...
بقايا الأماني تلاشت كما يتلاشى السراب....
صار عمري ثقيلا كثير العذاب....
رحل وتركني كقطرة ماء طواها التراب...
بحثت عنه فلم اجد سوى جراح و حلم مزقه الفراق
وبقيت وحدي أعانق الغياب ....
وفي راحتي جراح السنين
واحزان عمر و إغتراب
رحل دون وداع ...
وجاءني الليل حامل ردائه الأسود يصفع جبيني بأجنحة الظلام...
يوقظني من سبات عميق...
لملمت ذكرى أشلائي المبعثرة حملتها على كفي ....
أبتلع العبرات والعين تذرف لهيب الدمع كالجمرات ....
تركني ...
ولم يبقى من ذكرياتنا الا بقايا من رماد ...
عالمي موحش كئيب دامس الظلمات ...
كل طرقي أصبحت مهشمة ...بيننا آلآف الهضاب ...
قلب كسير غادرته النبضات ...
غادرني حلمي الذي بنيته عبر السنوات ..
حديث حبنا قد غاب ...
وكفنته الأيام ودفنته تحت التراب ...
وأصبحت تعزيني الآهات ....
فبقيت وحدي ألثم طيف أحلامي وأقبلها على وجع ...
وقامت دمعتي تبكي وسالت كل الدمعات
وأرهقني البكاء وجرحني الزمان ....
هكذا كنا معاً ...
وأنتهينا وماتت أفراحنا وغابت
اعراسنا خلف السحاب ....
(( تنهيدة ))
هي تنهيدة كانت تحت صدري تبكي
كبكاء نوارس الحرمان...!
ترتدي رداء الصمت ...!
وأنا أتوسد شهقة على ذاكرة أنفاسي..!
وأردت أن أحررها
تحياتي
جريح الامس