أصحاب المواشي والأغنام يناشدون وزارة التجارة بتحديد الأسعار ومراقبتها
غلاء أسعار الشعير يهدد الثروة الحيوانية
تراجع كبير في أسعار الغنم والأمراض تنتشر بسبب نقص القيمة الغذائية في الأعلاف
لا يختلف اثنان على أن المنطقة الشمالية من أكبر المناطق الرعوية في المملكة ولا يختلف اثنان أيضا على أن سوق رفحاء من أكبر الأسواق الرعوية في المملكة طلبا للأعلاف بأنواعها الشعير، البرسيم، التبن إذ يستهلك السوق ما متوسطه 25,000 كيس شعير يوميا, إذا اعتبرنا انه يقف في السوق يوميا 50 شاحنة حمولة كل واحدة 500 كيس شعير، ولكن,, لماذا الشعير فقط؟! لان الشعير هو الأكثر قيمة غذائية بين الأعلاف الأخرى الموجودة في السوق, وكانت قيمته سابقا متاحة للجميع,, أما الآن فوصل أدنى سعر له 27,5 وأعلى سعر 29,5 30 ريال للكيس الواحد!! وهذا معدل مرتفع جدا مقارنة بسعره قبل عامين 13 ريالا تقريبا، واصحاب الأغنام أكثر المتضررين من هذا السعر,, والتجار بدلا من الصوامع أصبحوا يتحكمون في السعر دونما رقابة,, والأمراض بدأت تظهر في بعض الأغنام، والنفوق بدأ يتزايد,, والطلب على اللقاحات في تزايد مستمر,, وهذا الطلب أحيانا يحرج امكانات الزراعة والبيطرة,, سوق الأغنام في رفحاء,, بعدما كان يعج بالزبائن اصبح يعاني من ركود غريب وغير معتاد!! وأصحاب المواشي يناشدون المسؤولين بضرورة التدخل السريع لوقف هذه المهازل التي يرتكبها تجار الشعير وتهدد الثروة الحيوانية في البلاد!.
ماذا قال الموزعون؟ وما هو دور المحافظة؟ وهل الأمراض تهدد الماشية والانسان في رفحاء؟!
هل صحيح ان الشعير الموجود في السوق غير صالح للاستهلاك الحيواني؟ وما هو رد الزراعة على من اتهمها بالتجاهل المر لتفشي الأمراض؟!,, كل ذلك وغيره الكثير في هذا التحقيق والذي أجري في سوق الأغنام بمحافظة رفحاء:
الموزعون,, نعترف أن السعر
مرتفع جداً,, ولكن!
حول أسعار الشعير المشكلة الأساسية توجهنا الى سوق بيع الأعلاف القريب من سوق الأغنام وسألنا الموزعين عن الأسعار:
محمد بن منصور الشمري موزع أعلاف يقول: نعم السعر مرتفع جدا، ووصل أمس الى 30 ريالا والسبب هم التجار الأصليون، ونحن نشتري الكيس الواحد ب 25,5 ريال من التجار فبكم بالله عليكم سنبيعه؟ ونحن ننقله من المنطقة الشرقية واحسبوا أجرة السائق والديزل ومصاريف الرحلة,, فلا ذنب لنا مطلقا والذنب ذنب التاجر الأصلي، وأنا أملك سيارة لبيع الشعير تريلة , وعندي أغنام كذلك ورغم ذلك أنا متضرر لأن فائدتنا في الرحلة الواحدة لا تتجاوز 800 ريال بالنسبة للأعلاف، وأنا استهلك ضعفها اسبوعيا لأغنامي ولا أقول إلا كان الله بعوننا,, فالمشكلة كبيرة وتتطلب حلا عاجلا.
أما راضي فهيد فيقول: نحن نبيع البرسيم الربطة الواحدة ب 18 ريالا، والتبن الجاف الربطة الواحدة ب 13 ريالا, ولا يوجد طلب كثير على البرسيم والتبن فهما حسب ما اسمع أعلاف مالئة للبطون وقيمتها الغذائية قليلة مقارنة بالشعير.
نشتري من الجبيل وينبع
وخميس مشيط وضبا
وعن أماكن البيع الاصلية يقول أحد الباعة الحمالين واسمه أحمد جمعة تشادي الجنسية نحمل الحمولة هذه من المنطقة الشرقية وأحيانا من ينبع وخميس مشيط، وضبا حسب العرض والطلب وأسعار الشعير مرتفعة في كل المناطق التي ذكرتها وكأن هناك اتفاقا مسبقا على ذلك.
قاسم دخين سعودي يعمل براتب قدره 2000 ريال، ويحصل على اكراميات مقابل الزيادة في الرحلات فيقول: أنا أجلب الشعير حسب طلب صاحب السيارة من الجبيل وأذهب كل يومين الى هناك وأبيع حمولتي كاملة خلال يومين وعدد 500 كيس شعير، والطلب متزايد على الشعير رغم أنه وصل الى 30 ريالا.
فتحي موسى تركي الجنسية يعمل بمرتب قدره 1500 ريال يقول: الطلب متزايد على الشعير أحيانا تنفد الكمية التي بحوزتنا هي 5 تريلات كل واحدة حمولتها 550 كيس في يوم واحد.
ونضطر للعودة أحيانا كل يوم والمعدل المتوسط كل ثلاثة ايام ونحمل من خميس مشيط أو ضبا أو ينبع أو الشرقية حسب طلب صاحب السيارة.
أما رجب محمد مبارك ويعمل عند الشريع من أكبر الموزعين في المنطقة فيذكر ان ربطة الشعير الكيس الواحدة تساوي ربطة التبن, ولكن الطلب على الشعير أكثر لأنه مفيد ومغذ عكس التبن فهو مادة مالئة فقط, ولهذا فنحن نسافر بمعدل يومين الى ثلاثة الى التجار لنشتري منهم الشعير ونبيعه ونحن نعمل بأجر!.
احتكار التجار,, وقلة المراعي من أسباب هذا الغلاء الفاحش
وعن أسباب هذا الغلاء الفاحش في أسعار الشعير توجهنا بالسؤال الى محافظ رفحاء بالنيابة عبدالعزيز بن فهد الزمام باعتبار المحافظة جهة رقابية سابقة على الشعير فقال:
أولا أنا أشكركم على تناولكم لهذا الموضوع المهم, فالأمر يحتاج فعلا الى اعادة نظر, فأسعار الشعير كانت قبل عامين من الآن تتراوح ما بين 20 23 كحد أعلى، وقبل ذلك كانت الأسعار أقل من هذا بكثير, ويعود السبب الى أن الشعير كان يأتي من الصوامع وكانت الدولة اعزها الله تدعمه, فكان السعر ثابتا والزيادة محدودة وترتفع بمعدل نصف ريال تقريبا, وكان مطلوبا من المحافظة مراقبة الأسعار ولدينا لجنة مخصصة لهذا الغرض فالأسعار ثابتة ومحدودة ولا مجال فيها للتلاعب أو الزيادة,, ولكن بعد أن تسلم التجار هذا المحصول الحيوي احتكروه وغالوا في سعره بشكل مزعج لملاك الأغنام حتى انه وصل في بعض الأحيان الى 30 ريالا وهذا سعر مرتفع جدا اذا ما قارناه بعدد الأغنام الموجودة في رفحاء وطلبها اليومي للأعلاف على فترتين، وللأسف الشديد لم نعد الجهة الرقابية على الأسعار,, فالأمر الآن بيد وزارة التجارة.
ومن خلال معرفتي التامة بأحوال المحافظة والمنطقة عموما, فإننا ناشدنا المسؤولين ورفعنا مذكرتين الى صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية نشرح فيها أوضاع المستفيدين من ملاك الأغنام باعتبارهم الشريحة المتضررة الكبرى,, وأملنا كبير في تجاوب المسؤولين معنا وحرصهم عل مصلحة المواطن لاشك انه سيدفعهم كثيرا لوضع حلول ناجعة لهذا الموضوع المهم, واصحاب الأغنام للأسف الشديد معظمهم من الطبقات الكادحة التي تعتمد اعتمادا مباشرا على تجارة الغنم كدخل اقتصادي ثابت, لذلك نتعاطف معهم وندرك ما لحقهم من ضرر جراء هذا التزايد في سعر كيس الشعير العلف الأكثر رواجا في المملكة ولعلها فرصة لادعو التجار باسم المواطنة الى اعادة النظر في التسعيرة رحمة بالأغنام والمواشي ومساعدة لاخوانهم قليلي الحيلة.
الجدب فاقم المشكلة
المواطن نهاب بن قاسم طراد الشمري تاجر أغنام يتفق في ان الاحتكار وجشع التجار هما السبب الرئيسي والمباشر في رفع الأسعار ويرى ان جفاف المراعي والجدب ساعدا هؤلاء التجار على الاستغلال والطمع فقبل سنين من الآن كانت أسعار الشعير منخفضة ومتاحة للجميع واذا منّ الله علينا بالربيع والأمطار كنا لا نحتاج الى الشعير ولا نلجأ لهؤلاء التجار,.
وهناك سبب آخر لارتفاع سعر كيس الشعير وهو عدم وجود بديل غذائي قوي فالنخالة مثلا غير مطلوبة هنا رغم قيمتها المناسبة، وكذلك البرسيم والتبن مواد مالئة ومدرة للبن فقط ولا تشتمل على أحماض أمينية وأملاح, لذلك لا غنى عن الشعير,, إننا نسأل الله ان يخلصنا من هذه المشكلة فالآن أنا أنوي بيع أغنامي كلها ولم أجد أحدا يقبل بشرائها,, ولو كان لدينا مصنع نسيج لبيع الصوف أو مصنع ألبان لربما استفدنا,, ولكن اعتمادنا الوحيد على الذبح الخراف وهذا غير مجدٍ!!
ويضيف الشمري,, وأنا يوميا اشتري لأغنامي عشرة أكياس من الشعير ولدي 500 رأس من الأغنام يعني أنفق ما قيمته 8850 ريال شهريا, واذا أكدت لكم أنني شهريا أخسر رأسا أو رأسين بسبب النفوق، وكذلك الرغوث والنعج والصغار لا نستفيد منها,, فأين الفائدة إذن؟!
إن الأمر مكلف جدا,, وهذا سيسبب عزوفا عن تربية الأغنام على المدى البعيد!
ويرى محمد الشمري بائع أعلاف أن من أسباب الغلاء في قيمة الشعير أيضا قلة المزارع التي تبيع الأعلاف، فالأغنام تأكل أي شيء,, والشعير قد يعوضه القمح والبقول بأنواعها ولكنه لا يوجد أحد يهتم بهذه الناحية,, فأهل المزارع ايضا يشتكون من عدم التسويق لمنتجاتهم,, وأعرف بعض أقاربي أحضر نخالة القمح وهو غذاء له فوائد وقيمة غذائية عالية ويقارن بالشعير ويجلبونه من حائل والقصيم ولم يشتره أحد,, فهنا حتى الأغنام اعتادت على الشعير.
الأغنام الأكثر تضرراً
لاشك أنه على المدى البعيد تنتج أضراراً واسعة النطاق جراء رفع أسعار الشعير بهذا الشكل الجزيرة طرحت هذا السؤال على عدد من المهتمين في الموضوع,.
وكانت البداية في سوق الأغنام: حيث التقينا بشيخ الدلالين في سوق الأغنام برفحاء مشوح العنزي الذي قال: بالطبع الأغنام أكثر تضرراً من رفع أسعار الشعير وخصوصا النعجة والرغوث وهما الإناث التي لا تصلح للذبح ومعها أولاد حيث وصل سعرهما الى أدنى مستوى له منذ سنين عديدة قضيتها في السوق,, بل لا ابالغ اذا قلت ان الدلالة التي امتهنها تدنت الى مستوى ضعيف جدا مقارنة بسنين قريبة مضت,, وأؤكد للجميع ان السبب يعود الى ارتفاع كيس الشعير لأن الاعتماد الكلي في الأعلاف على الشعير وحده,, والآن يبيع أصحاب الأغنام ما معدله عشرة رؤوس 10 من الأغنام من أجل تحميل سيارته داتسون بالشعير,, وسابقا كنت أبيع خروفا واحدا وأحمل سيارتي بالشعير.
وحينما سألناه بحكم السنين التي قضاها في السوق هل يمتلك أغناما؟!
ضحك وقال: بلهجة محلية قوم تاخذهن ما بهن فائدة,, أنا عندي مجموعة خرفان للبيع من أجل الذبح وللأضاحي وسعر الخروف لا يتأثر كثيرا مثل بقية الأنواع، وكذلك أملك الجذعات التي تصلح للذبح.
* مقبل بن زيدان الشمري تاجر مواش يؤكد ان الرغوث سجلت تناقصا كبيرا في سعرها فقبل فترة كان سعر الرغوث الطيبة التي ولدها كبير وصحتها جيدة بحوالي 600 ريال, أما الآن فيتراوح سعرها ما بين 350 400 ريال، حسب الحالة, أما الهرفي الأبيض فيصل سعره في أحسن الأحوال الى 300 ريال كحد أعلى, ويتراوح ما بين 270 300 ريال, وسابقا كان يصل الى 500 ريال, أي أن معدل انخفاض الاسعار حوالي 200 ريال.
وعن فائدته الشخصية من الأغنام: قال الشمري: نحن فائدتنا ثابتة لأنني بائع شاري أما المتضرر الأكبر فهو المربي للأغنام.
البعير,, والخروف أسعارهما ثابتة رغم كل شيء
* يرى مشوح العنزي شيخ الدلالين في سوق الغنم ان الخروف سعره ثابت، وكذلك البعير فالبعير الجيد يصل الى 2000 ريال أما المخلول ولد العام الماضي فيصل سعره الى 1200 ريال.
أما المفرود ابن السنتين فيتراوح سعره ما بين 1500 1600 ريال, فالبعير يحافظ على سعره لكثرة الطلب عليه في المناسبات مثل الأعراس والولائم، أما الخروف فالطلب عليه يومي من أجل الذبح.
* ويتفق معه البائع محمد أمين سوداني الجنسية ان البعير والخروف سعرهما ثابت رغم غلاء الأسعار الفاحش حيث يصل الخروف الى 500 ريال ونحن نبيعه كذلك، وينخفض اذا كان صغيرا الى 400 ريال، أما الجذعان فيتراوح سعرها ما بين 300 350 وهي صغيرة نوعا ما, والسبب يعود لكثرة الطلب عليهما فكل يوم نبيع خرفانا ولكن بقية الأنواع تمكث عندنا أسابيع وأشهر.
ويقول مرزوق الشمري صاحب أغنام عندي حشو الحاشي وهو ابن بعير وسعره ثابت لأن الزواجات يطلبون ويذبحون الحاشي لعمل أربعين صحنا من الأرز وفوقها اللحم, وحتى قصور الأفراح تركز عليه، وكذلك الخروف، أما عن تضرر بقية الأنواع الأخرى فقال: لن أتحدث عن هذا الشيء بالتفصيل ولكن تخيلوا أنني أنفق اسبوعيا ما معدله 14,000 ريال على أغنامي قيمة الشعير فقط,, ناهيك عن البرسيم والتبن والماء والخبز والنخالة والعشب الطبيعي,, اي فائدة تنتظرون وأنا اصرف هذا المبلغ أسبوعيا؟!.
كثرة النفوق,, والأمراض بين الأغنام
الكثير من مربي المواشي والأغنام أكثروا من الشكوى عن الأمراض والنفوق بين مواشيهم,, ولكن ما علاقة غلاء الشعير بانتشار الأمراض بين المواشي؟.
عن هذا السؤال أجاب مربي أغنام نهاب بن قاسم طراد الشمري : طبعا هناك علاقة مباشرة,, فيجب ان نتفق أولا على أن اصحاب الأغنام ليس كلهم قادرين على شراء الشعير لارتفاع سعره والشعير كما يعرف الجميع يحتوي على قيمة غذائية مرتفعة وهي عبارة عن أحماض أمينية وأملاح وبعض القيم الغذائية الأخرى التي ينصحنا بها البياطرة والصيادلة.
وعدم توفر الشعير بالشكل المأمول يتسبب في هزال وأمراض على المدى البعيد, وأشهر الأمراض التسمم المعوي والتسمم الدموي والبروسيلا الحمى المالطية ,, ومات لي هذا العام فقط 80 رأساً من الغنم!!
أما محمد منصور الشمري فيقول نسبة النفوق في أغنامي مرتفعة جدا حوالي 20% شهريا وهذا العام مات لي عدد هائل وقبل أيام وتحديدا في الشهر الماضي مات لي عشرة رؤوس بأسباب مختلفة ولا نملك إلا ان نرميها في الصحراء بعد احراقها, والسبب مختلف ولكن لاشك ان الغذاء أحد الأسباب الهامة لقيمته الغذائية ونحن ربما لا نعرف في الأمور العلمية ولكن نرى تأثيره على الأغنام عكس الأعلاف الأخرى المالئة مثل التبن والبرسيم الأخضر فهذه مدّرة للبن فقط ولكن بدون قيمة غذائية أخرى.
ويرى سعدون فاهد راعي غنم أننا أهالي البادية نعتمد على الشعير اعتمادا كليا, وهزال الحيوانات يظهر واضحا على الأغنام نتيجة نقص بعض المواد الغذائية بسبب عدم وجود الشعير, وأهم شيء يتسبب به نقص الشعير هو نقص المناعة لدى الحيوانات مما يهلك الكثير منها, وعندنا بعض أهالي البادية مصابون بالحمى المالطية نتيجة انتقال المرض اليهم من الحيوانات المصابة.
غلاء الشعير,, يتسبب في العزوف عن تربية المواشي
من سلبيات غلاء الشعير أيضا كما يرى شيخ الدلالين مشوح العنزي هو العزوف عن تربية المواشي,, سابقا كان السوق يعج بالباعة والمشترين, وكنت أرى في السابق بعض الشباب الذين يحاولون الدخول في عالم تجارة الأغنام,, الآن كل من حاول أن يتاجر بالأغنام أو يربيها بعد فترة يتوقف وتخيلوا انه في عالم السوق الآن من اعتزل الدلالة تماما بسبب عدم جدوى المردود المادي من هذا الوقت المخصص للأغنام,, فالعزوف عن تربية المواشي أصبح ظاهرا الآن,, ولا ندري الى أين؟!.
* أما مرزوق الشمري مالك أغنام فيقول: العزوف الآن أصبح ظاهرة في السوق, وهذا يؤدي على المدى البعيد الى اضرار بالثروة الحيوانية خصوصا ان منطقة الحدود الشمالية من أكبر المناطق في المملكة في تربية المواشي.
ويقول مرزوق: أعرف بعض أصحاب الأغنام يقول: لو وجدت أحدا يشتري اغنامي الآن لبعتها!!, لا دور للزراعة في محاربة الأمراض
رغم تأكيد أصحاب الأغنام ان الأمراض متفشية، والنفوق معدله مرتفع,, إلا أنهم يهمشون دور قسم البيطرة بفرع وزارة الزراعة والمياه برفحاء,.
المواطن نهاب قاسم الشمري يؤكد أن الزراعة ليس لها دور تماما، بل نمكث شهرا وشهرين ولا نجد أدوية أصلا.
ونعتمد على الشراء من الصيدليات التي لا نجد بها معظم الأدوية التي نريدها بسبب كثرة الطلب عليها وسأوجه سؤالاً للزراعة: على ماذا يدل ذلك؟! وسأجيب نيابة عنهم انه يدل على كثرة الأمراض وحاجة أصحاب الأغنام المستمرة للقاحات!!
ويضيف الشمري: الآن أنا أراجع الزراعة والمياه ومنذ ثلاثة أسابيع لم أحصل إلا على لقاح للجدري,, ولا يوجد لقاح للتسمم المعوي ولا الالتهابات المعوية,, ولا أبالغ إذا قلت أن الزراعة منذ عشرة أشهر لم تحضر شيئا من الأدوية الى الآن!.
* محمد الشمري يقول تخيلوا لا يوجد إلا طبيب واحد في الزراعة رغم ان رفحاء من أكبر المناطق الرعوية في المملكة,, ويستغرب محمد ان الطبيب البيطري لا يخرج معنا الى أغنامنا أبدا ويشترط عددا معينا حتى يخرج ليطعمها,, ونقول نحن ان له العذر في ذلك,, فلماذا يخرج لأغنامنا أصلا وليس معه أدوية أو لقاحات؟!
* أما ابوسليمان طبيب بيطري شعبي فيقول أعالج معظم الأمراض مثل الهويجر والضلع والحمى المالطية وغيرها,, والحقيقة أنا لست رسميا ولكن لدي خبرة بحكم وجود أغنام عندي, والآن البرد شديد للغاية ودرجات الحرارة متدنية جدا وهذا يضاعف كثرة الأمراض، والزراعة لا تقصّر في امدادنا بالأدوية ولكن امكاناتها قليلة ووزارة الزراعة يجب ان توفر اللقاحات والأدوية حتى تقوم الفروع بدورها على أكمل وجه.
أكثر الأمراض انتشاراً
الجزيرة حملت تساؤلات أصحاب الأغنام وتوجهت بها الى الطب البيطري لنتعرف على أكثر الأمراض انتشارا، وكذلك أكثر الأدوية رواجا، وكيفية الوقاية من الأمراض,.
* فتحدث في البداية الطبيب البيطري منذر مصطفى سوري الجنسية اجازة في الطب البيطري قائلا: أكثر الأمراض انتشارا التسمم الدموي الباستوريلا ويمثل النسبة العظمى بين أمراض الأغنام في المنطقة.
ثم التسمم المعوي ثم الجدرا والاجهاضات بمختلف مسبباتها مثل البروسيلا، والميكوبلازما، وانحراف الزوق نتيجة لنقص الفيتامينات والأملاح في الدم لذلك تلجأ الأغنام الى أكل الجيف والتراب,, والفيتامينات عموما موجودة في النخالة والكسبة والحبوب الأخرى مثل الفول الصويا والكرسنة , أما النشويات فهي موجودة في النخالة والورق الذرة الخضراء .
ومن الأمراض المنتشرة ايضا التهابات الفرع وهو مرض مستوطن مثل الاجهاض والتسممات ومسبباته التسمم الدموي والجراثيم,, وكذلك الديدان والطفيليات الداخلية تسبب ضعفا عاما بحيث تأكل الأغنام ولا تسمن.
مرض نقص الشعير
أما الأمراض الناتجة عن نقص الشعير فيقول الدكتور منذر مصطفى: أهمها انحراف الذوق بحيث تتجه الأغنام لأكل أكياس البلاستيك والتراب، ويصبح فيها تسمم وضعف عام، ويقل انتاجها من الحليب اذا كان لها وليد, أما إذا كانت مضرعاً أو حاملاً فيخرج ولدها هزيلا أو يمكن ان يموت قبل أن يولد!.
وأهم مشكلة يسببها نقص الشعير ايضا هي النفوق بسبب نقص المواد الغذائية.
أما عن الأدوية الأكثر طلبا في الصيدليات فيقول الدكتور منذر: أكثر الأدوية رواجا هي البنسلينات لالتهابات الضرع وكذلك دواء لوكسيم برسكرين سواء 5% أو 10% أو غيره وهو عبارة عن مضاد حيوي عام يستخدم لحالات التهابات الرئة.
أما الماعز فأكثر أمراضها التهابات الرئة أبورمح ,, وهناك دواء التايوزين ويستخدم لاجهاض العنز, ايضا هناك طلب كبير على الفيتامينات بأنواعها، وخاصة فيتامين د ويستخدم للطليان أو الصخول عند ولادتها.
الجانب الوقائي
تكون الوقاية من هذه الأمراض باتباع التلقيحات الدورية للتسمم الدموي الباستوريلا والجدرا والحمى القلاعية الهويجر وللبروسيلا لقاح تصرفه الدولة ويتم التلقيح به باليد، ايضا هناك اضافات علفية عن طريق مياه الشرب أو عن طريق الأعلاف، وكذلك اذابة فيتامينات ذوابة في الماء، أو اضافة مضادات للديدان في الماء ثلاث مرات كل سنة وهي دورية يحرص عليها المربون، وتعطي نوعية جيدة من الأغنام وكذلك غسيل الجرب والطفيليات الخارجية,, والقمل.
ويضيف الدكتور حمزة نعمان بكالوريوس طب بيطري : ان الاعتماد على التلقيحات بشكل أساسي يكون بدخول شهر نيسان الأشهر الميلادية بحيث يتم تلقيح الأغنام من الدموي وهناك جرعة للدود بالنسبة للديدان الداخلية وديدان الأمعاء,وأكثر حالات التسمم الدموي تكون في الصيف، لذلك لابد من تلقيح الأغنام بداية دخول الربيع تقريبا، أما في بداية دخول الشتاء فيعتبر التلقيح أساسياً كل سنة لمرض الجدرا، وكذلك لقاحات التسمم المعوي لكثرته أيام البرد والشتاء، وهناك ايضا تلقيحات الحمى القلاعية وهي ضرورية جدا لكثرة انتشار المرض في رفحاء دون غيرها في المنطقة، وجانب آخر مهم ايضا وهو الحرص على تطعيم الأعلاف بكميات من البرسيم الأخضر في كل مرة، ويجب ان تحرص الدولة على توفير الأخضر وتتجنب اليابس قدر الامكان لأن البرسيم يعتبر مادة مالئة، والشعير فيه مواد نشوية كثيرة تعطي الطاقة، ولابد من وجود فيتامينات وأملاح وهي موجودة في البرسيم الأخضر.
غلاء الشعير يسبب
عزوفاً عن شراء الأدوية
ويشير الطبيب البيطري حمزة نعمان الى نقطة غاية في الأهمية وهي أن غلاء اسعار الشعير والأعلاف عموما كما هو حاصل الآن يسبب عزوفا عن شراء الأدوية واللقاحات,, لأن مربي الأغنام يصرف الكثير والكثير على العلف!! وهناك أمراض تؤثر على الانسان مثل الحمى المالطية والديدان المخية الدوار ، والحمى القلاعية وهذه الأمراض مشتركة بين الانسان والحيوان، وهناك أمراض بين الانسان والحيوان بنسبة 70%، وأكثره هذه الأمراض منتشرة في أحواش الغنم بسبب الركود وعدم النظافة، وننصح بتغيير الأرضية دائما، ورش الحوش بالمبيدات حتى لا تتعرض الأغنام للجرب، وأهم شيء هو توعية المواطن ورفع مستوى الثقافة لديه بتعليم ابنائه اذا كان بدويا بأهمية الوقاية والعلاج وتوزيع النشرات التوعوية بالميلادي والهجري، والحرص على الانتظام في اللقاحات حتى لا تنتقل العدوى,, وللأسف الانقطاع عن التلقيح يسبب نقلاً للعدوى في الأمراض التي تم تلقيحها.
ويرى د, حمزة ان نسبة مبيعات التسمم المعوي عالية جدا وخصوصا في السنوات الماضية وتحديدا منذ سنتين ونستهلك شهريا من 500 600 عبوة لكل 300ملم، وحالات الطقس الباردة، والانتقال من البارد الى الحار وتحديدا في فترتي الربيع والخريف هما الأكثر رواجا للأمراض وانتشارا.
ويقول مربو الأغنام ان الشعير يوجد فيه قطع صغيرة سوداء يابسة تؤدي الى زيادة في انتشار الأمراض وأهمها حالة التسمم المعوي , وهذا يحدث نسبة نفوق عالية.
نناشد الزراعة بايجاد أدوية,, والتجارة بمراقبة الأسعار
عودة للمواطنين مرة أخرى,, لنأخذ اقتراحاتهم وصولا الى حلول ناجعة في هذا الموضوع الهام,.
المواطن نهاب بن قاسم الشمري يقترح انه اثناء فترة التكاثر نقلل الاستيراد من الخارج الآن,, بعض الأغنام تكون موجودة في تركيا والسودان واستراليا والشام والأردن، وأيام التكاثر هي ما بين شهر 12 3 لأن هذه الفترة نحن نبيع فيها والتكاثر يكون من شهر 8 9 10 ونحن نبيع الخروف ب 400 ريال وهم يشترونه من الخارج ب 150 ريالاً، وهذا يؤدي الى هبوط الأسعار لكثرة العرض مقابل الطلب وهذا يضر بنا.
وباسم زملاء المهنة فانني أناشد وزارة التجارة مشكورة بتحديد الأسعار وتوحيدها ومراقبتها وخصوصا الشعير لأن الطلب عليه كثير جدا، وياليت الشعير يعود الى الصوامع كما كان سابقا.
المواطن محمد الشمري يدعو وزارة الزراعة والمياه عبر فرعها في رفحاء بتوفير الأدوية واللقاحات اللازمة لأغنامه، ويدعوها كذلك لزيارة الأحواش ونشر الوعي عند الناس وكذلك ايجاد طبيب آخر حيث لا يوجد إلا طبيب واحد رغم كبر المنطقة.
الزراعة ترد: وزعنا 150,000
لقاح الشهر الماضي
الجزيرة زارت مدير فرع الزراعة والمياه برفحاء المهندس زراعي سعود بن فهيد البقعاوي الذي نفى بشدة أن تكون الزراعة مقصرة في توفير اللقاحات مشيرا الى ان كثرة الأغنام أحيانا قد تحدث نوعا من تأخر وصول اللقاحات التي تؤمنها الوزارة باستمرار, وقبل اسبوعين تم توزيع 40,000 لقاح للجدري والتسمم المعوي, كما بلغت نسبة اللقاحات التي تم توزيعها الشهر الماضي فقط 150000 لقاح بمعدل لقاح واحد لكل رأس غنم,.
وهي نسبة مرتفعة كما ترى وليس هناك تقصير البتة في هذه الناحية.
طالبنا بطبيب آخر,, والأمراض الحالية لا تعد ظاهرة مخيفة
وعن عدم وجود طبيب ثان في القسم البيطري قال البقعاوي: كان لدينا طبيبان سابقا، ثم الغي عقد أحدهما وبقي طبيب واحد فقط يخدم الأعداد الهائلة من المراجعين اليوميين والأغنام الكثيرة,, ورفعنا للوزارة نطلب منها الاستعانة بطبيب آخر والأمر جار والوزارة وأقولها بدون مجاملة متعاونة لأبعد الحدود وهي تهتم بأصحاب الأغنام ولكن المربين وأصحاب الأغنام للأسف الشديد يريدون الطبيب في أية لحظة يخرج معهم لأغنامهم بسبب أمراض بسيطة لو استمعوا الى توجيهات الفرع الارشادية لما احتاجوا للطبيب حيث توزع عليهم نشرات تثقيفية بمعدل دوري نبين فيها أيام اللقاحات بالشهور العربية والميلادية.
والطبيب لا يمكنه أن يخرج الى البر بمسافات تصل أحيانا الى أكثر من 150كم ويترك القسم وهو ملتزم بنفس الوقت بجدول يومي للخروج الى الأغنام التي سجل اصحابها موعدا لذلك, ولكن أهالي البادية لا يعرفون الدور والنظام ويغضب اذا أخبرته أن الطبيب الآن مشغول مع غيره وكأن الطبيب البيطري له وحده.
أما عن حديث البعض عبر وسائل الاعلام بوجود أمراض متفشية وعن ارتفاع نسبة النفوق بين الأغنام فهذا لا يشكل ظاهرة مخيفة أبدا, نعم الوزارة لديها علم بعدد من الأمراض الموجودة والمستوطنة مثل التسمم المعوي والدموي والحمى القلاعية والحمى المالطية والجدري,, وهذه الأمراض يتم التلقيح عنها دوريا لدى الفرع والطبيب يخرج للناس ويلقح لهم مجانا والأمور تسير بشكل سليم ومخطط له بشكل منظم.
وأوافقكم الرأي انه قبل سنتين تحديدا زادت نسبة النفوق وانتشرت بعض الأمراض الخطيرة ولكن الأمر تم السيطرة عليه في حينه بجهود معالي وزير الزراعة والمياه والاخوة في الوزارة وفي الادارة العامة بالمنطقة وكافة زملائي في الفرع,, ونطمئن جميع المواطنين في المحافظة أنه لا توجد ظاهرة مرضية مخيفة في رفحاء أو في المنطقة عموما, وعن الصيدليات ومراقبتها,, يؤكد البقعاوي ان الصيدليات متوفرة فيها كافة اللقاحات المطلوبة.
والوزارة تراقب الصيدليات البيطرية وتمنع خروج الصيدلي للتلقيح إلا اذا كان طبيباً بيطرياً معتمداً من الوزارة أو يعمل في الفروع,, ويوجد طبيب بيطري ايضا في مركز لينة 90 كم جنوب رفحاء يؤدي دوره هناك بجهود الزملاء في زراعة لينة ويخدم قطاعات كبيرة جدا من البادية.