آهــ . . .
و ماذا تعني إذا لم يرْتد إليّ صداها ؟
بل ما تساوي إذا لم يعِِرها بالك أدنى اهتمام
مجرد صرخة عابثة في وادي سحيق !!
يا منْ اختارت الرحيل على البقاء
و رمتني بلا اتئاد في أتون الفراق
أ هذا يا حبيبة الأمس هو الجزاء ؟
أهداني القدر على كفه حبك
و أهديتيني أنتِ جرحاً لن يُشفى
فشكراً جزيلاً على كلافة الإهداء
. . . . .
الدمعة في عيني
أحسها جمعت كل ملوحة البحار
و العبرة في صدري
أحرقت مساحات النبض و الاخضرار
أي يد ستمتد ماسحة انثيال دمعي
أي قلب سيحن مواسياً خاطري المتشظي
و بُعدك حكم على آمالي بالموت شنقاً
و لم يعد للحظ وساطة أو شفاعة
يمكنه إنقاذ و لو آخر أنفاس
هذا إن بقي لي أصلاً أمل ! !
. . . . .
ليتك قبيل ارتحالك عني أخبرتيني
لا لكي أُعدّ مراسم توديع لائقة
و لا استجدي بقاءك أو استعطفه
_ما التم شملٌ يوماً إلا و آتيه تفرق_
إنما لأُريك قلبي المثخن بالضياع
هل يوجد به مكان شاغر ليُجرح
أو هو في حاجة لزيادة معدل الألم
أم أنه مضطر للتبرع بدمه للهوى
كم يا ترى من الأعذار ألتمس لك
لتبرر ذنبك الغير مستباح مطلقاً
آهــ . . .
بل آهات ، بل آهات تخرج كالحمم
ما يضيرك لو جعلتي نصلك ينغمس فيّ تدريجياً
لعل الفاجعة تخف و عسى النزف يقل
لِمَ كانت تصويبتك قوية و مركزة نحو الهدف
أغبطك حقاً على دقة بصرك و حدته
فرحمتك بي سبقت كل اعتبار و مبدأ
لذا أجهزتي على قتلي بغتة
تلافياً لعيشي في نكال سرمد
ما أرحم قسوتك
أرددها بأسى مطعون معناه
ما أرحم قسوتك
ما أرحم قسوتك
ما أرحم قسوتك
ها أنا أدافع عنك رغماً عني
حتى بعد أن جفت الأقلام و رفعت الصحف
يا إلهي غفرانك . . . يا إلهي غفرانك
. . . . .
أريد إجابة منك تزيدني غبناً
تدك جبال صبري
تفني مواطن إحساسي
تنهب بقايا عقلي
تطحن حبات فكري
تشيع نعش أحلامي
تسف تراب يقيني
تنكس أعلام مملكتي
أريد إجابة لا تضعني على شفا هذيان
ما معني وقوفي معك ضدي ؟
و قد بانت النوايا و هُتكت الحُجب
أ هو حب كما ينبغي أن يكون
أو جنون تجاوز الحد المسموح به
و ما جدواي من وراء كل هذه المحاماة عنكِ
و أنتَِ آهـ منكِ قاتلتي عن سابق عمد
كلما حاولت استسياغ ما اقترفتيه بحقي
تجيء النتائج عصية على البلع
فواخيبة المحاولات و يا خيبة المسعى ! !
. . . . .
آهـ حرى . . .
من أقصى الحلقوم أطلقها بصوت متهدج
ربما تكون في التعبير أبلغ و أفصح
ألا سامح الله أبجديات اللغة
تصوري حتى هي تضامنت معك و تركتني
واستني بحرفين فقط و أخذت البقية
آ . . . هـ
و مع ذلك أرفع لها قبعة الاحترام و التبجيل
لأنها قدمت واجب العزاء بحرفين
أما أنتِ يا ......... آهـ منك و عليك
ما قمتي بواجب الحب أو أقل حقوقه
هكذا بكل برودة الجليد
و بكل صلابة الحديد
مضيتي في حال سبيلك
ما كأن بيني و بينكِ أي شيء
هذه أقداري مؤمن بها بلا اعتراض
ملامي ألقيه عليك يا سبب فرحي و ترحي
ألا تعلمين
ألا تدرين
ألا تفقهين
أن خروجك المباغت من عالمي
يشبه إزهاق الروح من جسدي
سميه احتضار
انتحار
انكسار
انشطار
انصهار
انهيار
اندثار
سيان كل المسميات سيان
طالما أن ما بداخلي طاله الدمار ....
تحيااااتي
بقلم
جريح الامس