السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
واعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران : 103]
كان العرب في الجاهلية قبائل تتنازع وتتقاتل على أتفه الأمور إلى أن انعم الله علينا بالإسلام فأصبحنا بفضل منه أخوة أحبَة متعاونون.
ماذا فعلت الأخوَة بنا ؟
جعلتنا متعاونين فأصبحت لنا قيمة بين الشَعوب وحضارة من أفضل الحضارات فازدهرت العلوم في عصرنا وتاريخنا.
ولكن ، أين نحن الآن من الأخوَة ؟!
أين الأمَة الإسلاميَة العربيَة ؟!
أين الوحدة والتَآلف؟!
لقد ذهب كلّ شيء .. عدنا كما كنا بلادا وجنسيات تتقاتل .
"أنا فلاني أفضل منك يا فلاني لأنّي أنا من البلد الفلاني وأنت من ذاك البلد الفلاني. "
يا ماشاء الله ! أصبح المسلمون يعايرون بعضهم البعض .. وأصبح هناك تفاضل بيننا في ما ليس التّقوى !
أصبحنا أجزاء..أشلاء.. نكره بعضنا البعض .. ويا أسفاه.
فبتجزّئنا وتفرّقنا جنينا على أنفسنا بما لا يحبَه أحد منَا.
أصبحنا أذلاء مقهورين لا دور لنا يذكر في هذا العالم الكبير.
نتأّخر ونتراجع بينما يتقدّم الغرب.
نتجزّأ ونتفرّق بينما هم يتّحدون.
القوّة في الوحدة ونحن تركنا الوحدة ، وتركنا الأخوة وكلّ ما يؤّدي إليها.
لم أقول هذا الكلام؟ ألأزيد من ذلّنا وهمّنا ؟
لا بل ادعوكم إلى التوّحد .. أدعوكم إلى الأخوّة .. أدعوكم إلى المحبّة والتّعاون وبالنّهاية فإنّه لصالحنا ونفعنا.
يقول البعض: إنه لمن المستحيل أن نعود أمّة إسلاميّة عربيّة واحدة..
أقول لماذا؟! لم التّشاؤم؟!
نحن باستطاعتنا أن نعود كما كنا بل أفضل فنحن نملك أفضل عوامل الوحدة وهو الإسلام.
يقولون: هذا حلم لن يتحقّق .. عيشوا في الواقع..
أقول: هذا هدف سيتحقّق بتغيير ما في قلوبنا ونياتنا لأنّ الله لا ينظر إلى صورنا ولا لأشكالنا ولا لجنسيّاتنا ولا لأجناسنا إنّما ينظر إلى ما في قلوبنا..
فإن وجد في قلوبنا التّغيير أتانا نصر الله وفتح قريب إن شاء الله.
لذا أدعوكم أيضا إلى الأمل والتّفاؤل ..فتفاءلوا بالخير تجدوه!
لا للتّجزئة ولا للتّفرقة..
ونعــــــــــــــم للأمّة الإسلاميّة العربيّة.