إن الرضا مطردة للهموم والغموم , مُذهبة للأحزان , وهو علاج التردد والحيرة
والأضطراب , لأن التسليم بالحكمة والتصديق بالشرع والركون إلى اللطف
والأطمئنان لحسن الأختيار , من دخل بيت الرضا فهو آمن , ومن أستقبل
كعبته فهو مخبت , ومن صلى فى محراب الرضا فهو حليم أواه منيب ...
إن الرضا بقضاء الله خيره وشره , حلوه ومره , من لوازم الأيمان بالله
تعالى والرضا به رباً , أما الرضا عند موافقة القضاء لرغباتك والتسخط
إذا خالف مرادك هواك , فليس بصحيح بل هو خلل صريح فى هذا الركن ...
أن عقيدة الأيمان بالقضاء والقدر إذا رسخت في النفس وقرت فى الضمير ,
صارت البلية عطية , والمحنة منحة , والألم سعادة ورضى , ولن تهداء
أعصابك وتسكن بلابل نفسك وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء
والقدر ...
- جف القلم بما أنت لاق , فلا تذهب نفسك حسرات , لا تظن انه كان
بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار , وحبس الماء أن ينسكب , ومنع الريح أن
تهب , وحفظ الزجاج أن ينكسر , هذا ليس بصحيح , على رغمييي ورغمك
سوف يقع المقدور , وينفذ القضاء ويحل المكتوب ...
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " .
أستسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل , أعترف بالقضاء
قبل أن يدهمك سبيل الندم ...
وليهداء بالك إذا فعلت الأسباب وبذلت الحيل ثم وقع ماكنت تحذر فهذا هو
الذي كان ينبغي أن يقع , ولاتقل :
" لو أنى فعلت كذا كان كذا , ولكن قل قدر الله ماشاء فعل " .
وأخيراً إن للإيمان بالقدر إن أستقرت حقيقته في القلب
ثمرات عظيمة منها :-
- الأعتماد على الله تعالى والتوكل عليه .
- الطمائنينة وراحة النفس وعدم القلق .
- عدم اليأس على ما فات .
- الصبر والأحتساب .
" سَمِعْنا وأطَعْنا غُفْرانَك ربَّنا وإليك المصير، ربّنا لا تؤاخِذْنا إن نَسِينا أو أخطأنا،
ربّنا ولا تحملْ علينا إِصراً كما حملْتَهُ على الذين مِن قبلِنا .
ربّنا ولا تُحمِّلنا ما لا طاقةَ لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمْنا ،
أنت مولانا فانصُرنا على القومِ الكافرين "
تحياتي لكم