نسمع دائماً من يقول :إن الصراحة راحة ولكن هل إن الصراحة في الحياة الزوجية تؤدي فعلاً الى الراحة ؟ أم إن الصراحة تؤدي الى زيادة المشاكل وتعقيدها ؟، لذلك فإن هذا الموضوع في غاية الأهمية في الحياة الزوجية ويمثل عاملاً من عوامل الإستقرار الأسري
أساليب المصارحة في الحياة الزوجية
مقتبس من محاضرات
للأستاذ جاسم المطوع
نسمع دائماً من يقول :إن الصراحة راحة ولكن هل إن الصراحة في الحياة الزوجية تؤدي فعلاً الى الراحة ؟ أم إن الصراحة تؤدي الى زيادة المشاكل وتعقيدها ؟، لذلك فإن هذا الموضوع في غاية الأهمية في الحياة الزوجية ويمثل عاملاً من عوامل الإستقرار الأسري .
والحقيقة إن الصراحة في الحياة الزوجية لها حسنات ولها سيئات فهي إيجابية في ظرف معين وسلبية في ظرف آخر اعتماداً على اسلوب استخدام هذا الموضوع .
ولكن الواقع يشير الى أن هناك الكثير من الناس من خلال الإشكاليات التي واجهتهم في علاقاتهم الزوجية أدّت الى أن لا يتكلمون ولا يتصارحون وبالتالي فإنهم الآن يعانون من الكثير من الأمراض النفسية كتوتر الأعصاب والقلق النفسي وبعضهم يصل الى مرحلة الوسواس القهري وبعضهم الآخر أصبح يعاني من مشكلة الإتهامات حيث إن إنعدام المصارحة أدت الى أن نظراتهم الى الآخرين أصبحت نظرات شك واتهام .
وهنا سؤال يطرح نفسه متى يصارح الزوج زوجته؟ ومتى تصارح الزوجة زوجها؟ وهل يمكن أن يتكلم الزوجان عن الماضي الشخصي ؟أم عليهما أن يتكلما عن المستقبل أو عن الحاضر؟ وسؤال آخر يطرح نفسه أيضاً ،إذا كانت الزوجة تصارح زوجها وزوجها لايصارحها أوالعكس فكيف نجعل الصامت يتكلم ؟.
إن كون المصارحة إيجابية أو سلبية يعتمد على نوع إسلوب المصارحة ،حيث إن هناك أنواعاً متعددة لشخصيات الأزواج تظهر خلال المصارحة وعليه فإن هناك أربعة أنواع من المصارحة الزوجية هي :
1 ـ المصارحة المباشرة
2 ـ اسلوب اللف والدوران
3 ـ الصمت والكتمان .
4 ـ الحوار وإخراج ما في النفس .
وفيما يلي بعض الأمثلة والإيضاحات حول كل نوع من هذه الأنواع الأربعة .
1 ـ المصارحة المباشرة :
وهذا النوع تكون سلبياته أكثر من إيجابياته ولنضرب مثالاً على ذلك فمثلاً يكون أحياناً ،الشعور عند الزوجة بأن أم الزوج علاقتها بها ليست علاقة حسنة ،وإنها تتحدث عنها في غيابها ،والزوج يعرف بذلك وفي موقف معين تقول الزوجة لزوجها أنا أعرف أن أمك لاتحبني ،فيرد الزوج ليقول فعلاً إن أمي لاتحبك،فيؤدي ذلك الى حالة إحباط عند الزوجة ولو سألنا الزوج لماذا قلت لها ذلك ،لقال أنا لم أكذب أنا قلت لها الحقيقة وهذه هي المصارحة ،والمفروض عليها أن تتفهم الحدث ، إلاّ أن هذا الكلام ليس صحيح ،ولهذا يجب أن تعرف متى تكون المصارحة مباشرة وكيف ومتى تكون المصارحة المباشرة هي الحل الصحيح لمشكلة ما .
2 ـ إسلوب اللف والدوران :
وهذا الإسلوب أيضاً من الأساليب غير الدقيقة في المصارحة الزوجية ولنضرب مثالاً على ذلك فمثلاً الزوج مسافر ثم عند عودته تسأله الزوجة ماذا فعلت في السفرة ، ثم يبدأ الزوج يلف ويدور في الإجابة ، والزوجة تشعر أنه يحاول أن يلف ويدور عليها بالجواب وهذه النوعية من المصارحة تخلف جفوة بين الزوجين وتؤدي الى أن تبدأ الزوجة تشك في تصرفات الزوج وإن كان بريء وتشك في غيابه ،لأن الطريقة ليست طريقة صحيحة .
3 ـ الصمت والكتمان :
وهذا ربما من أخطر الأنواع حيث تبدأ الزوجة أو الزوج بسؤال الطرف الآخر عن بعض الأشياء فيبدأ الطرف الآخر بالجواب :إن هذا الموضوع لا يعنيك أو لا تتدخل بأشياء لا يعنيك .
4 ـ الحوار وإخراج ما في النفس :
وهو أن يبدأ الزوج بالتكلم مع زوجته أو العكس بأسلوب من الحوار الهاديء وأن يخرج ما بداخله وأن تخرج ما بداخلها بجو من الإحترام المتبادل بعيداً عن الإستهزاء أو الإحتقار أو الإنتقاص وفي جوّ من التقدير المتبادل سواء أكان الزوج يسأل الزوجة أو الزوجة تسأل الزوج .
والآن لو حاولنا الإجابة على السؤال الذي يقول :متى تكون الصراحة في العلاقة الزوجية واضحة ؟ فالجواب بلاشك عند استخدام الإسلوب الرابع اسلوب الحوار وإخراج مافي النفس وإن هذا النوع سيكون عاملاً من عوامل استقرار الأسرة إن شاء الله