كثيراً ما نسمع عن شخص توفي بسبب جلطة في القلب أو شخص أصيب بشلل في أطرافه بسبب جلطة في الدماغ !!! ولكن ما هي الجلطة ؟؟.
التجلط : هو مصطلح يعني تكوين كتلة دموية وقد تكون تلقائياًً أثناء النزيف كصورة دفاعية وقد تتكون نتيجة بطء حركة الدم في الشرايين أو الأوعية الدموية أو بسبب رجفان أذيني بالقلب يساعد على تجلط الدم في الأذين الأيسر .
عندما تحدث الجلطة داخل أحد الأوعية الدموية وخاصة في أحد الشرايين يتوقف تدفق الدم للعضو الذي يغذيه ذلك الشريان ويؤدي إلى تلفه فإذا حصل هذا لأحد الشرايين التاجية القلبية تلف جزء من القلب بسبب الجلطة القلبية ، ويعود 90% من سبب حدوث الجلطة القلبية إلى انسداد أحد الشرايين التاجية .
أما السكتة الدماغية فهي خلل مفاجئ في تدفق الدم في جزء من الدماغ بسبب انسداد أوعية دموية في الدماغ أو نتيجة جلطة دموية وصلت إلى الدماغ مما يسبب بدوره في موت خلايا الدماغ في المساحة المصابة من الدماغ و بالتالي إحداث خلل أو إعاقة في مهمات الجسد التي يقوم بها ذلك الجزء من الدماغ مثل الحركة ، البلع ، أو الإدراك الحسي أو الذهني وقد دلت الإحصائيات على إن 600 آلف أمريكي أصيبوا بالسكتة الدماغية و 31% منهم قد توفي خلال سنة من الإصابة .
أما إذا كانت الجلطة في أحد الأوردة فأنها قد تسبب ألم أو انتفاخ في موضع الجلطة ، واكثر الأوردة عرضة ً للتجلط هي أوردة القدم مما يعيق الحركة. وأوضحت الإحصائيات إصابة شخص من كل 1000 شخص في أمريكا الشمالية بجلطة أوردة القدم .
هناك مجموعة من العوامل المهيئة للإصابة بالجلطة وهي ارتفاع كوليسترول الدم ، ارتفاع ضغط الدم ، التدخين ، و البدانة . ومن التدابير العلاجية والوقائية لمنع حدوث الجلطة استخدام مميعات الدم أو ما يعرف بمانعات التجلط واشهرها الوارفارين (الكومادين) ويعطى عن طريق الفم وقد يستعمل هذا الدواء لأشهر أو لسنين عديدة .
يعتبر الوارفارين من أكثر الأدوية الموصوفة طبياً عالمياً بل يحتل المركز الرابع من بين أحد عشر دواءً تحتل صدارة الأدوية شائعة الاستعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ، والوارفارين من أكثر أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية التي توصف للمريض إذ تقدر المبيعات السنوية للدواء بحوالي 500 مليون دولار أمريكي .
ويعود تاريخ اكتشاف مانعات التجلط عندما استبدلت الذرة بالبرسيم الحلو لاستخدامه كعلف محفوظ ، فانتشرت زراعة البرسيم الحلو لكونه ينمو بسهولة في تربة فقيرة ولا يحتاج إلى ري أو عناية مستمرة ، وقد لاحظ العالم شكوفيلد في عام 1924 م أن الماشية التي تتغذى على علف البرسيم الحلو تتعرض لنزيف غير معروف السبب ، بعد ذلك أوضح العالم رودريك أن السبب في النزيف هو الانخفاض الخطير في بروثرمبين البلازما ، ثم تمكن العالمان كامبل ولينك في العام 1939 م من استخلاص مسبب النزيف من نبات البرسيم الحلو وعرف باسم هيدروكسي كومادين .
وفي عام 1948 تم تصنيع دواء مميع للدم تميز بمفعول قوي آلا وهو الوارفارين
ورغم كون فعالية الدواء كانت معروفة بل ومثبتة علمياً آلا أن استخدام الدواء كعلاج لم يكن منتشراً عالمياً ، وذلك خوفاً من حدوث نزيف غير متوقع ، ولكن في عام 1951 أصبح استخدام مانعات التجلط الركيزة في منع حدوث الجلطة وما يتبعها من مشكلات صحية وهي تستخدم الآن لملايين من المرضى ، ولعل الوارفارين أشهرها ولكنه ليس بالوحيد المستخدم فهناك أدوية أخرى تندرج تحت قائمة مميعات الدم .
كيف يعمل الوارفارين ؟
رغم كون الوارفارين مميع الدم بمعنى مانع للتجلط آلا انه يعمل في الكبد للتقليل من إنتاج بعض مكونات الدم التي تعرف بعوامل التخثر ، فالوارفارين يعتبر دواء مضاد لفيتامين k وهو عنصر ضروري جداً في تصنيع عوامل التخثر رقم 2 ورقم 7 ورقم 9 و عامل رقم10 وكذلك تصنيع البروتين المضاد للتخثر الموجود طبيعياً في الجسم وهو ما يعرف ببروتين سي و إس وتعتبر هذه كلها عوامل بيولوجية غير فعالة إلى أن تدخل في التفاعلات الحيوكيميائية التي تتطلب وجود فيتامين k كعامل مساعد للتفاعل وتتم هذه التفاعـلات الحيو كيميائية في الكبد ، وبالتالي فإن تعارض هذا التأثير أو نقص هذا الفيتامين يسبب الخلل في إنتاج هذه العوامل مما يؤدي إلى حدوث حالة تعرف بسيولة الدم ، والوارفارين عند استخدامه بالجرعات الموصوفة علاجياً يعمل على التقليل من إنتاج عوامل التخثر المعتمدة على فيتامين k بنسبة 30 % إلى 50 % ، ويبدأ مفعول الوارفارين بعد مرور ساعة من تناول الدواء وتكون ذروة تركيزه في الدم من 2-8 ساعات ومتوسط بداية التأثير الإكلينيكي في تمييع الدم هو ثلاثة أيام .
كيف يمكن الكشف عن فعالية الدواء بالنسبة للمريض ؟
تقاس استجابة الجسم للوارفارين بعمل تحليل دم إما عن طريق سحب عينة من الدم بالطريقة التقليدية أو عن طريق أخذ نقطة من الدم بطريقة وخز الإصبع وتحليل الدم هذا يمكن أن يكرر مرة كل أسبوعين خاصة بداية فترة العلاج بالوارفارين لتحديد مدى استجابة جسمك للدواء وبعد أن تستقر استجابة الجسم للدواء وتثبت الجرعة بالنسبة للوارفارين وسوف تحتاج لعمل تحليل الدم مرة كل شهر ، والمطلوب من التحليل هو معرفة ما يسمى ب inr ومحاولة الحصول على نتيجة ثابتة أو الحفاظ على نتيجة inr تقع ما بين 2-3 ، ولكن هناك بعض المرضى قد يحتاجون إلى الوصول إلى نتيجة تقع في المعدل ما بين 2.5 و 3.5 وهذا ما سوف يقرره الطبيب لك وكما يوضح الجدول رقم (1) المعدلات المرجوة لنتيجة inr في حالات مرضية معينة.
ماسبب تغير جرعة الوارفارين ؟
يتوفر الوارفـاريـن في عدة جرعـات يختلف لون الحبة حسب كمية المـادة الـفعالـة بها (الـشكل 1) ، أمـا التأثير المطلوب من الوارفارين يعتمد على أمور عدة منها الأدوية الآخرى التي تستخدمها ، النظام الغذائي اليومي ، نمط حياتك المعتاد ، الحالة المرضية .
لتضمن حصولك على التأثير المرجو من الوارفارين مع التقليل من نسبة حدوث الأعراض الجانبية عليك مراعاة ما يلي :
• تناول الجرعة الصحيحة من الوارفارين الموصوفة لك من الطبيب في نفس الموعد يوميا ما أمكن.
• عمل تحليل الدم بانتظام حسب ما يقرره لك الطبيب.
• سجل أي تغير في جدول أدويتك الأخرى أو تغير في صحتك أو أي تجديد في نمط حياتك و غذائك وأخبر به الطبيب.
جدول رقم (1)
الاستخدامات الطبيةinrالوقاية من حدوث تجلط وريدي
علاج التجلط الوريدي علاج الانسداد الرئوي2-3منع حدوث انسداد في الدورة الدموية2-3مرض صمامات القلب2-3خفقان القلب غير المنتظم2-3الصمامات الصناعية2.5-3.5صمام صناعي في الموقع الأورطي2-3صمام صناعي في الموقع الميترالي2.5-3.5
التوصيات الطبية لمعدل inr نسبة لعمر المريض في علاج خفقان القلب غير المنتظم
استخدامات الوارفارين الطبية
يمكن الاستفادة من الوارفارين لعلاج ومنع حدوث الجلطة في الحالات المرضية التالية:
• خفقان القلب غير المنتظم مثل الرجفان الأذيني
• الصمامات الصناعية ( الصمام الأورطي ، الصمام التاجي )
• الإنسداد الرئوي
• تجلط وريدي عميق في أحد أوردة اليد أو الساق
• الجلطة الدماغية
واستخدامات أخرى تحدد من قبل الطبيب حسب حالة المريض الصحية مثل
عملية فونتان
فعالية الدواء
1- من أكبر المشاكل التي تواجه المرضى الذين يعانون خفقان القلب غير المنتظم ( الرجفان الأذيني ) هي تكوين جلطة نتيجة اضطراب في دقات القلب وهذه الجلطة قد تتحرك مع مجرى الدم فتصل الدماغ مسببة الجلطة الدماغية ، ومن هذا المنطلق بدأت فكرة استخدام الوارفارين لمنع التجلط في الأذين الأيسر من القلب وبالتالي لمنع حدوث الجلطة الدماغية.
جدول رقم (2)
العمرالعوامل المهيئة للإصابة*الأدوية المقترحةأصغر من 65 سنةغير موجودةأسبرين موجودةوارفارين (معدل inr2-3)ما بين 65 و 75 سنة2- غير موجودة1- أسبرين أو وارفارين موجودةوارفارين (معدلinr2-3)أكبر من 75 سنةجميع المرضىوارفارين ( معدلinr2-3)