قصيدة للشاعر: يحي توفيق
في كل حينٍ للحوادث حالُ
يقسو الزمان وتخفِق الآمال
تلهو بنا أيامنا ويذيبنا
حزن يطول ودمعة تُغتال
قل للذي خالَ الوفاء سجيةً
للدهر.. لا يفسد حِجاكَ خيال
فالعيش يفنى والحياة بأسرها
يغدو بها نحو الخراب زوال
وعلى الخلائق للزمان تلوُّن
تبلى الحياة وتغرب الآجال
والدهر يدأب كي يعمِّق شرخَنَا
فينا.. ويُضني عمرَنا الترحال
فإذا دروب العيش وهي وفيرة
ضاقت بنا.. وتغيرت أحوال
وإذا الأسى يغتالنا.. ويريبنا
بؤس.. وتطفئ فَرْحَنا الأهوال
واذا أمانينا التي رقصت بنا
تغفو.. ويسكُننا الغداة مَلال
واذا الديار كأمسها لكنها
من يأسنا بعيوننا أطلال
وتبخَّرت في لحظة أحلامنا
وطوى لياليَنا شجاً قتَّال
وجفا قريب طالما كنَّا له
عوناً.. اذا عنه الأحبة زالوا
وكذا الحياة وريبها يشقى بها
منا الكرام ويسعَد الارذال
وفطنت يوماً والزمان يميل بي
إن الجميع لميله قد مالوا
واذا فؤادي والشجون تلفُّني
يشقي.. ويؤرق ليلي البَلبَالُ
واذا الصحاب وانت اقربهم الى
قلبي.. تناءوا فجأةً وتعالوا
ان كنت تَحسَب أن فقري دائم
وغناك باق.. فالخلود محال
فالمال عاريةٌ.. وعزَّك عارض
ومصيره بعد الكمال زوال
ورأيتني.. ادنو اليك فلم تقف
وحدي أسير وقد تغير حال
الوجه غيَّره ولوَّنه الأسى
حيران.. لاجاهٌ ولا اموال
ورمقْتَني واشحت عني معرضاً
ومررت بي متجاهلاً تختال
وتركتني أرنو اليك محطَّماً
نفسي تئن وفي العيون سؤال
ما أنت أكرم في الحرير.. ولا انا
بأقل منك تلفُّني الأسمال
فإلى مصير واحد ندنو معاً
وتسير مسرعةً بنا الآجال
شعر/ يحيى توفيق حسن