المهر بالمزاد
**************
لمسنا في حـــديثك كل معنى
لحب كامن وســــط الفؤادِ
وفي نظـــرات عينيك اشتياقا
يدل على شعورك والـــودادِ
وفي بسمات ثغرك كــل حين
دليلا أن حبــــك في ازديادِ
فحبك لا تغيــــــره الليالي
ولا صمت ولا طـــول البعادِ
وإن تخفي لهيب الشــوق عني
فإن الشــــوق في عينيك بادِ
أبادلك المـــــودة غير أني
أخاف عليك من قول الأعــادي
فلو بيني وبينك ألــــف واد
لجئتك لو حبـــوْت على الأيادي
ولست وإن كتمتُ الحب أقســو
عليك وليس قلبي من جمــــادِ
ففي صدري مــن الأشواق نار
وفي الأجفان آثار السهـــــادِ
وحبك في دمي يجري ولـــكن
أرى في دربنا شوك القتــــادِ
فوالدك الذي ما كان يـــــوما
ليقبل أي مهـــــرٍ اعتيادي
يريدك للذي يعطي كثيـــــرا
كأن المهر يعلـــــن بالمزاد
ووالدك الذي يأبى ويـــــأبى
بمهر سائر بيــــــن العباد
تمادى والتمادي فيه طبـــــعٌ
ولم يسلك طـــــريقا للرشاد
يلاطفني بألفاظ عــــــذاب
وإن أخطبْك يلجأْ للعنـــــاد
يراوغ كالثعالب وهــــو يدري
بأن الصبر أوشك للنفــــاد
الشاعر: علي الفيفي