الإِنتاج الزراعي في المملكة العربية السعودية تهتم المملكة العربية السعودية بالزراعة وتوليها عناية كبيرة لأن زيادة إنتاجها يساعد على سد جانب من المواد الغذائية اللازمة للإنسان والحيوان. فضلاً عن أنها دعامة من دعائم الاقتصاد الذي يقلل من الاعتماد على الاستيراد من الخارج، ولاشك في أن الزراعة قبل اكتشاف البترول كانت من أهم الموارد الاقتصادية بالمملكة. تنتج المملكة في مزارعها وحقولها وواحاتها أنواعًا مختلفة من الغلات الزراعية أكثرها انتشارًا وأهمية (النخيل) ويبلغ مجموعها أكثر من 13 مليون نخلة، ويبلغ إنتاجها من التمر 563 ألف طن. يتميز كل إقليم من أقاليم المملكة بأنواع خاصة من التمور ينفرد بها ولكل نوع منها مميزاته الخاصة، منها ما يؤكل طازجًا، ومنها ما يصنع أو يحفظ ويعبأ، والأحساء تنتج نوعًا مشهورًا يعرف باسم (الخلاص) وتصدر منه كميات كبيرة للخارج، ومعظم محصول التمور يستهلك محليًا لأنه من المواد الغذائية الهامة. وهناك غير النخيل غلات زراعية أخرى كالقمح والشعير والدخن والذرة والأرز والخضر والفواكه، ومن هذه الغلات مزروعات شتوية وأخرى صيفية، وقد سميت غلات شتوية لأن بذورها تبذر في فصل الخريف وتحصد ثمارها في الربيع، أي أنها تمكث في الأرض طول فترة الشتاء. المحصولات الشتوية: أولا- القمح: ويمثل المركز الأول بـين الحاصلات الشتوية، وقد بلغ إنتاج المملكـة حدًا يصل إلى الاكتفاء الذاتي حيث تجاوز 3 ملاييـن طنًا، وأكثر الأقاليم زراعة للقمح منطقة القصيم ومنطقة الخرج وحائل ومنطقة عسير ووادي الدواسر. ثانيا- الشعير: ويمثل المركز الثاني بـين الحاصلات الشتوية، وقد بلغ إنتاج المملكة نحو 000، 400، 1 طن، وأكثر الأقاليم زراعة للشعير عسير ويليها القصيم. ثالثا- المحصولات الثانوية: مثل العدس والفول والبصل وتزرع في مساحات محدودة بمختلف الجهات. المحصولات الصيفية: أولا- الذرة الرفيعة: وهي من الحاصلات المهمة وتزرع في مساحات كبيرة، ويستأثر بزراعتها إقليم عسير وبخاصة في السهول الساحلية. ثانيا - الدخن: ويزرع في عسير وتبوك والقصيم والهفوف وحائل، وقد أدخلت زراعة الدخن حديثًا وهو الذرة الأمريكية التي تمتاز بقصر مدة نضجها عن الأنواع الأخرى ووفرة محصولها. ثالثا ـ الأرز ويعد من الغلات المهمة، وتتيسر زراعته في المناطق الغنية بالماء، وتعتبر واحة الهفوف أكبر الأقاليم المنتجة للأرز. ومن المحصولات الصيفية الثانوية السمسم.
المحصولات المستديمة وأهمها : 1ـ زراعة البرسيم الحجازي الذي يشغل مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، وهو من المحصولات المطلوبة بصفة مستديمة لأنه العلف الذي لا غنى عنه للحيوان رطبًا وجافًا على مدار السنة. 2ـ البن : ويزرع في المناطق المرتفعة مثل منطقة عسير التي هي أصلح الجهات لزرعه ونموه؟ ومحصوله أقل من حاجة الاستهلاك المحلي وتستورد المملكة منه كميات كبيرة. 3ـ الفواكـه: وتزرع بالمملكـة أنواع كثيرة منها: الرمان والعنب والموالح والخوخ والمشمش والموز واللوز والبرقوق والجوافة والكمثرى والتفاح، وتزرع أشجار الفاكهة في البساتين وبين أشجارها تزرع الحبوب والخضر، وأكثر المناطق زراعة للفاكهة: أبها والقصيم وحائل والطائف وجنوب الحـجاز، وتكـثر زراعة الفواكه قرب المدن الكبيرة حيث الأسواق المستهلكة لها. كـما يزرع البطيخ بكثرة في عدة جهات من المملكة. مقومات الإِنتاج الزراعـي لا تقوم الزراعة بمعناها الحقيقي ولا تزدهر إلا إذا توفرت لها المقومات الطبيعية والبشرية . المقومات الطبيعية: وتشمل عوامل المناخ الملائم والمياه الكافية والتربة الجيدة. 1ـ المناخ : ويتميز جو المملكة بحرارة وضوء يكفيان لنمو النبات والغلات على مدار السنة. 2ـ المياه : فإن مواردها بالمملكة تعتمد على ما يأتي: ( أ ) مياه الآبار الارتوازية (العميقة). (ب) مياه الآبار السطحية. (جـ) العيون مثل عيون الأحساء والأفلاج والخرج وعين زبيدة. (د) الأودية التي تجري بها المياه بعد سقوط الأمطار والسدود الحديثة مثل سد أبهـا وبيشة وجيزان والمدينة وهي تحفظ الماء من الضياع سدى. (هـ) ميـاه الأمطار وهي قليلة بصفة عامة إلا في المنطقة الشمالية وتهامة وعسير فإنهـا تكفي لأن يعتمد عليها الأهالي في زراعتهم. ونظرًا لتوزيع المياه بهذه الكيفية فإن الأراضي الزراعية لا تمتد في نطاق واحد بل تبدو في أنحاء المملكـة وكأنها جزر خضراء في محيط من الصحراوات الشاسعة. 3 ـ التربة: وهي الجزءُ المفتت من سطح القشرة الأرضية، وتحوي المخلفات النباتية والحيوانية وهي التي يمد النبات فيها جذوره لامتصاص العناصر والمواد اللازمة لغذائه، وتتفاوت التربة في تركيبها بين التربة الرملية والتربة السوداء الثقيلة ولكن التربة الصفراء هي الغالبة الانتشار بالمملكة وهي سهلة الخدمة وحسنة الصرف، ونظرًا لاتساع مساحة المملكة وتعدد أقاليمها المتنوعة التكوين فقد امتازت أراضيها بأنها ذات خصائص زراعية مختلفة، ولذلك تنوعت فيها المحصولات الزراعية من جهة إلى أخرى. المقومات البشمرية : للإِنسان دوره الرئيسي في الإنتاج الزراعي، لأن المقومات الطبيعية وحدها لا تنتج الحاصلات ولكن الإنسان بذكائه ونشاطه ومواهبه العقلية وذاكرته التي تستفيد من تجاربه وخبراته الماضية هو الذي يقوم باستغلال الطبيعية للبيئة وتحولها إلى إنتاج زراعي. والمزارعون في المملكة نوعان: الزراع الرحل والزراع المستقرون، أما الزراع الرحل فهم الذين يبذرون الحب ثم يتركون أرضهم ليرجعوا إليها وقت الحصاد لجني ثمارها. وأما المستقرون من الزراع فهم الذين يزرعون الحبوب وأشجار الفواكه والخضار ويستقرون عندها ويعتنون بها. تطور الزراعة ومشروعـات الـري عندما أنشئت وزارة الزراعة عام 1372 هـ 2 5 9 1 م. وضعت في خطتها هدفين أساسيين للنهوض بالزراعة وهما: أولاً : تطوير الزراعة ونقلها من طرقها القديمة إلى الأساليب الحديثة، والمحافظة على الثروة الحيوانية. ثانيًا : الإِفادة من كل مصادر المياه بالمملكة السطحية منها والجوفية لتوسيع الرقعة الزراعية والاكتفاء الذاتي. ومن أجل تطوير الزراعة قامت وزارة الزراعة بما يلي : 1- تدريب المزارعين على كيفية الزراعة الحديثة واستعمال آلاتها الحديثة. 2- وقاية المزروعات من الآفات ومكافحة الجراد وإبادة الحشرات. 3- أنشأت جهازًا بيطريًا لعلاج الحيوان وتلقيحه بالأمصال ضد الأمراض. 4- أنشأت المزارع النموذجية في العديد من مقاطعات المملكة. 5- أعدت المشاتل لبيع شتلات الخضار للمزارعين بأسعار معتدلة. 6- استوردت البذور الممتازة والأسمدة الكيميائية للحصول على منتجات زراعية جيدة ووفيرة. 7- اهتمت بتربية الحيوان والدواجن والأسماك وبإصلاح أحوال المراعي. وعلاوة على ذلك فقد اهتمت وزارة الزراعة بإجراء أبحاث وتجارب وتخطيط وإحصاءات بإشراف خبراء فنيين، وعُنيَت بتوزيع الأراضي وتمليكها بين المزارعين، وبزيادة الاعتمادات المالية لشراء الآلات والأسمدة ومبيدات الحشرات وتوظيف الخبراء والمهندسين الزراعيين وإقامة الجمعيات التعاونية التي تقدم الخدمات لصغار المزارعين وإنشاء البنك الزراعي. ومن أجل توفير الماء لتوسيع المساحة الزراعية فقد قامت الوزارة بإِنشاء مشروعات كبرى أهمها: 1ـ السدود : من أجل الاستفادة من مياه الأمطار والسيول قدر الإمكان فقد ركزت وزارة الزراعة والمياه على تنفيذ الكثير من السدود في مختلف المناطق. إذ كان عدد السدود قبل عام 1395 هـ (16) سدًا فقط، وقفز العدد في عام 1415هـ إلى (184) سدًا. وتسهم هذه السدود في زيادة مخزون المياه الجوفية وتوفير مياه الشرب وكذلك حماية المزارع وبعض القرى من الانجراف الذي كان يهددها نتيجة الاندفاع السريع لمياه السيول. ومن أهم السدود المقامة في المملكة سد الملك فهد على وادي بيشة الذي يعتبر من أكبر السدود في المملكة حيث تبلغ طاقته التخزينية (325) مليون متر مكعب من المياه، وسد وادي نجران وتبلغ طاقته التخزينية (85) مليون متر ، وسد وادي جيزان وطاقته التخزينية (75) مليون متر مكعب، وسد وادي فاطمة وطاقته التخزينية (20) متر مكعب. وسد أبها الذي أنشئ لغرض الإفادة من المياه للشرب والزراعة في منطقة أبها وخميس مشيط. 2ـ مشروع الري والصرف بالأحساء: قام هذا المشروع في عهد الملك فيصل بغرض استصلاح ما يزيد على 000، 20 هكتار من الأراضي بمنطقة الأحساء التي تعتبر من أغنى المناطق الزراعية من حيت جودة التربة ووفرة المياه الجوفية، وقد أقيمت لري هذه المنطقة شبكة من القنوات الإسمنتية الرئيسية والفرعية التي بلغ مجموع أطوالها 1500 كـم. وقد شمل المشروع عملية الصرف لأنها عملية مكملة لعملية الري لأن المحاصيل والإنتاج الزراعي تتأثر كـثيرًا إذا لم يكن هناك صرف للمياه الزائدة عن الحاجة. وهناك هدف رئيسي هام من عملية الصرف وهو إزالـة الأملاح الزائدة من التربة (1)وقد حفرت ثلاثة مصارف رئيسية يصب كل منها في منخفض كبير. 3 ـ تحلية مياه البحر : أصبحت المملكة أكبر دولة في العالم في إنتاج المياه المحلاة إذ يبلغ حجم الطاقة الإنتاجية الحالي لمحطات التحلية التي تبلغ (29) محطة منتشرة على طول الساحلين الغربي والشرقي من المملكة أكثر من (715) ألف متر مكعب ماء يوميًا إضافة إلى إنتاج (28) مليون ميجاوات كهرباء في الساعة. وقد استطاعت المملكة بهذا الإنتاج الضخم من المياه المحلاة تغطية احتياجات المدن الكبيرة والقرى بمياه الشرب العذبة وتوفير المياه الجوفية للأغراض الزراعية. من محطات التحلية بالمملكة ما يلي :