سمرة بن جندب
رضي الله عنه
نسبه
سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو ، يكنى ( أبا سليمان ) . قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار . ولم يدرك الجاهلية ولاقى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعد طفل .
من مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار فمر به غلام فأجازه في البعث ، وعرض عليه سمرة فرده فقال : لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته ! قال : " فدونكه ، فصارِعْهُ " ، فصَرَعَهُ سمرةَ فأجازَه . (1) وهذا يدل على حرص الفتيان من الصحابة على أن ينالوا شرف الجهاد في سبيل الله .
أهم ملامح شخصيته
شمائل كريمة تمتع بها الصحابي الجليل منها الشجاعة وعدم التسامح مع المخطئين وقد ظهر هذا في تعامله مع الخوارج .
بعض ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
- عن سمرة بن جندب : أن امرأة ماتت في بطن فصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقام وسطها . (2) أي : وقف في الصلاة عليها محاذياً الوسط .
- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة ، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم ، فيه رجل قائم ، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة ، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رُمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان ، فجعل كلما جاء ليخرج رُمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت : " ما هذا ؟ " فقال : الذي رأيته في النهر آكل الربا .
- وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا : " أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة . فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء ، وشطر كأقبح ما أنت راء . قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ، فوقعوا فيه ، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم ، فصاروا في أحسن صورة . قالا لي : هذه جنة عدن وهذا منزلك . قالا : أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح ، فإنهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً تجاوز الله عنهم . (3)
- وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار " . (4)
الوفاة
- لما مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه أصابه برد شديد فأوقدت له نار فُجعل كانوناً بين يديه وكانوناً خلفه وكانوناً عن يمينه وكانوناً عن يساره ، قال : فجعل لا ينتفع بذلك ويقول : كيف أصنع بما في جوفي ، فلم يزل كذلك حتى مات .
إنه لموقف رائع من الصحابي الجليل في يوم وفاته ، وهو موقف ما أحرانا في هذه الأيام أن نتعلم من موقف سمرة رضي الله عنه وأن نخاف من الله ونعمل ليوم تشخص فيه الأبصار .
- مات سمرة رضي الله عنه قبل سنة ستين ، قال ابن عبد البر : سقط في قدر مملوء ماء حاراً . فكان ذلك تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة : " آخركم موتاً في النار " . قيل : مات سنة ثمان . وقيل : سنة تسع وخمسين . وقيل : في أول سنة ستين . (5)
المراجع
1- الإصابة في تمييز الصحابة [جزء 3 - صفحة 178 ]
2- صحيح البخاري [جزء 1 - صفحة 125]
3- صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1717]
4- سنن أبي داود [ جزء 2 - صفحة 695 ]
5- الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 3 - صفحة 178]