ماذا تعرف عن الكورتزون ؟
الكورتزون مادة هرمونية يفرزها الجسم من غدة صغيرة
(4غ) تلتصق بالكلية لذا سميت بالغدة الجاركلوية و هي تفرز حوالي 25 ملغ خلال 24 ساعة و هي تعمل بشكل طبيعي يومي خصوصا أثناء الليل عند الاستغراق بالنوم و يصل الى أعلى مستوى له في الصباح الباكر بينما يكون مستواه متدنيا أثناء الليل و هذا ما يفسر انتكاسات المرض ليلا و زدياد وطأته
أعراض الانسحاب من الكورتزون و لماذا تحدث؟
اذا توقف المريض فجأة عن تناول الكورتزون فان جسمه يخلو من الكورتزون اللازم للعمليات الحيوية حيث أن
الغدة الجار كلوية تكون قد توقفت عن افراز الكورتزون بسبب تناوله من الخارج و قد لا تعود الى عملها الا بعد أسابيع أو شهور حتى تستعيد كامل نشاطها السابق و بذلك تظهر أعراض الانسحاب التي منها:
أولا: الشعور بالدوار و ضعف العضلات.
ثانيا: غثيان أو قيئ.
ثالثا: حمى و هبوط مستوى السكر.
رابعا: ألم المفاصل و تقشر الجلد.
لذلك يجب البدء باعطاء جرعة عالية من الكورتزون ثم تقليلها تدريجيا كما هو متبع بالوصفات الطبية اللتي تصرف يوميا.
ملاحظة: تعتبر بخاخات الكورتزون و التي غالبا ما تستعمل من قبل مرضى الربو و حساسية القصبات قليلة المخاطر نسبيا و ذلك لعدم دخولها مجرى الدم بكميات و نسب عالية كافية لتسبب مخاطر الكورتزون اذا أعطي عن طريق الفم أو الحقن
انه دواء قوي لا يمكن لاى مستشفى او عياده أو أي مركز صحي الاستغناء عنه.
وهناك انطباع لدى الناس بأن هذا الدواء دواء خطير وسئ السمعه وله مضاعفات سيئة.
فما هو السر وراء ذلك ومن الذي ادخل المعلومات الخاطئة في رؤوس عامة الناس حول هذا العلاج الهام؟
فعلاج الكورتزون معروف منذ زمن بعيد وهو مادة تفرز عند الانسان الطبيعي من الغدة فوق الكلوية وهي مادة ضرورية جداً لحياة الانسان وبخاصة في حالات التوتر الشديد اذ ان زيادة او نقص الافراز قد تؤدي الى امراض معروفة ربما تكون قاتلة.
وقد استخدم الكورتزون كعلاج منذ عشرات السنين وأفاد في انقاذ حياة الملايين من البشر وبنفس الوقت فقد ادى الى مضاعفات كثيرة ومعروفة لدى الأطباء والعامة.
ومن المعلوم أن الكورتزون قد استخدم كعلاج في الاختصاصات ا لطبية كافة مثل أمراض الدماغ والاعصاب، أمراض القلب، وامراض الجهاز التنفسي، امراض الجهاز الهضمي، امراض الدم والأورام السرطانية، ولكن وبدون شك فإن اكثر استعمالاته كانت في امراض الروماتيزم والمناعة.
حيث انه علاج فعال ومهم ويمنع حدوث النزف ويقلل من احتمال الفشل الكلوي والجلطات الدماغية.
اما في حالة التهاب الاوعية الدموية المناعي فهو يودي الى المحافظة على الاعضاء الهامة من التلف كالدماغ والقلب والرئتين والكلى والجهاز الهمضي.
وهناك عدد آخر من الامراض الرثوية كالتهاب المفاصل الريثائي الذي اثبت عقار الكورتزون انه فعال جداً في علاج الالام المبرحة المرافقة لهذا المرض.
هذا من حيث الفوائد اما المضاعفات فهي ايضاً كثيرة وتعتمد على الفترة الزمنية لاستعمال العلاج وكذلك على الجرعة المعطاة.
من المضاعفات ما هو سريع الحدوث ومنها ومضاعفات تحدث على المدى الطويل:
- احتمال ارتفاع السكر في دم المرضى المصابين بالسكري وكذلك هؤلاء الذين لديهم استعداد وراثي لمرض السكري. كما أنه تحدث بعض التغيرات في الوجه فيبدو مستديراً كالقمر وكذلك يظهر طفح جلدي كحب الشباب على الجسد.
- نقص او زيادة في بعض املاح الدم إذا كانت الجرعات عالية.
- زيادة الوزن وتجمع الدهون بين الرقبه والاكتاف.
- زيادة في نسبة الاصابة بالالتهابات الجرثومية بسبب ان الكورتزون علاج مثبط للمناعة.
- طرد عنصر البوتاسيوم مع البول مما يؤدي الى ضعف عضلة القلب.
- ارتفاع ضغط ألعين مسببا المياه الزرقاء في العين وتدهور البصر.
- اضطرابات في الدوره الشهريه عند المرأة.
- العطش وزيادة التبول.
أما على المدى الطويل فربما ادى استعمال الكورتزون الى هشاشة في العظم وهذا الخطر موجود في حالة استعمال العلاج لمدة اطول من ستة شهور وبجرعة اكثر من 5.7 ملغم ويمكن تلافي هذا الخطر باعطاء المريض جرعات من الكالسيوم وفيتامين (د).
كيف نتلافى مضاعفات الكورتزون؟
1- يجب ألا يوصف علاج الكورتزون الا من الطبيب وفي الحالات التي يحتاجها المريض وعلى المرضى متابعة العلاج مع الطبيب وعدم تغيير الجرعة او ايقافها الا بأمره.
2- يجب عدم الاستماع لغير المختصين بشأن العلاج.
3- يجب ابقاء جرعة العلاج بأدنى كمية تسيطر على المرض ولاقصر فترة ممكنة.
4- ان اعطاء العلاج في الصباح في التاسعة صباحاً هو أنسب وقت لتفادي المضاعفات وهي الفترة التي يقوم الجسم فيها بافراز الهورمون.
5- يجب عدم ايقاف العلاج بصورة مفاجئة.
6- اذا كان المريض سيتناول العلاج لفترة تزيد عن (6) شهور وبجرعة اكثر من 5.7 ملغم -فيجب أن يوصف له الكالسيوم وفيتامين (د) وكذلك أن يجري له اشعة لقياس كثافة العظام.
7-وقف العقار تدريجيا فور زوال سبب الاستخدام وبداية التحسن.
8-التقليل من الاطعمه الغنيه في السعرات الحراريه.
9-الاكثار من الاطعمه البروتيتيه.
10-الابتعاد عن مصادر العدوى الجرثوميه.
وأخيراً فان هذا العلاج كما ذكرنا من قبل قد انقذ حياة ملايين المرضى واذا وصف في مكانة وللفترة الزمنية اللازمة وبأقل جرعة ممكنة فإنه بلا شك من اكثر العلاجات فائدة للمرضى
م-ن-ق-و-ل