قيلت هذه القصيدة عند عودة خادم الحرمين الشرفين من بعض أسفاره الرسمية خارج المملكة
لعب الحنين بيقظتي ومنامي = وتكاثرت من فرطه أوهامي
وعر الطريق وماخشيت لوعره = لو جزته سيرًا على الأقدام
وأصغيت سمعي للنسيم لعلني = أحظى بأخبار مع الأنسام
شط المزار وما اسطعت زيادة = وبقيت منتظرًا مع الأقوام
أتنسم الأخبار عنه لأنه = في القلب نسكنه أعز مقام
فتململ القلب الخلوص تشوقاً = ليرى العزيز وعوده بسلام
فأتى البشر يزف خير بشارة = بقدومه فتبسمت أيامي
ملك تحف به القلوب تبتلاً = في نجد في أم القرى في الشام
إني أحن إلى لقاه محبة = وكما يحن إلى المعين الظامي
قدم المليك فمرحباً بقدومه = وأتى البلاد محقق الأحلام
وهو الذي شمل الجميع بعطفه = كهف الضعيف وملجأ الأيتام
زهرت البلاد شمالها وجنوبها = والطير ردد أعذب الأنغام
يا ناشر الإسلام بعد محمدٍ = افخر فإنك قائد الإسلام
لا غرو أن هتف الجميع بحبكم = ما أنت إلاقدوة الحكام
في العدل في الإخلاص في الخلق الذي = يسمو إلى أقصى مدى مترامي
فليقبع الحساد في أجحارهم = بين الهموم وحرقة الآلام
ولتوقد النيران في أحشائهم = لتزيدهم سقما مع الأسقام
وليحفض الله المليك لشعبه = يسمو بهم فوق المكان السامي
وولي عهدك سالما ومبجلاً = وأميرنا ذو الرأى والإقدام