قصة سمعتها وسأرويها لكم
يقول الراوي:كان رجل يسقي مواشيه من بئر
(قليب)وأثناء جذبه للماء بالدلو قدم اليه رجل فرد السلام عليه
فاستدار نحوه ليرد التحية
اختل توازنه فسقط بالبئر وكانت نهايته
بعد إخراج الرجل ودفنه بدأ النزاع بين جماعته وجماعة الرجل الذي رد السلام
يطالبونهم بالدية بإعتبار أنه المتسبب في موته
توجهوا للقضاة العرفيين وبدأت الدعوي بينهم وبالنهاية حكموا على الرجل وجماعته بالدية
هذا الحكم ما أعجبهم فطلبوا مهلة النقض وكانت معروفة ب 3 أيام
بداوا يتشاورون من يستطيع أن ينقض الحكم فقالوا: ما لنا الا فلان واحد من ربعهم
ذهبوا اليه فاستقبلهم ذكروا له ما حصل
فقال لهم:اليوم صرت بنظركم رجل
طبعا قال هذا لسبب هذا الرجل أبوه كان شيخ القبيلة وبعد وفاته رفضوا يقبلون به شيخا لهم
لأنه فقير وما يشرفهم يكون شيخهم كذا فرشحوا واحد من الأثرياء اصحاب المظاهر والعقول الخاوية
المهم ...قال لهم متى موعدكم لنقض الدعوة فقالوا له بالموعد قال: روحوا وأنا اجيكم
تجمع أفراد القبيلتين بالموعد ومعهم القضاة الذين حكموا بالدعوى
هذا الرجل تأخر متعمدا ما جاء
يريد طبعا أن يكتمل الجمع قبل حضوره
بدأ القضاة يسألونهم وين الشيخ اللي بينقض العدوة
وكل شوي يقولون ذا الحين يجي
وبعد أن كاد الناس يملون الأنتظار
قدم رجل رث الثياب تبدوا عليه علامات الفقر
فجلس بأخر صف الرجال دون أن يرد السلام عليهم
فقال له أحد القضاة يا هذا ليش ما ترد السلام
طبعا لأن رد السلام سنة وهو عند العرب واجب
فجاء الرد الذي هو يريده
قام واقفا فقال:فلان رد السلام على فلان فأراد الله وسقط بالبئر ومات
والليله أنتم بتحملونه ديته
وأنا حالي ما يتحمل خفت أرد السلام عليكم ويموت أحد منكم والا كلكم
فمن يدفع دياتكم
بهذا الجواب نقض الحكم
وأعتبرت الدعوى منتهية وسلموا من دفع الدية
فما كان من قبلته الا أن اعلنته شيخا مكان والده
ودعموه بالمال حتى تحسنت احواله
وكما قيل:بيت العرف ما يخلا
والرجولة فكر وعرف
مخابر وليست مظاهر
وسلامتكم جميعا