ساهر ليس للمرور فقط!
مازلت مؤمنا بنجاح تجربة نظام ساهر المروري, رغم كل اللغط الذي يدور حوله. الزميل مراسل الوطن في جدة محمد الزايد كتب خبراً يوم الاثنين الماضي عن تخطيط جهات حكومية في مكة المكرمة لمطاردة المتهربين من الأحكام القضائية عبر كاميرات خاصة. فكرة جميلة جداً، ونصيحتي لهم الاستعانة بكاميرات ساهر, فهي جاهزة لأي مهمة، بل قد تكون سيارات المطلوبين أمنياً مستقبلاً محاصرة بهذه التقنية وغيرها.
لكنني كمواطن بسيط تأذى كثيراً من معاملات بعض الدوائر الحكومية المشتهرة بتأخر موظفيها وعدم التزامهم, فإن هذه الكاميرات والتقنيات ستكون أكثر فاعلية في خدمة المواطن لو تم ربطها بالجهات الرقابية ومكافحة الفساد لمراقبة سيارات الموظفين، للتأكد من سلامتهم والحرص على إيصالهم لدواماتهم سالمين غانمين قبل الخلق, فليس من المنطق أن يصبح عرفاً لدى الناس أن الدوام في بعض الإدارات يبدأ - فعلياً - بعد الساعة العاشرة صباحاً!
لا أحد يريد تقييد حريته بأي شكل من الأشكال، لكن من أمن العقوبة أساء الأدب.
الكاميرات التي تخطط الجهات الحكومية تطبيقها في مكة المكرمة فكرة رائعة، ولعلها لن تكون محصورة في الساحل الغربي فقط في حال نجاحها.
فكرة إدارة متابعة الأحكام التي وجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بتنفيذها مطلع العام الماضي فكرة خلاقة، ويمكن تطويرها على مستوى حكومي أوسع, لتكون إدارة لمتابعة تصريحات المسؤولين ووعودهم في المؤتمرات الصحافية والبيانات الإعلامية، ويكون هناك بيان ربع سنوي بالوعود والتصريحات، وقائمة بما تم تنفيذه منها وما لم يتم ليكون المسؤول في مواجهة شفافة وصريحة مع المواطنين أصحاب المصلحة من تلك الخدمات.
لا يوجد هناك مستحيل، وهناك شباب يحبون وطنهم ويريدون أن يكونوا شركاء في التنمية والإصلاح، والقضاء على الفساد. بالإمكان الاستفادة منهم, واستثمار طاقاتهم في إدارة متابعة الأحكام, وهيئة مكافحة الفساد, وحتى في مجلس الشورى.
جريدة الوطن