القضاء و سوء النية المبيت سلفا
لا أقول حالة نادرة بل هي ظاهرة والنادر عكسها
حينما تسمع ما يدور بالمجالس او تدخل أي محكمة على اختلاف مسمياتها ويا ما اكثرها وأقل بركتها
من كتابات العدل الى المحاكم المتخصصة بكل فئياتها
تسمع الكثير وتبصر عينك حقيقة ما تسمع
فسوء النية يبدو يعلم ظمن مناهج القضاء
الشك سمة بكل ما تسمع من القضاة سواء نحو
المدعي او المدعى عليه
نحو البائع والمشتري
نحو الوكيل والموكل
حتى ليتبادر الى الذهن أنهم قد فهموا قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(الحجرات:6)
أن كل ذي حاجة تدعوه لمراجعتهم هو فاسق
لقد سمعت بالمجالس أن القضاة إلا من شاء الله لا يردون السلام
ولم أصدق ختى رأيت بأم عيني صدق ما يشاع
أيها الأخوة والأخوات:
يقينا أنه أمر مؤسف أن تصدر تلكم التصرفات من فئية تمثل العدل والإلتزام(المفروض)
ويبدواهذا الأمر قد إنسحب بالتبعية على رجال الحسبة الذين أصبح همهم الشاغل تتبع سواقط الناس والبحث عن معايبهم
وهذا أمر يتنافى جملة وتفصيلا مع مباديء الدين الحنيف
النميمة محرمة
الغيبة محرمة
التجسس محرم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:12)
وقد جاء بالحديث الشريف من ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة
الأمر بالعروف والنهي عن المنكر أمر مرغوب ومحبوب وكل ذي عقل يؤيده
ولكن لماهو ظاهر وليس لما ستره الله
الستر مطلوب فالله سبحانه من أسمائه الحسنى ( الستار )
الاعتدال واتباع النهج المحمدي عليه الصلاة والسلام مطلب للجميع
ويجب الرجوع له والتقيد بما ورد به دون تأويل او تحريف او تحوير
اسأل الله الهدايا لنا جميع وأسأله أن يمن روعاتنا ويستر عوراتنا بالدنيا والأخرة
ربي إن أصبت فبتوفيقك
وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
بقلمي