الأهل أنواع ثلاثة ولكل واحد من هذه الأنواع سلبيات وإيجابيات, وهذه الأنواع هي: 1- أهل يكونون بعيدين كل البعد عن حياة أولادهم, ولا يتدخلون حتى يتفاقم الأمر وتصل إلى حد الانفصال. وهذا النوع وإن كان مريحاً للأولاد إن لم يكن هناك مشاكل بينهم إلا أنه في فرض حصول خلافات فإنهم لا يكونون يؤدون دورهم إيجابياً. واللازم أن يكون لدى الأهل رعاية واهتمام من البداية فلا يكونون على هامش حياة أبنائهم ويجب أن يكونوا في عمق هذه الحياة ليحلوا المشاكل حين وقوعها وقبل الوصول للمدى الذي وصلت إليه وهذا النوع نرفضه, ولانحبذه. 2- أهل متابعين المشكلة من أولها ويكونون هم سببها, أو سبباً أساسياً فيها. وهؤلاء عادة مايكونون مزعجين لأولادهم ويتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم, ولعل هذه التدخلات هي السبب في المشاكل التي تقع. هذا النوع نرفضه أيضاً وبشدة أكبر لأن الأهل يجب أن يشكلوا ضابطة لأولادهم كي لا ينجرفوا إلى المشاكل. لا أن يكونوا سبباً فيها وعاملاً أساسياً في تفاقمها. 3- أهل متابعين للمشكلة من أولها إلى آخرها لحلها وهم ليسوا سبباً فيها بل استنفذوا كل الوسائل لحلها.هذا النوع من الأهالي هو النوع المطلوب فهو يحمل الهم ويتابع عن بعد حياة أولاده ويتحين الفرصة المناسبة للتدخل, فإذا لم يوفق للحل يسعى لأن يلجأ إلى علماء الدين أو أي مصلح آخر كي تحل مشكلة أولاده. هكذا نوع من الأهل هو المثال الذي دعا الله عز وجل لاحتذائه والتقيد به.