(أم شريك الدوسيه ) رحمها الله ..وقصة اسلامها
كانت مقيمة بمكة عند زوجها
( أبي العسكر الدوسي ) وكانت مشركة آنذاك
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم بدين الحق وبدأ يدعو الناس سرا شرح الله صدرها للإسلام
فأسلمت وهي بمكة وأدركت رضي الله عنها على الفور مسئوليتها العظيمة في الدعوه الى هذا الدين الحق
ونشره بين الناس مهما كانت العواقب والتضحيات والضغوط .
فكانت رضي الله عنها تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام
حتى ظهر أمرها وانكشف لزعماء قريش وكبارها فأخذوها وحبسوها رضي الله عنها
وقالوا لها :
لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا !! ولكننا سنردك اليهم.
قالت أم شريك : وخرجوا بي الى أهلي في اليمن فحملوني على بعير ليس تحتي شيء
ثم تركوني ثلاثة أيام لا يطعمونني
ولا يسقونني وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقوني وربطوني الى شجرة أو صخرة في الشمس المحرقة واستظلوا هم منها
يريدونني أن أرجع عن ديني فلم أرجع بحمد الله وثبتني الله عليه .
فبينما هم قد نزلوا منزلا وأوثقوني في الشمس وقد أوشكت على الموت من شدة الجوع
والعطش إذ أنا ببرد شيء على صدري
فنظرت اليه فإذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا ثم نزع مني فرفع
ثم عاد مرة أخرى ففتحت فمي فشربت منه !! ثم رفع ثم عاد فشربت منه ثم رفع مرارا
فشربت حتى ارتويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي
والمشركون الذين معي لا يشعرون بذلك .
فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة
فقالوا لي :
كيف انحللت من قيودك ؟ فأخذت سقاءنا وماءنا فشربت منه ؟
فقلت لهم : لا والله ولكنه كان من الأمر كذا وكذا ...
فقالوا : لئن كنت صادقة فيما تقولين .. لدينك خير من ديننا .
فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها لم ينقص من الماء الذي فيه شيء .
فأسلموا عند ذلك كلهم ...
فطوبى (لأم شريك ) هذه الكرامة العظيمه .
[ كتاب صفوة الصفه لابن الجوزي ]