الخلفاء الراشدين
قد كان المسلمون أثناء حياة النبى فى أمن وسكينة، فالرسول يدبر أمورهم، ويقود جموعهم، ويرشدهم، ويهديهم، ويفتيهم فيما يعنيهم,فلما مات النبى شعر المسلمون أنه لابد لهم من راعٍ يخلف الرسول فى تدبير أمورهم، ويقود مسيرتهم، ويحمل راية الإسلام عالية خفاقة، فمن يتولى أمرهم بعد النبى ؟! إن الرسول لم يعيّن أحدًا من بعده ؛ بل ترك الأمر شورى بينهم، يختارون خليفتهم بأنفسهم لكن من يكون ذلك الخليفة ؟
سقيفة بنى ساعدة
لابد من اجتماع للتشاور، والاتفاق على رأى، فليلتق الجميع فى سقيفة بنى ساعدة، وليتفقوا على من يختارونه، لكن الأنصار قد سبقوا إلى السقيفة، واختاروا واحدًا منهم هو سعد بن عبادة.
فلما علم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وأبو عبيدة بن الجراح، أسرعوا إلى السقيفة، ووقف أبو بكر فيهم خطيبًا، فتحدث عن فضل المهاجرين وفضل الأنصار ثم ذكر أن الخليفة يجب أن يكون قرشيّا، إذ إن الناس لا يطيعون إلا هذا الحىّ من العرب، ثم اختار للناس أن يبايعوا إما عمر وإما أبا عبيدة، فرفض عمر وأبو عبيدة ذلك الأمر لعلمهما بفضل أبى بكر وسابقته، وهنا وقف بشير بن سعد وهو أحد زعماء الأنصار، وطلب من قومه ألا ينازعوا المهاجرين فى الخلافة !
وهذا موقف نبيل؛ إنه حريص على وحدة الصف، وعلى الأخوة الإسلامية، لا يفكر إلا فى المصلحة العامة، وهنا أعلن عمر ابن الخطاب ومعه أبو عبيدة بن الجراح مبايعتهما لأبى بكر الصديق,وبايع كل من كان فى السقيفة أبا بكر، ثم شهد مسجد الرسول ( بالمدينة بيعة عامة على نطاق أوسع ضمت كل الذين شهدوا بيعة السقيفة والذين لم يشهدوها، وأصبح أبو بكر خليفة المسلمين، وكان ذلك سنة 11هـ/ 633م. لقد كان أبو بكر جديرًا بذلك، وكان المسلمون جميعًا على قناعة بذلك، فقد رضيـه رسول الله ( لدينهم إمامًا فصلى خلفه، وأمر الناس بالصلاة خلفه، وهو مريض، فكيف لا يرضونه لدنياهم؟![/color][color=000000]أبو بكر الصديق 11هـ - 13هـ الموافق 632 - 634
عمر بن الخطاب 13 هـ - 23 هـ الموافق 634 - 644
عثمان بن عفان (23 - 35 هـ/ 643- 655م )
علي بن أبي طالب 35 هـ - 40 هـ الموافق 656م - 661م
الحسن بن علي بن ابي طالب40 هـ - 41 هـ لمده ستة اشهر
يضم الكثير عمر بن عبد العزيز اليهم بخامس الخلفاء الراشدين لزهده الشديد و اتباعه نهج الخلفاء الاوائل ولكن لا شك أن الحسن خليفة من الخلفاء الشرعيين لهذه الأمة وأنه المكمل لمدة الخلافة، يدل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه، وفي السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً”. كما رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة، وتوفي علي -رضي الله عنه في السابع عشر من رمضان سنة أربعين وتولى الخلافة بعده الحسن رضي الله عنه من ذلك الوقت إلى الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة 41 وتنازل عنها في هذا اليوم بعد التشاور مع أصحابه لصالح معاوية رضي الله عنه، فكانت مدة خلافته حوالي ستة أشهر هي المكملة لثلاثين سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم