كلنا فقراء كلنا مساكين كلنا غارمون ....
----------------------------------------------------------
قال تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:]
الفقيرهو الذي لا يجد نصف كفايته سواء كان دخله مستمراً، أو ثابتاً ويصرف أكثرمن ضعف دخله أو راتبه فيعطى من الزكاة ما يكمل به كفايته بحيث يتوازن الدخل مع المصروف
أما المسكين فهوأحسن حالاً من الفقير وهو الذي يجد نصف الكفاية ولكن لا يجد الكفاية تامة0
والغارمون
هم الذين ارتكبتهم الديون ولا يستطيعون وفاءها , وهذا ما صدر عن الشيخ بن عثيمين رحمه الله عن فتوى كيفية تمييز أهل الزكاة0
ومن خلال نظرتنا لواقعنا المعيشي وما وصلت إليه أوضاعنا من إرتفاع فاحش في الأسعار أخل
بتوازن الفرد إقتصادياً وأثقل كفة المصروفات في مقابل الدخل أو الراتب وأصبح أحدنا بحاجة الى
تغطية الفرق فمنا من يتجه للإقتراض من البنوك أو إلى ما يسمى بالقروض العينية ومنا من يستمر
في دهاليز نفق مظلم اسمه تراكم الديون لعله يصحو من كابوس مزعج أوأنه في إنتظار معجزة
تنقذه من بلية ومحنة ستؤول به وبأسرته الى مصير مظلم لايعلمه إلا الله .
ومنا من غرم ماله بعضه أو نصفه أو كله في (الأسهم) وتبدل حاله الى المحال وعيشة ظنكا
ومنا من أحتاج للزواج كضرورة من ضروريات الحياة وعجز عن المهر , ومنا أحتاج الى مسكن يأويه وأسرته عجزعن شراءه أوبناءه أوتشطيبه أو تأثيثه ,ومنا العاطلون عن العمل , ومنا من منعه حياؤه وعزة نفسه من السؤال فاستتر بظلام الليل وسود الليالي فلم يعرف عن حاله أو أحواله 0
ومنا ,,,, ومنا ,,,, فأين هم أغنياؤنا ؟ أين اصحاب البر؟ أين المنفقون في السراء والضراء؟
ما نراه اليوم واقع مؤلم يخرج الهدف من إخراج الزكاة عن مضمونها وعما أمر به الله ,
تلك القوائم أوالبيانات التي تحمل أسماء مستحقي الزكاة خلت من أصحابها الحقيقين ممن هم بحاجة فعلية للزكاة , تلك القوائم خلت من بعض الأقرباء الذين هم فعلاً ممن تنطبق عليهم شروط الزكاة وإن تضمنت بضعاً منهم فما خصص لهم من مال زهيداً وحقيراً أولى لهم منعها عنهم .
والمؤلم والمزري إقحام الوجاهة والمحسوبية والمراء في إخراج الزكاة .
وإني هنا أدعوا أهل الخير والبر والتقوى الى المصداقية مع ربهم والمنعم عليهم
أدعوهم الى تحديث تلك البيانات بالإضافة أو التعديل في ضؤ المتغيرات الإقتصادية الحالية مع الأخذ بعين الإعتبار أن الموظفين أيضاً خاصة ذوي الدخل المحدود منهم ممن تنطبق عليهم الشروط إن لم يكن جميعهم وهنا أقول لهم إن غلاء المعيشة قد ألغى المراتب الوظيفية وأن من يبلغ راتبه عشرة آلاف ريال يصرف أكثر ممن يقل عن راتبه وهكذا .
وأخيراً فإني أدعوهم أيضاً الى البحث عن الأسر التي تستتر بالعفة والقناعة والحياء والبحث عن اليتامى والأرامل والمطلقات0
م ن ق و ل