بغداد ....... وانشق القمر
في غفلة من ضعفنا
في لحظة من قهرنا
في لحظة من ذلنا
واندس في أعماقنا ذاك الوتر
بالأمس كان الموت هولاكو
يأتي من الشرق المدجج بالمجاعة ولأساطير الحزينة
بالأمس كان الموت هولاكو
يأتي ليشرب من مآذننا وأجراس الكنائس كل أسباب السكينة
بالأمس كان الموت هولاكو
يأتي ليشرب كل أحياء المدينة
يأتي فيشرب ثم تشربه المدينة
بغداد ......... وانشق الغبار
وكأنما تلك الجنود
مطر سدومي السحائب والرعود
نار تسابق عزرائيل في محو الوجود
وكأنما تلك الجنود
نار تؤجج ذلك الأخدود
نيرون من بين الرماد يعود
تلك الجيوش العاويات كأنها ذئب جريح
جبل من الديدان يزحف نحو أيوب الكسيح
أفعى تراقص نغمة المزمار
الموت يطربها وأنات الضحايا وانفجارات الدمار
بغداد ........ وانشق الغبار
وكأنما لمس المسيح عيون إنسان ضرير
لا شيء إلا كومة الفولاذ تلمع والصرير
وسحابة الموت المجوقل والشظايا والهدير
فعيون زرقاء اليمامة كفها من ألف عام بطش مولانا الأمير
بغداد ...... وانشق الغبار
وتكشفت عوراتنا طوعا وفي وضح النهار
وتكاثرت تلك العيون الزرق في صحرائنا
وبدت تلوح مقاطع الاعلاج في أسمائنا
أسدلت كل ستائري
أعدمت كل نوارسي
مزقت كل قصائدي
وجلست أرتشف الهزيمة عبر شاشات الفضيحة
شيء من الدبلاج والمكياج والعبارات المنمقة الفصيحة
وبلكنة عربية عبرية تطغى على كل العبارات الرخيصة والتعابير القبيحة
نعقت لنا :-
بغداد قد سقطت
وترجل التاريخ يستجدي تفاهات الحضارات الحديثة
الهاتف النقال والتبغ المعطر والزجاجات الخبيثة
الرق والديمقراطية العرجاء
الموت واليأس المغلف بالرجاء
القفر والخبز المحمص بالدماء
بغداد يا وترا يغالب قوسه المكبوت
جرح يفور على الزمان ولا يموت
قيثارة مخنوقة الأوتار تبكي في الكلام وفي السكوت
بغداد يا ثمنا لأحلام القبيلة
يا جرح امتنا الملطخ بالخيانة والنفط المكرر بالرذيلة
بغداد يا ثمنا لأحلام الزعامة
بغداد يا دينا تنكر في عمامة
سوداء تحلم أن تحقق ثأر كسرى بالإمامة
فرعون غاب
خطفته أجنحة الخطايا
شربته ديدان القبور
درسته أمواج الدموع
لكنه ما زال يحلم بالرجوع
بعمامة المهدي أو عيسى اليسوع
من ألف عام نحن نحترف الخطايا
من ألف عام والخليفة يقبض الأرواح أو يهب العطايا
فرعون غاب
لكنه مازال فينا
يعيش بسحره فينا
يمد جذوره السوداء من أدنى إلى أقصى أراضينا
ومن أعلى إلى أدنى أمانينا
فرعون مات وما زالت ألوف الجائعين
تحيا على أنقاض سنبلة تخزنها جيوب السارقين
تحيا على أنغام أغنية تغنيها قلوب الزارعين
في الصمت في الوجه المجعد بالسنين
وعبارتان جميلتان تواسيان الجائعين الحالمين :-
قف بالمشانق حائــــرا مذهولا
أضحى الذبيح اليوم إسماعيلا
قدر تفور علــى الزمان دماؤها
تغشى الفـــرات ومأربا والنيلا
والباقيات علـى الزمان حناجر
تنعـــــى بأرض الرافدين قتيلا
من ديوان (أسفار معربدة)منقول