افيما يلي عدة جمل مكتوبة باللغة الانكليزية وتحت كل جملة ترجمتها إلى العربية .. تفضل بقراءة الجمل الانكليزية إذا كنت تعرف الإنكليزية ...ثم تابع التعليق على الموضوع ..
-This is weird, but interesting!
مايلي عجيب وغريب ولكنه مثير ومشوق !
-fi yuo cna raed tihs, yuo hvae a sgtrane mnid too..
إذا كنت تستطيع أن تقرأ ذلك فإن دماغك عجيب أيضاً ..
-Cna yuo raed tihs?
هل تستطيع قراءة مايلي ؟
-Olny 55 plepoe out of 100 can.
فقط 55% من الأشخاص يمكنهم قراءته
-I cdnuolt blveiee taht I cluod aulaclty uesdnatnrd waht I was rdanieg.
أنا لم أستطع أن أصدق أنه يمكنني أن أفهم ماأقرأه
-The phaonmneal pweor of the hmuan mnid, aoccdrnig to a
rscheearch at Cmabrigde Uinervtisy, it dseno't mtaetr in waht oerdr the ltteres in a wrod are, the olny iproamtnt tihng is taht the frsit and lsat ltteer be in the rghit pclae.
والحقيقة إن للدماغ قوة هائلة على الفهم والإدراك .. ووفقاً لدراسة في جامعة كامبريدج فإن ترتيب الأحرف في الكلمات ليس مهماً .. والمهم فقط هو أن يكون الحرف الأول والأخير من الكلمة المكتوبة في مكانه الصحيح .
-The rset can be a taotl mses and you can sitll raed it whotuit a
pboerlm.
وأما بقية الأحرف فإنه يمكن لها تكون مضطربة وعشوائية ومع ذلك يمكن لك أن تقرأها دون مشكلات
-Tihs is bcuseae the huamn mnid deos not raed ervey lteter by istlef, but the wrod as a wlohe.
إن ذلك يحدث لأن الدماغ الإنساني لايقرأ كل حرف على حدة لكنه يقرأ الكلمة ككل
-Azanmig huh?
مدهش !!! أليس كذلك ؟
- yaeh and I awlyas tghuhot slpeling was ipmorantt!
وقد كنت دائماً أعتقد أن تهجئة الكلمة وسلامة حروفها ضرورية جداً !
تعليق :
كما هو واضح مما سبق فإن الجمل السابقة مؤلفة من كلمات أحرفها غير منتظمة ومضطربة ماعدا الحرف الأول والأخير من كل كلمة .. وكثيرون ممن يعرفون اللغة الانكليزية يمكن لهم أن يقرؤوها ببساطة .. ويدل ذلك على أن الدماغ الإنساني في إدراكه للكلمة المكتوبة يركز على الكل وعلى التكوين العام أو الشكل العام للكلمة أو مايسمى في علم النفس : الجستالت (Gestalt) وهي كلمة ألمانية مأخوذة من فعل stellen وتعني الشكل (shape,form).
وهذا المبدأ النفسي مهم جداً في فهمنا لعمليات التعلم المختلفة ومنها تعلم لغة ما ..والطفل الصغير عندما ينطق أول كلمة له لاينطق الأحرف حرفاً حرفاً منفصلاً أو مجزأ .. ولكنه ينطق الكلمة ككل .. مثل ماما وبابا وغيرها ..وفي أساليب التعليم الكلاسيكية القديمة يجري تعليم اللغة حرفاً حرفاً ثم كلمة من حرفين للتبسيط ثم كلمة من ثلاثة حروف وهكذا ومثلاً ..حرف ألف وحرف ب ثم با ثم بابا..ثم يتعلم الإنسان أن يبني جملة مستخدماً مكوناتها من الكلمات وبشكل تدريجي في صعوبة الجملة وتعقيدها ومضمونها مثل صيغة الإيجاب أو صيغة السؤال وغير ذلك ..
بينما تعتمد الطرق التعليمية الحديثة في تعليم اللغات على تعليم جملة كاملة وترديدها عدة مرات مع معرفة المعنى العام لها دون الحاجة إلى التأكيد على مفردات الجملة بالتفصيل وكيفية كتابتها وتهجئتها .. وهذا يساعد المتعلم على استخدام واستعمال العبارات التي تعلمها وحفظها ببساطة ويسر في الحياة اليومية والعملية ، مما يدفعه إلى تعلم مزيد من الجمل والعبارت المفيدة ..
وهذه الطريقة في تعليم اللغات تعتمد على قواعد عقلية فطرية .. وهي سريعة نسبياً وعملية وممتعة وتبعث في الشخص المتعلم مشاعر الرضا والإنجاز .. وتأتي المعلومات التفصيلية ومعرفة كل كلمة من مكونات الجملة وتفصيلاتها في مرحلة متقدمة من التعلم .
ولابد من الإشارة إلى أن مفهومات النظرية الشكلية والتكوينات الكلية والجملية في علم النفس لها تطبيقات عديدة أخرى في مجالات متنوعة مثل العلاج النفسي التكاملي أو الوجودي والذي يعتبر الإنسان كلاً متكاملاً في تركيبته الذاتية وفي سلوكه وتعامله مع الآخرين وفي سعيه لتحقيق ذاته ..حيث يجري التأكيد على الحديث عن الخبرة الشخصية والذكريات والأحداث المؤلمة والمسببة للقلق والتوتر وغيرها من الأعراض والسلوكيات المرضية ، مما يساهم في التعامل مع هذه الذكريات ومع الأحداث اليومية الحاضرة بشكل إيجابي ويفتح إمكانيات متعددة للاختيار والتكامل بدلاً عن العجز والتثبت في الماضي أو النظرة الخيالية للمستقبل .
ويجري في هذا النوع من العلاج النفسي التأكيد على موضوعات الإحباط والإشباع والتوازن الداخلي ، وتتم مواجهة الذات والبحث في الحاضر والآني مما يجعل إمكانيات تحقيق الذات متاحة ومتوفرة من خلال تحرير الفكر والقدرة على التجريد والتخيل الإيجابي والتكامل .
وتستخدم مبادئ الشكل والتكوين الكلي في أساليب الدعاية والإعلام وأساليب الإيحاء وفي الفنون التشكيلية وغيرها ..حيث تعتمد نظرية الشكل على أهمية التجاور والتشابه في إيصال المعنى الكي العام وأيضاً على مبدأ الخلفية وإبراز الموضوع الأساسي ومثلاً : عندما يظهر في الشكل رجل وطاولة ورجل آخر أقرب للطاولة من الرجل الآخر فإن المعنى العام للشكل يعطي تباعد الرجلين واختلافهما .. بينما لو ظهر الرجلان مقتربان أكثر والطاولة أكثر بعداً كان المعنى والإيحاء هو تقارب الرجلين ..
وأيضاً تعتمد نظرية الشكل على مبدأ الخلفية وإبراز الموضوع الأساسي (background and ground)في التأكيد على الموضوع المطلوب تسليط الضوء عليه وتذكره من قبل المشاهد .. ومثلاً عندما تعرض فتاة جذابة ومثيرة جنسياً منتجاً إعلانياً معيناً فإن الأثر العقلي والتذكر يحدث للمفاتن المثيرة بدلاً عن المنتج المطلوب إبرازه وتسويقه ..
وتعتمد الفنون التشكيلية والبصرية ومايعتمد عليها من علوم متنوعة مثل الهندسة المعمارية والديكور وبرامج الكومبيوتر وغيرها ...على مبادئ الشكل والتكوينات الكلية وفي كل تلك الميادين يجري التأكيد على الكل والعام دون التفصيلات لأن الدماغ يهتم بالكليات ويفهم وفقاً لمبادئ التجاور والتشابه والتصنيف وغيرها ..
وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن نظرية الشكل والتكوين الكلي التي بدأت في ألمانيا في عشرينات القرن الماضي من خلال أبحاث Max Wertheimer وغيره قد لاقت رواجاً كبيراً وجرى الاستفادة من مبادئها في تطبيقات عملية في مختلف المجالات إلى الوقت الحاضر كما أثرت في ظهور مدارس في العلاج النفسي والاستشارة النفسية .. ومن جانب آخر وجه لها انتقادات متعددة من قبل المدرسة السلوكية التي تهتم بالجزء والسلوك المحدد ، ومن مدرسة التحليل النفسي الفرويدي وغيرها .. وهي تتهم بأنها لاتقدم نظرية تفسيرية بل تقدم وصفاً للآليات عمل الدماغ والإدراك .. كما أن بعضاً من مبادئها اعتبر غامضاً وخاطئاً وأخلاقياً مثل أن الدماغ يرى الشكل الصحيح فقط ..وبعض المبادئ الأخرى قد تم تجاوزه في نظريات التكوين العقلي المعتمد على الرقمية والذكاء الصناعي وآليات الحواسب .. وغيرها .
ويبدو ببساطة أن إسهامات النظرية الشكلية مثيرة ومفيدة واساسية ويمكن الاستفادة من تطبيقاتها .. ولابد من النظرة المتوازنة لمختلف النظريات دون تعصب أو ضيق نظر .. ولابد من البحث المستمر في العلوم النفسية واستيعاب المستجدات فيه بما يخدم فهمنا للنفس البشرية وتطوير قدراتها وعلاج اضطراباتها .