بعد سنوات السفر زوجى غريب فى بيته
الممول.. وصل
تؤكد الدكتورة مني البصيلي ،الاستشاري النفسي والاجتماعي، أن معظم المشاكل الاجتماعية التي نواجهها في المجتمع ترجع لتفكك الأسر وسفر الأب لجني الأموال وترك الأم في مهب الريح لتتحمل مسئولية الأسرة بمفردها, ويتحول هو لمجرد ممول مادي لأفرادها, ولا يستطيع التواصل مع أبنائه في أفراحهم ومشاكلهم, وبعد عودته تظهر المشاكل بصورة أوضح حيث يشعر كلا الطرفين بأنه غريب عن الآخر, فمن ناحية الأب تعود علي العيشة بمفرده, ومن ناحية أخري الأولاد وضعوه في دور الممول ولن يطيقوا توجيهاته.
وتشير البصيلي إلى أن الزوجة وقعت في هذه المشكلة ولم تلعب من البداية الدور المناسب في الربط بين الطرفين, وعليها أن تحاول جاهدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عن طريق إعادة الجلسات العائلية, وأن تقنع الأب أن دخوله في حياة الأولاد لابد أن يتم تدريجيا, وأن تقنع الأولاد أن واجبهم تجاه أبيهم هو البِر وتنفيذ أوامره لافتة أنه ضحي بأجمل أيام عمره لتوفير حياة كريمة لهم, وأن العند والخناق لن يفيد أيا منهم, مع ضرورة ذكر مميزات الأبناء للأب والعكس لخلق جو المحبة بينهما.
وتوضح أن الزوجة عليها أن تعلم أنها لم تضحِ بمفردها وأنها وافقت الزوج من البداية علي السفر, وأن فكرة الطلاق لن تكون مجدية ولتعلم أن وضع الزوجة المطلقة يختلف تماما عن وضع الزوجة التي سافر زوجها, ومن الجحود بعد أن سافر الزوج لتوفير حياة كريمة لهم أن تتخلي عنه.
الوقاية خير من السفر
وتنصح أي شاب مقدم علي السفر أن يتجنب الوقوع في هذه النقطة وأن يحاول بقدر المستطاع أن يصطحب زوجته وأبناءه معه وإن لم يستطع عليه أن يتبع الخطوات التالية:
_التواصل المستمر مع أبنائه يوميا, ولا يعتبر نفسه مجرد ممول.
_الحفاظ علي مكانته في الأسرة, وجعل الأبناء يرجعون إليه في كل شيء واستئذانه دائما كأنه متواجد معهم.
_أن يشاركهم في مناسباتهم السعيدة كأعياد ميلادهم ونجاحهم .
_أن يخبروه بكل مشاكلهم وهموهم, ووسائل الاتصال الحديثة أتاحت ذلك, وسهلت إمكانية التواصل مهما بعدت المسافات.
وعن مشكلة الشك التي تعانى منها الزوجة والأولاد تضيف الدكتورة سمر عبده ،الاستشاري النفسي والاجتماعي، أنه من الظواهر الشائعة بين الناس وإن كان الكثيرون لا يفصحون عنها.
وتقسم الشك إلى ثلاث أنواع: الأول "الشك العادي المقبول وهو نوع يحتاج إليه كل شخص بدرجة بسيطة, وتؤكد أنه من المحتمل في حالتنا أنه نتيجة شعور الأب أن الأولاد رافضين وجوده في حياتهم، وأنه يترجم غضبه منهم في صورة ذلك الشك, وتنصحهم أن يشعروه بحبهم وأن يسمعوا كلامه وسيتلاشي هذا الإحساس السلبي بمرور الوقت.
التغيير مستحيل
وتضيف أن الاحتمال الثاني أن يكون الشك سمة أصيلة لدى الأب، موضحة أن الذي يتصف بهذه السمة يجد صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي مع الناس حتى أقرب الناس إليه في كثير من الحالات, وتتسم الشخصية الارتيابية (الشكاكة) بالعلامات التالية:
_الشك بدون دليل مقنع بأن الآخرين يستغلونه أو يريدون له الأذى أو يخدعونه
_ شكوك مسيطرة في ولاء أو إمكانية الثقة بالأصدقاء والزملاء
_ التردد كثيرا في إطلاع الآخرين على أسراره خوفا من أن تستغل يوما ما ضده بشكل أو بآخر _تفسير الأحداث بأنه يقصد منها شيئا أو أن وراءها نوايا خبيثة
_الحقد المستديم وعدم القدرة على الصفح والغفران
_يرى في أي شيء يحدث من حوله تعديا عليه أو إساءة له
_ شكوك متكررة في الزوجة بدون دليل واضح
وتوضح عبده أن الزوجة والأولاد في هذة الحالة لابد أن يعلموا أن تغيير شخصية الأب في هذه المرحلة السنية مستحيلة, وعليهم أن يبروا والدهم وأن تحافظ الزوجة علي بيتها مهما كانت درجة شك الأب, وأن يعتبروا ذلك تحديا لابد أن يواجهوه بالمعاملة الحسنة وحسن المعاشرة من قبل الزوجة, وإن شعر الأب بمحبة أبنائه من الممكن أن تخف حدة الشك لديه, وممكن إقناعه بالإخضاع لجلسات علاج نفسي وسلوكي, مستبعدة أن يكون الأب من النوع الثالث وهو الشك المرضي, وفيه يعاني الفرد من أوهام اضطهادية يعتقد من خلالها أن الآخرين يريدون إيذاءه، وأن هناك مكائد ومؤامرات تحاك ضده وهو نوع لا يمكن التعايش معه.
م/ن