بسم الله الرحمن الرحيم .
... يدورُالخطابُ ... يدورُالخطابُ في لحظةِ تجليّ عند إلقاءِ نظرة تاملٍ على الأوقيانوس الهاديء ، عانقت المياه اللازوردية ثم غرقت في لانهائية الأفق واستسلمت لتلك المعية المبهمة ، و ذلك الحضور الغيبي ...
يدور الحوار ... و ذلك العناق الجميل مع المطلق ، من وراء الزرقة اللازوردية ، و من خلف همهمةِ هدير الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ الحالم ، مع ذلك الإطار البديع و اللوحة المرسومة بإعجازٍ ، هناك يد الخالق المبدعة لكل ذلك ... كان الحوار ...و كان الخطاب بين ذات الرب و ذات العبد.
ـ ليس بيني و بينك بين ... و ليس بيني و بينك إلا أنت ... هذا أنا ، فإنما توليتَ فليس ثمة إلاّ وجهي ، فكل شيء لي ... فكيف تنازعني في ملكي ؟ و أنت و ما تملك لي ... و لا شريك لي...
ـ أنا كلي و كياني لك ، فمحياي و مماتي ، و نسكي و صلاتي هي كلها لك ...خذني إليك مني ، و أمنحني القرب منك ، و ارزقني الفناء عني ... و لا تجعلني محبوساً بحسي ، مفتوناً بنفسي .
و مع هذا التأمل و هذا التجلي ،ارتفع الحجاب ... و ما كان حجابي سوى نفسي .
بقلم
جريح الامس