رسائل وداع أكتبها لكل من أشرقت عليه شمس هذا اليوم
رسائل تحملها خيوط الشمس وتلقي بها في الأنحاء
عل من يقرأها ان يتعلم فن الاصغاء
ويكون شاهداً على ما جاء
ليعلم انه في يوم ما سيكتب مثل هذه الرسائل
ويحملها امانه مع نسمات الريح او اريج الزهور او قمر السماء
تلك الرسائل التي ستحكي قليلا عما يختلج نفسي او ما يعصف بها من شعور واحاسيس
رسالتي الأولى ..
ستكون لوداع الحلم الذي عانق الفكر سنوات وسنوات
وعشعش في الروح واستولى على الاماني والرغبات
حلم الطفوله وشقاوتها
حلم المراهقه ورومانسيتها
حلم الشباب والانتظار الذي عذبه
أحلام اليأس والعجز والاستسلام والرغبه القويه في تخطيها ..
ايها الحلم البعيد المنال
لم يعد بوسعي البقاء خلف اسوار الانتظار
والتمسك ببارق امل اعلم انه محال
سأمضي الى حيث تقودني خطواتي
سأمضي فلم تعد ضمن خياراتي
عذراً.. لكن سأمحوك من قاموس حياتي
سأمضي وأترككـ يا أكبر خساراتي
الوداااااااع
رسالتي الثانيه ..
ستكون لوداع المكان الذي لطالما كان شاهدا على ذلك الحال
سجني الذي ضمني بـ حنانه دوما
ولم يخونني للحظة او ضاق بي يوما
سجني الذي ابتدعته لنفسي لاقضي فيه خلوتي
حيث اكون في سجال مع افكاري
واقبع جالس في ذلك الركن انتظر انهياري
أصرخ باعلى صوتي لربما اجد منصتا
فلا اجد الا صدى الصوت الذي يضرب الجدران
ويعود الي بكل اذعان
أضم يدي حول رجليّ
أحتضن نفسي قدر الإمكان .
أشاهد تلك الجدران التي شوهتها خطوط التصدع فيها
والتي شاركتني التصدع الذي شرخ جدران حياتي
عذرا.. ولكن سأغادرك ايها المكان
سأغادرك .. لاتخلص من ذلك الصدى الذي يتردد في اركانك
سأغادرك.. لاتخلص من افكاري التي اضرب بها جدرانك
سأغادرك .. لارحمك من التصدع الذي سيهد كيانك
سأغادرك بلا عوووده
الوداااااااااااااااع
رسالتي الثالثه .
ستكون لوداع تذكاراتي العزيزة
تلك الصور التي جمعتني معهم
وتلك الورود التي جفت واهترئت بعد ان عانقتها مطولا ايديهم
وتلك الاوراق التي سطرت فيها أحلامي وأمالي وأنا في رجائهم
وتلك الرسائل التي كانت بمثابة الترياق لجرحي الذي تثخنه أدمعي التي انسكبت حزنأ عليهم ..
سأجمعها ..
وأضعها في ذلك الصندوق الذي لطالما احتضنها من قبل وسيحتضنها لـ الابد
والقي بها في غياهب البحر واعماقه ..
الى حيث لا أستطيع الوصول اليه .. لكي لا يتجدد الجرح ولا تنسكب لأجله الدموع ..
ليختفي وتختفي معه ذكرياتي ..
وتنتهي معه قصة مرت في حياتي ...
الودااااااااااع ..
رسالتي الرابعة ..
ستكون لوداع من سأبكيه شوقا
ستكون لتلك الشمس الغاربه
لتلك اللحظات التي لن تعود يوما
لتلك الثواني التي تركض هاربه
لتلك الدقائق التي تلجمها الذكريات دوما
لتلك الساعات من العمر التي تمر سريعا
وهي تحمل معها ذكرى شاحبه
لعاااام مر بهدوووء صاخب
لعاااام اقسى من بحر هائج
وارق من نسمة ربيعيه
عام تأرجحت فيه مابين ماهو خاطيء وماهو صائب
فكنت كـ عصفور يحوووم حول نارتتأجج
وحووول نور يسطع من بعيد
فـ تارة يتجه ناحية النار التي بـ صخبها ترعبه
وتارة يتجه ناحية النور الذي بـ هدوءه يجذبه
فـ تارة يتمنى ان يتذوق جحيم تلك النار
وتارة يتمنى ان ينعم بـ نعيم النور
لكنه يعلم يقينا
ان النار لا ينتج عنها الا الويل و الثبور
والنور لا يسطع الا بنووور
لذلك فـ هو يختار النور حتى لو كان بعيد
ويمضي في طريقه الجديد
مع قلب جديد
وأمل جديد ..
الوداااااااااااااااااااااااع ..
فـ مرحبا يا شمس البدايه
أشرقي علي بنورك الآخاذ
وعانقي ارضي
وأنبتي عليها زهري و وردي
ها أنا أمد يدي لكـ
فـ أغمريني بـ أشعتكـ
وجودي علي بـ دفئكـ
وألبسيني ثوب النور منكـ
وأسكني حناياي المشتاقة لـأن يضيءفيها وهجكــ ..
تحياااااتي
جريح الامس