تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الطائف أمس الأحد في وقف حركة السير تماماً عند كوبري المُنشأ بمفرق بني سعد على طريق الجنوب الذي تكدست فيه السيارات محدثة اختناقاً مرورياً, مما دفع قائدي المركبات إلى مغادرتها بسبب غزارة الأمطار وقوة السيول.
وقام أحد رجال الأعمال بالطائف, بإحضار معدات وآليات رافعة للمساعدة في إنقاذ أرواح المحاصرين في سياراتهم من أسر وعائلات.
ورصدت "سبق" عشرات السيارات التي احتجزتها مياه السيول والأمطار عند مفرق "بني سعد " على الطريق الجنوبي من الطائف, قبل موعد الإفطار بساعتين, حيث توقفت السيارات في المنطقة تماماً, وانهالت البلاغات على غرفة عمليات المرور, لفك الاختناق.
وباشرت دوريات المرور عملها في المنطقة, ولكن شدة الأمطار وغزارتها وقوة السيول حالت دون تنظيم الحركة, فضلاً عن مكوث السائقين في سياراتهم حفاظاً على أرواحهم.
وفي هذا الوقت قبيل دقائق من الإفطار شوهدت آليات وشيولات خاصة برجل الأعمال عيد بن حمدي السواط وابنه بندر "وهما يسكنان بمنطقة السر, تتحرك في تجاه السيارات المحتجزة التي تحاصرها المياه, وساهما وبقوة في فك الاختناق, عندما تم توزيع المعدات من شيولات وسيارات رافعة في المنطقة التي تتواجد فيها السيارات المحتجزة, وتم فتح طريق جانبي محاذٍ للكوبري من ناحية أخرى بعيداً عن السيول, وتحركت السيارات المحتجزة نحو الطريق الجديد بعيداً عن السيول, مما سهل وصول أصحابها للطائف بعد أن استقلوا الطريق العائد الرئيسي دون حدوث أي إصابات.
وشوهدت سيارة من نوع "وانيت" يقودها أحد كبار السن في مجرى السيل وقد انقلبت على أحد جانبيها, وتم إخراج المسن منها سالماً, فيما ظلت سيارته حتى تدخل ابن رجل الأعمال (بندر) وتمكن من سحبها وإخراجها في ساعة متأخرة من الليل, وتسليمها.
وأشاد المواطنون والمقيمون الذين احتجزتهم السيول ومياه الأمطار بدور رجل الأعمال وابنه. ودعوا الله عز وجل أن يأجرهما على هذا العمل. وفتح طريق لهم ليخرجوا من هذا الوضع الصعب, وقالوا: إن هذا الدور الشجاع والموقف البطولي الذي هدفا من خلاله لإنقاذ أرواح الناس غير مستغرب على أبناء هذا البلد المعطاء.