هومير - Homeros - خليجي حسب الفيلسوف السوري لوقيان
________________________________________
يقول لوقيان أن هومير – Homeros – بابلي وإسمه الأصلي : تجران – ولا علاقة له باليونان . لقد تكلم الكثير من أهل الإختصاص الغربيين عن وجه الشبه بين أشعار هومير وملحمة جلجامش ( ومازالوا يتكلمون عن هذا إلى يومنا هذا ) , ويقولون أن هومير نقل حتى الأوزان لأبياته من الملحمة ( سبق لي أن كتبا منذ سنوات حول العلاقة بين جلجامش وهومير وفرجيليوس ودنتي ), سأرجع لهذا الموضوع ولمعنى كلمة تجران مستقبلا ( إحتمال سنجد ردا عن معنى الإسم عند أهل الصابئة ) .
ويتكلم لوقيان بهذا الجزء عن الحب الأفلاطوني وجنتهم, ويفضح كعادته أنبياء الهراطقة
أريد أن أروي لكم الآن عن كل الرجال العظماء الذين شاهدتهم , أولا , كل نصف الآلهات والأبطال الذين رفعوا السلاح في حرب طراودة , باستثناء أجاكس دي لوكر : يدعون أنه الوحيد الذي عوقب بالإقامة مع الملحدين لأنه إغتصب كسـّندرا إبنة ملك طراودة رغم لجوئها إلى معبد أثينا . ثم , من الهمج , الإثنان قوروش , السكتي أنرشسيس , تراس زملكسيس , الإيطالي نوما , اللاسيدوموني ليكورغ , الأثينيون فوسيون , تلوس , الحكماء السبعة , ما عدا بيريندر . رأيت سقراط , ابن سفرونيسك , يثرثر مع نستور وبالاماد : كان حوله هياسينت دي لاسيديمون , نرسيس دي ثسبيس , هيلاس والكثير من الصبيان الجميلين . يبدو لي أنه يعشق هياسينت , على الأقل هناك الكثير من الدلائل ضده . كما يقال أن ردمنث غير راض عن ذلك , وهدده عدة مرات بطرده من الجزيرة ان لا ينهي ثرثرته وتهكمه خلال الحفلة . أفلاطون فقط غير حاضر نهائيا . يقولون , يسكن بمدينته الخيالية , يستخدم جمهوريته والقوانين التي حررها .
بالنسبة إلى عريستيب وإيبيكور منحوهم درجة الشرف الأولى , لما لهم من ليونة , رشاقة , ومرحهم كضيوف جيدين . هنا كذلك يتواجد إيسوب الفرغي : إنه مستخدم كمهرج للآخرين . ديوجين دي سينوب , تغير مزاجه كثير جدا , وتزوج بالعاهرة لاييس , وغالبا , هائجا من إسرافه في الشراب , يقف ليرقص ويقوم بكل الأعمال الجنونية التي يوحي بها الخمر .
لا نرى أي واحد من الرواقيين . يقولون أنهم يقومون بالتسلق إلى القمة الوعرة للفضيلة . سمعنا أن شريسيب لا يحصل على رخصة لدخول الجزيرة إلا عندما يشرب حصته الرابعة من ماء الخربق. ويقولون أن الأكاديميين لهم نية القدوم , لكنهم مازالوا يتجنبون ذلك ويعتبرون : لا يمتلكون إدراكا بأن هذه الجزيرة حقيقة قائمة , وعلاوة على ذلك , يخشى هؤلاء , أعتقد , القاضي كذب عن ردمنث , هم الذين يرفضون أي نوع كان من المحاكم . يؤكدون بأن العديد منهم استعدوا للقفز لمتابعة القادمين إلى هنا , لكن بطؤهم يمنعهم من الوصول , أو , عدم الإدراك , بقوا في منتصف الطريق ورجعوا على خطاهم .
هكذا كانوا المشهورين جدا من الحاضرين . أعظم التشريفات مُنحت إلى أشلّي بطل حرب طراودة ثم إلى ملك أثيانا تهيسي . والآن سنرى طريقة تفكيرهم بخصوص التجارة وملذات الحب . يتحببان أمام الناظرين , أعين الجميع , رجالا أو نساء , ولا يران في ذلك أي شر . سقراط الوحيد حلف باليمين بأنه ليس له دافع خفي نجس عندما يفتش عن الصبيان , غالبا الصبي المعروف بجماله هوياسينت والذي بعد موته تحول إلى زهرة ونرسيس الجميل الذي عندما رأى صورته في الماء عشقها يعترفان بالحدث , لكن سقراط ينكر ذلك دائما . كل النساء للجميع , ولا أحد يغار من جاره : وهم في ذلك أفلاطونيون كاملون , الأولاد الصغار يلبون كل الطلبات ولا يرفضون أبدا .
يومان أو ثلاثة ماكادوا يمرون , و , ألتقي بالشاعر هومير , وكلانا كان له وقت فراغ , سألته , في عدة أمور , وبأنه مازال عندنا محل نقاش . أجابني , يعرف جيدا ان البعض يعتقد أنه من شيوس باليونان ( قريبا من تركيا ) , والآخرون من سميرني ( إزمير بتركيا ) , وعدد كبير من كولوفون ( آسيا الصغرى تركيا ) , غير أنه كان بابلي , وعند أبناء وطنه , لم يكن إسمه هومير بل تجرانTigrane , أرسلوه رهينة عند اليونانيين , غيـّر نتيجة لذلك إسمه .
رتبت له بعض الأسئلة حول الأبيات المحذوفة من أشعاره, إذا كان حقا قد كتبهم . أجابني أن الجميع له . لم أتمكن عنئذ من منع نفسي من إلقاء اللوم على النحويين زينودوت وأريستارك على ألاعيبهم العفنة . بعد أن أقنع فضولي حول هذه النقطة , سألته لماذا بدأ قصيدته ب : م نين , غضب , كان رده : هذا ما أتاه إلى ذهنه , دون أن يتأمل في ذلك . كما أردت كذلك بشدة معرفة إذا كان قد ألف أوديسس قبل الألياذة , مثلما يدعيه الكثيرون . فقال لا . أما لمعرفة لو كان أعمى , كما يؤكدونه , لست في حاجة أن أتحرى , كانت عيناه مفتوحتان بكمال . وأنا يمكن لي أن أقتنع عن طريق نفسي . في الكثير من الأحيان, فعلا , أمشي لأتحدث معه , عندما أراه غير مشغول .
أقترب منه لمخاطبته , وجهت له سؤالا , إهتم بالرد , بالخصوص منذ الدعوى التي ربحها ضد ثرسيت . هذا الأخير إتهمه بإهانته , لأنه سخر منه بأشعاره , لكن هومير تمت تبرئته , ودافع عنه أوليس .
مــنـــقــــــــــــــــول