حزينٌة أنا ....
حزينة ...
بعضي يأكل بعضي ...
الرمل ينهمر من جسدي ....
العمر كالزئبق اللعين يهرب من بين أصابعي المنهكة ...
وخطوط الأسى تملأ وجهي المتواري خلف وجهي ...
حزينٌة .... أكتب على بردي زمني العتيق مناجاتي ....
وأمحو من على صدر أيامي مأساتي ...
فلا قلمي يسعفني ولا ممحاتي ...
حزينة .... أغفو في حنايا خصلة ...
ألوي على بقايا ريحك المتواري فيها ...
وأبكي ...
أبكي خلف حقبات الزمن التي مرت دون أن تمنحنا ولو فرصةً واحدة ...
وخلف المسافات التي ما فتئت تباعدنا ...
أبكي فوق رمادي المتناثر هنا وهناك ...
وتحت أغطيتي المصطنعة ...
أبكي خلف مقلتي وأمامها ...
متعبة أنا ....
متعبة أجلس على رصيف عمري ...
أراقب عشاقكَ يازمن ...
بقلبٍ صدئٍ ...
وعينٍ مكحلةٍ بعتابها القديم ....
وأكتب وصيتي ....
أرسم الخريف والمطر والريح على وجهكَ الباهت ...
وأتخيلها ...
علّها تكون آخر ماترى عيناي ...
أتخيلها حبيبي ...
...............................
حبيبي ... لِم تحولنا إلى مجرد حكاية ...؟
تقاسمنا الصمت والبكاء ..
الضجر والحنين ...
الليل وكل أبراج السماء ...
تقاسمنا حتى الهواء ..
..
لِم تحولت كؤوسنا التي شربنا منها الحياة إلى سكاكين قتلت فينا الحياة ... لِم ؟
آهٍ لو يشرّح أحدهم آهي ...
ويحمل عني وعنها بعض جمرها ...
الذي يصهر وجودي ويكوي ملامحي ...
ملامحي التي رضخت لوجعها كسائر أعضاء جسدي ...
.......................
زهرة الليل