إن تحديد موقع سوق عكاظ قد تم بشكل نهائي، من قبل لجنة رسمية عليا وكانت جريدة )الجزيرة( هي السباقة إلى نقل هذا الخبر بعددها 8726 وتاريخ 5 ربيع الآخر عام 1417ه . وعددها 8819 وتاريخ 9رجب1417ه وقبل عدة أيام فوجئنا بحديث منشور في مجلة أسبوعية جاء فيه كلام علي لسان مناحي القثامي يقول فيه:)بأن سمو الأمير/فيصل بن فهد يرحمه الله قرر إنشاء الأندية الأدبية من أجل سوق عكاظ( . وكنت أتمنى لو أوضح مناحي للقراء هذه المعلومة التي تدعو إلى العجب. إذ كيف أنشئت الأندية الأدبية من أجل سوق عكاظ؟ ثم يقول مناحي:)إن سمو الأمير فيصل قد أقام المعسكر الدائم للشباب العربي في موقع سوق عكاظ( ويضيف قائلاً :)ولكن عكاظ ربما ضاع الآن لأنه تم الاستيلاء على مكانه(..! فكيف إذا أقيم المعسكر في موقع سوق عكاظ؟ ثم يقول: : )إن أملاك قبيلته تبعد عن موقع سوق عكاظ بمسافات( وهو الذي اتهم من أجلها. فلماذا إذن لا يكف عن الدعاوى الكيدية ويريح نفسه من نضاله عن الموقع الذي يجول في خاطره ولا يرغب عنه بديلاً. حيث يقول : )وليس أنا من قام بتثبيت هذا الموقع الذي أناضل من أجله(.
مغالطات بالجملة...!
أنا هنا لا أقصد كشف مغالطات مناحي فحسب، وإنما أحب أن أشير أن موقع سوق عكاظ قد تقرر وحدد بحدود أربعة وأصبح موضوعه منتهياً ولا يحتاج إلى مناضلة مناحي كما ذكر فقد صدر أمر سمو سيدي وزير الداخلية أيده الله برقم 90665 بتاريخ 28/11/1416ه . البرقي بتشكيل لجنة عليا من وزارات الداخلية والعدل والمعارف والزراعة والمياه والشئون البلدية والقروية، لتحديد سوق عكاظ والاستئناس برأي الأستاذ الأديب المؤرخ عبدالله بن خميس، ودرست اللجنة الكتب المؤلفة عن سوق عكاظ قديماً وحديثاً وكذلك الخرائط المعدة لتحديد موقع السوق، وتابعت اللجنة ما نشر عن سوق عكاظ في الجرائد المحلية والخارجية، وكان معالي محافظ الطائف الأستاذ/ فهد بن عبدالعزيز بن معمر قد وقف بنفسه مع الأدباء والباحثين والمختصين والمؤلفين وأهل الخبرة عن سوق عكاظ ، وكان فيهم سعادة الأستاذ/ الشيخ عبدالله بن خميس والأستاذ/عبدالله الشائع والأستاذ/ عبدالعزيز الشائع والأستاذ/محمد المفرجي والأستاذ/حمّاد بن حامد السالمي والأستاذ/محمد الشريف والأستاذ/سعد العدواني وبعض أهل الخبرة.
تحديد نهائي..
وذكر معاليه أن الآراء توافقت مع الشيخ ابن خميس في تعيين موقع سوق عكاظ ثم صحب معاليه اللجنة العليا هذه مع بعض الباحثين الموجودين وقتها وقامت اللجنة مع معاليه بجولات في الموقع بجميع مسمياته وآثاره وشواهده واتفقوا على تحديده وعمل كروكي للموقع. ووضعت اللجنة معالم على حدوده من جهاته الأربع، كما وضعت شوارع بعرض )100( متر تحيط بالموقع من جميع جهاته. وأصبح موقع السوق معلوماً للجميع، ومسلماً بصفة رسمية إلى وزارة المعارف )وكالة الوزارة للآثار وفرعها بالطائف( ..إذن لا داعي لمناضلة /مناحي القثامي عن موقع سوق عكاظ ، الذي أقرته الجهات العليا، وأيدته الأوامر السامية الكريمة، بحسم الخلاف السابق، وإغلاق ملف هذه القضية، وهي الرغبة الأكيدة للجهات العليا بعد توافق ا لآراء على الموقع وحدوده.
مناضل شهير..
وكان الأجدر بمناحي القثامي، )المناضل الشهير( .. أن يوجه نضاله في اتجاه تطوير الموقع وتأهيله ، بحيث يجد المصطافون فيه ضالتهم ،ويسرحون ويمرحون في ذكريات الماضي لهذه السوق العربية العريقة، ومطالبته بإقامة بعض الحدائق والمظلات والمنتزهات وميادين السباق والفروسية والألعاب المحببة إلى النفوس، وإقامة بعض ما كان يجلب للسوق من بيوت الأدم، وبيوت الشعر، وإقامة المنتديات ، وإعادة المحاوارات في الأدب والشعر، وتشكيل اللجان الخاصة بهذه الأغراض على غرار ما قام ويقوم بالجنادرية ، ليقضي المصطافون وزوار الطائف، إجازاتهم السنوية الصيفية في أجواء تاريخية ماتعة، سواء القادم منهم من داخل المملكة أو من خارجها ، كدول الخليج والدول العربية وغيرهم لتعيد هذه الجماعات الذكريات التاريخية عن سوق عكاظ وما كان يدور فيه من أدب وشعر ومحاورات وبيع وشراء.
مشرفة ليست من عكاظ
ولتكون سوق عكاظ عالمية كما يتصورها الجميع، أما ما يدور بخلد مناحي، من أن قصر مشرفة هو عكاظ فيكفي ما كتبه الدكتور /ناصر بن علي الحارثي أستاذ الحضارة بجامعة أم القرى بجريدة عكاظ بتاريخ 7 جمادي الأولى من عام 1419ه بأن ما ذكره الأستاذ/ عبدالله الشائع عن الرأي الذي أدلى به الأستاذ/ محمد بن سلطان العتيبي في جريدة الرياض قبل أسابيع في مقالة له بعنوان )قصر مشرفة ضلل الباحثين وقادهم إلى الخطأ( ويقول الدكتور: ناصر الحارثي )والذي أحب أن أوضحه للأستاذ الشايع: أن الأستاذ الدكتور ناصر بن سعد الرشيد سبق الأستاذ محمد بن سلطان العتيبي وغيره من الباحثين في الوصول إلى هذا الرأي. كما أنني سبقت الأستاذ العتيبي في الإدلاء بهذا الرأي، وكان ولا يزال رأيي في قصر مشرفة، أنه من بناء الفترة العثمانية المتأخرة، وقد ذكرت هذه الكلام قبل بضع سنوات في محاضرة ألقيتها بنادي الطائف الأدبي، انتهى كلام الدكتور ناصر ، ولكن مناحي وهو العضو في النادي الأدبي، أغمض عينيه وسد أذنيه وأراد أن يأتي بما لم يأت به الأوائل أو أنه يؤمن بالمقولة «خالف تعرف» وإلا أين هو عندما جرى الاتفاق عليه من قبل الباحثين، وأقرته اللجان العليا، ووافق عليه معالي محافظ الطائف بعد البحث والجهد والمعاناة وأيد ذلك كله سمو سيدي وزير الداخلية والتزمت بذلك جميع الوزارات والجهات الحكومية، وباركته المؤسسات التعليمية والصحفية ودور النشر في الداخل والخارج..؟!
ولماذا بعد كل هذا يناضل مناحي القثامي لتغيير موقع سوق عكاظ كما يحلو له وحده؟ إن قصر مشرفة بني في عهد الشريف الحسن بن أبي نمى الثاني ما بين عام 900ه وعام 970ه وهو أقرب إلى رأي الدكتور/ناصر الحارثي كما جاء في بعض الوثائق ، ورواه الشريف محمد الملقب بالنجدي في بعض كتبه.
منقول