بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد ابن عبدالله
وبعد...........
عندما شاع وسط الغوغاء والحربُ الدائر رحاها بين المسلمين والكفار في غزوة أُحُد عند جبل أحُد أن محمداً قد مـــات , وعَلِم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فلم يجبن ولم يتوارى بل تقدّم بكل شجاعة حتى لا تفتر عزيمة المقاتلين من المسلمين وصار يقاتل وهو يردد بأعلى صوتهِ :
"أنا النبيّ لا كذِب أنا ابن عبدالمطلب "وكان في ذلك خطر عليه {ص} فهو المطلوب الأول والهدف الأكبر للكفار والمشركين , إلا أن شجاعته أبت إلا أن يقوم بذلك ,
فقد كان رسولنا الكريم شجاعاً مقداماً وهو قدوتنا....!
وبعد...........
قال سقراط لتلاميذه اللذين أتوا لإنقاذهِ من حكم الموت الذي صدر بحقه وطلبوا منه أن يهرب وقد مهدّوا له السبيل لذلك , قال لهم :
وكيف أستطيع بعد ذلك أن أحدثكم عن الشجاعة !!
{ ويقصد بعد الهرب }
ورفض أن يهرب معهم وواجه مصيره المحتوم وتجرع السُـمّ وحقق رغبة أعدائه المتخوفين منه ومن شجاعته وصدقه وأفكاره الحرة الباحثة عن الحقيقة ..!
وقال عمر بن الخطاب {رضي الله عنه } بعد أن دخل الإسلام وحان موعد هجرته خلف من هاجر سِراً الى المدينة المنوّرة
من المسلمين ,و بعد أن وقف أمام الكعبة وسط جمع من كبار قريش وقادتها اللذين علموا بالخبر قال مقولته الشهيرة :
"من أراد منكم أن تثكلَه أمه أو أن يُرّمِلَ زوجتَه فليلحق بي خلف هذا الوادي " ( إنه الفاروق مُلهم الأمة ,, أشجع الشجعان)
وقال خالد بن الوليد وهو على فراش موته : " شهِدتُ مئة زحفٍ أو نحوها وليس في بدني موضع شبرٍ إلا وبه ضربة أو طعنة أو رمية وها أنا أموتُ على فراشي كالجمل الأجرب , فلا قرّت أعين الجبناء " نعم ..لا نامت أعينُ الجبناء
فكم خاض من معارك وكم تقدم الجيوش وكم صال وجال بقلبِ أسد وتلقى الطعنات من هنا وهناك ولكنه لم يمُت شهيداً
{ وعلى هذا يتحسّر مثله }....*
فكيف بالجبناء اللذين يخشون الموت فيموتون ألف مرة قبل أن يموتوا بالفعل ..!
ونجد أنها كثيرة قصص الشجاعة التي خلّدت أصحابها سواء كانت شجاعة عمل أو قول ( فالرأي قبل شجاعة الشجعانِ ).. فكلمة حقٍ أمام سلطان جائر هي منتهى الشجاعة حتى أن ديننا الحنيف كرمها وحثّ عليها ومنح قائلها الشـــهادة إذا ما مات بسببها , والمؤمن القوي أحبُ الى الله من المؤمن الضعيف , وأعتقد أن القوة هنا مصدرها الشجاعة ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه أمامنا ..
هل الشجاعة موروث جيني يُولد الإنسان به , أم أنها صفة مُكتسبة نستطيع أن نُربيها في أولادنا ونربيهم عليها حالها حال الصدق والأمانة فإن كانت الأولى سلّمنا وإن كانت الثانية كافحنا حتى تُصبح الشجاعة مــادة تُدرس في المدارس لأطفالنا كي نُعدّ جيلاً من الشجعان الأقوياء يستطيع أن يُعيد لأمتنا مجدها وإنتصارها وكرامتها ..!!
تُرى كم يلزمنا من الوقت
إذا ما أفترضنا أنها كذلك ....!!
وتُرى هل يسمح ويوافق أولوا الأمر فينا على فتح باب تعليم وتنمية الشجاعة لدى الأجيال القادمة ...!!!
كان ذلك حلمٌ الشجاعة الذي راودني وأردتُ أن أطرحهُ عليكم
حفظكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته