نعت الحسين (عليه السلام) قبل أن تنعى أبناءها الأربعة...
· إسمها : فاطمة.
· كنيتها: أم البنين.
· أسم أبيها: حُزام، وقيل حرام، وقيل خَلّة..
· أسم أمّها: ثُمامة، وقيل : ليلى.
· نسبها من أبيها: حُزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عمر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن..
· نسبها من أمها: ثُمامة (بنت السهيل بن عامر) بن مالك (وهو ابن أبي برة عامر ملاعب الأسنة). بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطفيل (فارس قرزل بن مالك الأخرم رئيس هوازن- بن جعفر بن كلاب) وأمها كبشة بنت عروة الرجّال بن عتبة بن جعفر بن كلاب (وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية- فارس الهوازن- بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار،وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة ، وأمها بنت ذي الرأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزازة، وأمها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الربت بن غطفان)...
· ولادتها: لم يذكر المؤرخون سنة ولادتها، إلا إنهم ذكروا ولادة ابنها الأكبر العباس سنة ست وعشرين من الهجرة، وقد قُدر ولادتها على وجه التقريب بعد الهجرة بخمس سنين...
وقد روي أن أمير المؤمنين علي ً (عليه السلام) قال لأخيه- وكان نساباً عالماً بأنساب العرب وأخبارهم- : انظر الى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها، فتلد لي غلاماً فارساً، فقال له: تزوّج أم البنين الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من أبائها...
وروي أنه بعد وفاة فاطمة (عليها السلام) تزوّج بأم البنين بنت حزام، والثابت عندنا بأن أُمامة عندما كبُرت تزوّجها علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد موت فاطمة (عليها السلام) ، وكانت قد أوصت علياً (عليه السلام) أن يتزوّجها معلّلة بأن تكون لولدها مثلها...
وكأنّي عندما خطب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أم البنين قالوا لها:
أترغبين أن يكون علي زوجك؟سكتت والفرح يغمرها،والقلب يحاورها ولم لا وإنّ في عينيه كمال الحياء، وفي قبضة يديه قوة الإسلام، وفي خطى قدميه الاستقامة والعدل، وفي قلبه نور الهداية المحمدية؟ وكما أن أسمي كأسم البتول (عليها السلام)...
فقالت: والله لأكوننّ للحسن والحسين كالأم الرؤوم، فحملت معها كل بذرة خير من حب وحنين ومساواة عند دخولها بيت العصمة...
* أولادها: العباس وجعفر وعبد الله وعثمان ...
أم البنين وشهادة زوجها (عليه السلام)
كل ليالي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عبادة وتهجّد ودعاء، ولكن ليلة التاسع عشر من شهر رمضان لها خصوصية في نفسه، وهو يتطلع الى أفق السماء قائلاً :( والله، ما كذبت ولا كُذّبتُ، وإنها الليلة التي وعدتُ بها).. وكأني بأم البنين تقول: ما بك يا أمير المؤمنين؟ أهي ليلة القدر؟ فيقول: أوصيك بالعباس أن لا ينسى أخاه الحسين يوم لا معين له..
فلما طلع الفجر خرج وهو يقول:-
أشدد حيازيمك للموت فإن المــــــوت لاقيكَ
ولا تجزع مـن الموت إذا حـــــلّ بواديــــك
عندها أحسّت بأنها ليلة الوداع، فاعتصر قلبها ألماً واغرورقت عيناها أسى، وأجهشت بالبكاء، وهي لا تدري ماذا تفعل؟
وعندما وصل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مسجد الكوفة صلى صلاته الخاشعة، فكانت ضربة ابن ملجم بسيف مسموم على أمّ رأسه، فقال علي (عليه السلام) :(فُزتُ وربّ الكعبة) ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت سمعه كل مستيقظ : تهدّمت والله أركان الهدى.. قُتل علي المرتضى...
وكأني بأم البنين صارخة: يا وارث النبيين، ويا خير الوصيين، ويا يعسوب الدين، ويا أفضل الساجدين، ويا مولى الموحدين..
لقد ترك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أربع حرائر: امامة بنت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليلى التيمية، وام البنين الكلابية، وأسماء بنت عُميس...
* أم البنين وحديث أم سَلَمة:
حينما استشهد الحسين(عليه السلام)مُلأت أرض الطف عطراً ومسكا،وبقى الحسين (عليه السلام) فكراً وجسداً، مصروعاً تقطّعه السيوف وهي باكية وتمزقه سنان الرماح وهي مرتجفة، صرخت أم سلمة زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة لما رأت التربة في القارورة قد صار دماً عبيطاً..( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ام سلمة هذه تربة أتاني بها جبرئيل (عليه السلام) من أرض كربلاء فصيّريها عندك في قارورة فإذا رأيتها قد صارت دماً عبيطاً فأعلمي أن ولدي الحسين قد قتل، فلما سار الحسين (عليه السلام) الى العراق صارت أم سلمة تنتظر القارورة، فوجدتها قد صارت دماً)..
:واحسيناه، فتجيبها أم البنين بحرقة وأنين: يا ريحانة قلب البتول ويا قرة عين الرسول، يتبعهن نسوة بني هاشم بالصراخ والعويل فترتج المدينة بالبكاء، وكانت أول صرخة يدمع معها الفؤاد من بعد زينب (عليها السلام)...
* أم البنين والناعي :
ولما انفصل السبايا من كربلاء طالبين المدينة، قال بشر: فلما قربنا منها أنزل علي بن الحسين (عليه السلام) فحطّ رحله، وضرب فسطاطه، وأنزل نساءه، وقال: يا بشر، رحم الله أباك، لقد كان شاعراً فهل تقدر على شيء منه؟ فقال: بلى يابن رسول الله، إني شاعر، فقال (عليه السلام) : ادخل المدينة وأنع أبا عبد الله (عليه السلام)، قال بشر : فركبت فرسي وركضت حتى دخلتُ المدينة، فلما بلغت مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفعت صوتي بالبكاء، وأنشأت أقول:-
يا أهل يثرب لا مُقام لكم بها قُتل الحسين فأدمُعي مـدرارُ
الجسم منه بكربلاء مضرّجٌ والرأس منه على القناة يُدارُ
فما بقيت في المدينة مخدّرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهنّ، مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهنّ يدعين بالويل والثبور، فلم أر باكياً وباكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه..
فقالت أم البنين (عليها السلام) : أيها الناعي، أخبرني عن أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فلما نعى اليها الأربعة قالت: قد قطّعت نياط قلبي، أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أخبرني عن الحسين..
فقال لها: عظّم الله لكِ الأجر بمصاب مولانا الحسين (عليه السلام).... وهذا مما يستفاد قوة ايمانها وتشيعها فإن علاقتها بالحسين (عليه السلام) ليس إلا لإمامته (عليه السلام) وتهوينها على نفسها موت مثل هؤلاء الأشبال الأربعة إن سلم الحسين (عليه السلام) يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة..
* وفاتها ومدفنها (عليها السلام):
توفيت فاطمة (أم البنين الكلابية) بعد مقتل الحسين (عليه السلام) ودفنت بالبقيع في الثالث عشر من جمادي الثاني سنة 64هـ ...(أم البنين مناهل للثكالى والمفجوعين/ محمد رضا عبد الأمير الأنصاري/ ص8- ص21)...
أمير قبائل الاوس والخزرج الأزديه في العراق والوطن العربي
الباحث والمستشار والمحقق في شؤون العشائر العراقية والعربية