السكريات في الفواكه المنتجة تجارياً تتضاعف 22مرة مقارنة بمثيلاتها التي تنمو في البريّة ..
السكر الأبيض والدقيق المكرر يتسببان في ارتفاع حامضية الدم
[BiMg]http://www.alriyadh.com/2008/01/01/img/100100100.jpg[/BiMg]
شريفة محمد العبودي
تقوم البروتينات عند تفككها في الجسم بتكوين وسط حامضي لأنها تنتج أحماضاً كبريتية وفسفورية تتراكم وتسبب زيادة حموضة خلايا الجسم بما فيها الدم إن لم يحتو الجسم على معادن قلوية كافية لمعادلة تلك الحموضة. ومع الوقت وبازدياد معدل الحامضية في خلايا الجسم تظهر الكثير من الأعراض المرضية المزعجة التي من أقلها خطورة التهاب المفاصل وتسوس الأسنان. وكان من المعتقد سابقاً أن الأطعمة الوحيدة القاعدية هي الخضراوات والفواكه لغناها بالمعادن التي تحارب تراكم الحامضية، ولكن الخضراوات والفواكه فقيرة بالبروتينات. أما الحبوب فهي تقريباً في وسط ميزان الحامضية والقلوية وتميل إلى الحامضية. أما المنتجات الحيوانية فهي أكثر الأطعمة حامضية. كما أن الأطعمة المكررة، أي التي إزيلت معادنها مثل السكر الأبيض والدقيق المكرر فهي أيضاً حامضية.
وللوصول إلى توازن الجسم يجب أن يكون وسط الدم متعادلاً بين الحامضية والقلوية. وأول خط دفاع خارجي لمحاربة زيادة حامضية الخلايا هو الصوديوم العضوي الذي يمكن الحصول عليه من الخضراوات. وثاني خط دفاع هو البوتاسيوم الذي يتوفر بكثرة في الفواكه والخضراوات والحبوب والبذور والمنتجات الحيوانية. والخط الثالث هو الكالسيوم الذي يتوفر في الخضراوات الخضراء ومنتجات الألبان (غير المبسترة) وشوربة غلي العظام. والخط الرابع والأخير هو البروتينات بأنواعها. ومن المتعارف عليه أن علاج زيادة حامضية الدم يتم بالتركيز على تناول الخضراوات والفواكه والتقليل من تناول البروتينات مثل المكسرات والبذور والبقول ومنتجات الألبان والبيض واللحوم والأسماك. وأول المشكلات التي تواجه هذا الأسلوب هو زيادة السكريات في الفواكه حيث يذكر برايان كلمينت من معهد أبوقراط Hippocrates Institute أن الفواكه التي نتناولها أي التي تنتج تجارياً تزيد السكريات فيها على 22ضعفاً مقارنة بمثيلاتها التي تنمو في البريّة بسبب عمليات التلقيح المتكررة لزيادة نسبة السكريات فيها. وتسبب نسبة السكريات العالية هذه فقدان المعادن القلوية من الجسم عن طريق البول. وبدلاً من أن تعتبر الفواكه أطعمة صحيّة أصبح الذين يفضلون تناولها يصابون بنخر الأسنان وبعدم استقرار مستويات السكر في دمائهم بسبب نقص المعادن لديهم. والمشكلة الثانية لمن يعتمدون على الخضراوات والفواكه فقط هي نقص البروتينات لديهم والذي يؤدي إلى الهزال (نقص العضلات) وإلى الخمول واشتهاء الأطعمة الحلوة. والمشكلة أن بإمكان الإنسان أن يحصل على كفايته من المعادن من الأطعمة أو من المكملات الغذائية وتظل خلايا دمه تعاني من زيادة الحامضية. وهذا لأن تناول هذه المعادن عن طريق الجهاز الهضمي لا يعني امتصاصها واستفادة الجسم منها. فالاستفادة من الكالسيوم والمغنيزيوم تتطلب وجود الفيتامينات التي تذوب في الدهون كفيتامينات أ، د، ك الخ. وعلى عكس ما هو سائد الآن عن الأطعمة الحامضية والقلوية اكتشف ويستون برايس Weston Price في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي أن إحدى طرق توفير المعادن الضرورية في الجسم هو تناول كميات كبيرة من البروتينات كالأسماك الغنية بالدهون التي تعتبر أغنى مصدر بفيتامينات د المركبة، وتناول الأعضاء الداخلية للحيوانات مثل القلب والكلى والكبدة التي تعتبر أغنى مصدر لفيتامينات أ المركبة. وتناول ألبان وزبدة طازجة (غير معالجة بالحرارة) من حيوانات تتغذى على أعشاب، وتناول زيت السمك وخبز من حبوب طازجة. وقد وجد ان هذا النظام الغذائي يساعد في غضون أسابيع قليلة على التخلص من كثير من المشاكل الصحيّة من بينها نخر أو تسوس الأسنان، والتي أسبابها نقص المعادن في الجسم. ومن المنظور السائد اليوم، فإن هذا النظام الغذائي عالي الحموضة ويسبب الأمراض ولا يعالجها! ومناصرو المنظور السائد يتجاهلون أن تسوس الأسنان ينتشر بين النباتيين بشكل كبير على الرغم من تناولهم أطعمة قلوية، والسبب نقص الكالسيوم الذي يعتبر أحد المعادن التي تعزل الحموض وتلقيها خارج الجسم. ويذكر ويستون برايس أنه استمد نظامه من مراقبة المجتمعات المسماة بدائية والتي تمتع بمستويات عالية من الصحة، فتلك المجتمعات تتناول مقادير من المحفزات التي تذوب بالدهون تفوق عشر مرات ما تتناوله المجتمعات المتحضرة منها خلال تلك الحقبة، وكان أجدادنا يتناولون منها أضعاف ما نتناوله اليوم بسبب اعتمادنا اليوم على الدهون المكررة والمصنعة التي تروّج لها شركات التصنيع الغذائي والتي كان يعتقد أنها صحيّة.
منقول