السقوة او السقية
مصطلح يطلقه بعض الناس على الشعراء وخاصة شعراء المحاورة
وتدور حوله كثير من القصص والحكايات بين البدو فيقولون فلان شاعر سقوة او معه سقية
ومفهومها عندهم أن الجن هي التي تلقنه الشعر
ولا يبعد ذلك عن ما هو مدون في كتب الأدب والتاريخ قديما
ويقال : السقوة تأتي حينما يبات الشخص بمكان مشهور بالجن
لوحده بدون سلاح ولا يكون معه أي قطعة من حديد أيا كان نوعها
حينا يمكن أن يصبح شاعرا او مجنونا
وهذا يتوقف على مدي شجاعته
وتذكر الروايات والقصص أن المسقي يجب أن يحافظ على السر ولا يعلم به أحدا والا طار شعره
وعاد كما كان لا يحتي ولا يفتي كما يقال
واليكم هذه القصة كما سمعتها من الرواة
يقولون:
فلان من قرية جنوب الطائف
وهو شباب أحب أن يكون شاعرا فذهب الى مان مهجور من العهد الهلالي مشهور بالجن
وبات فيه الى قريب الصبح عند الفجر طبعا كما رواه لهم فيما بعد
يقول:
ذهبت الى المكان الفلاني وطبعا قبل أدخله حطيت بندقيتي وسكيني وكل ما له علاقة بالحديد
ودخلت المكان بعد المغرب في ظلمة حالكة وبعد مضي بعضا من الوقت بدأت اسمع حركات وأصوات
مختلفة وشيئا فشيئا بدأ الصوت يعلا وأشكالها تتنوع ولكني على ثبات لم يدخلني الخوف
بعدها بدأت أرى فئيران وثعابين وجمال وإستمر الحال الى ما يقارب منتصف الليل
حينها سمعت ملعبة (محاورة)ليست ببعيد عني ولكني لا أراهم وفجأة وإذا ببنت فيها من الجمال
ما لا رأته عين تدخل علي وبيدها إناء فقدمته لي وهي تنشد أبياتا شعرية
فتناولت الإناء منها وإذا به حليب وحينما شربت منه وجدته مليء بالشعر
ولكني شربته فرجعت من عندي
وبقيت على حالي الى قرب الفجر فخرجت
ومريت على أغراضي وحملتها وقد كان يبراي لي جمل يكاد راسه يلامس السماء
ولم يفارقني حتى حملت بندقيتي وسكيني
فإختفى عني
عدت لأهلي
ومن يومها وأنا شاعر لا يشق لي غبار
حتى أصبح الشعراء يخافون وجودي
وإستمر الوضع لعدة سنوات
وبليله من الليالي
جلست مع زوجتي نتجاذب أطراف الذكريات
فذكرت لها القصة
ونمنا كعدتنا
وبعد مضي كثير من الليل
وإذا بالبنت التى قدمت لي الحليب
تقف أمامي وهي تنشد بأبيات شعر
فهمت منها أن شعري قد ذهب بسبب كشف السر
فحاولت أرد عليها ولكن لم أستطع
ومن تلك الليله عدت كما كنت لا أستطيع نظم بيت شعر واحد
هذا ما سمعته من الرواة عنه
ولكم خالص تحيتي
حصريا للقوافل العربية