قصيدة لقتيل الهوى
عروة بن حزام العذري
وإنّي لتعروني لذكراكِ رعدة ٌ = لها بين جسمي والعظامِ دبيبُ.
وما هوَ إلاّ أن أراها فجاءة ً = فَأُبْهَتُ حتى مَا أَكَادُ أُجِيبُ.
وأُصرفُ عن رأيي الّذي كنتُ أرتئي = وأَنْسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغِيبُ.
وَيُظْهِرُ قَلْبِي عُذْرَهَا وَيُعينها = عَلَيَّ فَمَا لِي فِي الفُؤاد نَصِيبُ.
وقدْ علمتْ نفسي مكانَ شفائها = قَرِيباً وهل ما لا يُنَال قَرِيبُ.
حَلَفْتُ بِرَكْبِ الرّاكعين لِرَبِّهِمْ = خشوعاً وفوقَ الرّاكعينَ رقيبُ.
لئنْ كانَ بردُ الماءِ عطشانَ صادياً = إليَّ حبيباً، إنّها لحبيبُ.
وَقُلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَة ِ داونِي = فَإنَّكَ إنْ أَبْرَأْتَنِي لَطَبِيبُ.
فما بي من سقمٍ ولا طيفِ جنّة ٍ = ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريَّ كَذُوبُ.
عشيّة َ لا عفراءُ دانٍ ضرارها = فَتُرْجَى ولا عفراءُ مِنْكَ قَريبُ.
وآخرُ عهدي منْ عفيراءَ أنّها = تُدِيرِ بَنَاناً كُلَّهُنَّ خَضيبُ.
عشيّة َ لا أقضي لنفسي حاجة ً = ولم أدرِ إنْ نوديتُ كيفَ أجيبُ.
عشيّة لا خلفي مكرٌّ ولا الهوى = أَمَامي ولا يَهْوى هَوايَ غَرِيبُ.
فواللهِ لا أنساكِ ما هبّتِ الصّبا = وما عقبتها في الرّياحِ جنوبُ.
فَوَا كَبِدًا أَمْسَتْ رُفَاتاً كَأَنَّمَا = يُلَذِّعُهَا بِالمَوْقِدَاتِ طَبِيبُ.
بِنَا من جَوى الأَحْزَانِ فِي الصّدْرِ لَوْعَة ٌ = تكادُ لها نفس الشّفيقِ تذوبُ.
ولكنَّما أَبْقَى حُشَاشَة َ مُقْولٍ = على ما بِهِ عُودٌ هناك صليبُ.
وما عَجَبِي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى = ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
]