** في كل صيف تتنافس المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية على جذب الزوار والسياح، وهذه المدن لا تعتمد على السياحة الخارجية كثيرا، فإن اهتمامها وتوجهها هو لتشجيع السياحة الداخلية والتي تطورت كثيرا في السنوات العشر الماضية، حيث لاقت النجاح الإعلامي ولاقت التأييد الشعبي.
وموسم الصيف هو موسم السياحة الداخلية بسبب الإجازات الدراسية الطويلة والتي يتمتع بها ما يزيد عن 30% من سكان المملكة، لذا فإن النشاط السياحي يبلغ ذروته في هذا الموسم. وعلى الرغم من أن جو المملكة العربية السعودية هو جو حار في الصيف، إلا أن الجو الحار والرطب لم يكن عائقا أمام الحركة السياحية الكبيرة في الصيف. علما بأن هناك بعض المدن التي تتمتع بجو صيفي جميل مثل مدينة أبها والطائف والباحة. وهذه المدن تتميز أيضا بموسم أمطار صيفي مما يجعل السياحة إليها ذات جو أوربي ساحر.
مدينة أبها:
هذه المدينة المعروفة بأنها مزار المصطافين اتخذت لها هذا العام شعارا هو "إلا أنا أبهى"
هذه المدينة تعتمد على السياحة كثيرا، فهي من المدن التي يهاجر إليها المصطافون في كل عام، وهي من المدن المفضلة في المملكة لقضاء فصل الصيف، لجمال ولطافة جوها، وهي المدينة التي يفضلها الكثيرون من الأسر المحافظة من دول الخليج، حيث إن السياحة إلى هذه المدينة تقدم للسائح ما يبحث عنه، ولكن بخصوصية لا يجدها في سفره إلى الدول الغربية لاختلاف العادات والتقاليد والأخلاق.
وقد نمت في هذه المدينة أنشطة سياحية هامة، فبجانب وجود الفنادق والشقق المفروشة المتوفرة، توجد المخيمات في الجبال، كما توجد المطاعم والمقاهي الحديثة والشعبية، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق السيارات أو ركوب العربات المعلقة.
كما أن برامج الصيف منوعة وكثيفة، فهناك المسابقات الرياضية الخاصة بالصيف في أبها، وهناك مسابقة سنوية في كرة القدم تقام كل صيف يشترك فيها بعض الأندية العربية والأوروبية من الدرجة الأولى، وهناك المنافسات الشعرية والحفلات الغنائية التي تقام في الأندية والمقاهي في موسم الصيف. ولا تخلو ليلة من ليالي الصيف في أبها من ندوة أو حفلة أو مهرجان.
كما أن النشاط الديني والثقافي يتميز بالظهور في هذه المدينة في كل صيف، حيث تعقد الدروس الدينية المكثفة المجانية للحاضرين من السياح الذين يستطيعون أن يجمعوا بين الترفيه والتعليم والثقافة.
الطائف ومهرجان الفواكه:
الطائف وهي المصيف القديم للمملكة، وكانت العاصمة الصيفية، حيث تنتقل الحكومة خلال فصل الصيف إلى هذه المدينة رحمة بالموظفين والعاملين في قطاع الحكومة، قبل أن تتطور المملكة وتنتقل إلى عصر التصنيع والتبريد في السنوات العشرين الماضية، فلم تعد حرارة الصيف هي السبب للسفر بحثا عن هواء رطب ومنعش.
لذا فإن مدينة الطائف أصبحت تبحث عن بديل آخر يغري السائحين بالقدوم إليها وزيارتها، لذا فقد أعدت مهرجانات منوعة وأهمها فرق الفنون الشعبية التي تشتهر بها مدينة الطائف، فهذه المدينة تعتبر مدينة المشاعر الحساسة والفنون الجميلة.
كما أن هذه المدينة هي مدينة زراعية وتقدم الفواكه الطازجة والمشهورة بها كالعنب والخوخ والبخارى الطائفية المشهورة، وكذلك التين الشوكي والرمان الذي يقدم هدايا لكل عزيز وغال، ويوزع على رؤساء الدول أيضا كهدايا من المملكة لرجال المال والسياسة. ويقام سنويا مهرجان للفواكه في مدينة الطائف حيث تعرض للسائحين منتجات هذه المدينة تذوقا وشراء.
المدينة المنورة :
(عبادة واستفادة) هو شعار الفعاليات السياحية في المدينة المنورة في الصيف، وعلى الرغم من أن المدينة هي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي مدينة مشهورة بسياحتها الدينية، وعدد زوار المدينة يتجاوزون المليونين سنويا، إلا أن العاملين في المدينة المنورة يسعون إلى أن يكون الصيف موسما آخر، لا يقل زواره عن موسم الحج ورمضان، ويعمل المسؤولون عن تنشيط السياحة على تقديم إغراءات كثيرة ومشجعة على قضاء بعض أيام الصيف في المدينة تعبدا وسياحة في الوقت نفسه، فهناك تخفيضات كبيرة في الفنادق، وتخفيضات كبيرة على البضائع، مما يشجع السائح على القدوم والصرف، فالمشرفون على التنشيط السياحي ينتظرون نحو نصف مليون سائح خلال الصيف، وإنفاقا يزيد عن نصف بليون دولار.
مكة تكسب!!
إن وجود بيت الله الحرام في مكة المكرمة جعلها في غنى عن تشجيع السياحة إليها، فهي دائما المدينة العامرة والمدينة المزدحمة في الصيف والشتاء.
ولكن برامج السياحة الداخلية والناشطة في مدينة جدة والمدينة المنورة تقدم خدمة جليلة لمدينة بيت الله الحرام، فمكة المكرمة تستفيد من تواجد الزوار في مدينة جدة والمدينة المنورة، فإن زيارة جدة لا تكمل بدون زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة والتي لا تبعد عنها سوى سبعين كم فقط، مما يجعل كل مسلم يفكر في الأجر العظيم بزيارة بيت الله الحرام وقضاء بعض الساعات، سواء لأداء العمرة أو لأداء بعض الصلوات في المسجد الحرام.
لذا فان نحو 90% من زوار مدينة جدة والمدينة المنورة سيقضون بعضا من الوقت في مكة المكرمة، وأكثرهم يقضون ليلة أو ليلتين من فترة إجازتهم في هذه المدينة المقدسة.((منقول))