من المرجح أن تكون بطولة أفريقيا 2008 هي الأولى بين جميع الدورات السابقة التي تشهد فجوة كبيرة نسبياً في المستوى بين الفريق الأفضل والفرق التي تلاحقه ، فمن الصعب أن يختلف اثنان على أن ساحل العاج هو الأفضل فنياً ومهارياً في هذه البطولة وهو كذلك يتفوق بفارق كبير عن أقرب منافسيه أياً كان هذا المنافس سواء المنتخب الغاني صاحب الأرض والجمهور أو المصري حامل اللقب أو الكاميروني الكبير على المستوى الأفريقي أو النيجري الذي سقط أمام ساحل العاج في دور المجموعات أو غيره من المنتخبات التي تحاول فرض هيمنتها على البطولة الأفريقية السادسة والعشرين.
إن المنتخب العاجي -وباستثناء مركز حراسة المرمى- فهو يمتلك أفضل اللاعبين في جميع المراكز خاصة مركز الهجوم الذي يعج بالنجوم الكبار والذي يمكن المنتخب العاجي من منافسة منتخبات عالمية كبيرة وليست المنتخبات الأفريقية فحسب.
إن المنتخب العاجي ينقصه حارس مرمى مميز بوسعه حراسة مرمى الأفيال فهو لا يضم حراس من طراز رفيع خاصة وأنه عانى من إيجاد حارس ثالث وأضطر للجوء لنادي أفريكا سبورت العاجي ليضم حارس مرماه للفريق وليكون اللاعب المحلي الوحيد في صفوف الفريق وهو ما لم يحدث في بطولة كأس العالم 2006 والتي كان المنتخب العاجي هو الوحيد وقتها الذي لا يضم أي لاعب يلعب في الدوري المحلي!.
أما إذا انتقلنا لخط الدفاع فهو يضم نجوم كبار على الساحة العالمية يتقدمهم مدافع نادي أرسنال الإنجليزي كولو توريه وزميله في الفريق إيمانويل إيبوي في ظل وجود نجم نادي بنفيكا البرتغالي مارك زورو وعبد الله ميتي مدافع بولتون الإنجليزي.
وفي خط وسط الفريق يوجد نجوم كبار يتقدمهم ديديه زوكورا نجم خط وسط نادي توتنهام الإنجليزي واللاعب يايا توريه الصفقة الرابحة لبرشلونة الأسباني هذا الموسم إلى جانب مساندة نجم ريدينج الإنجليزي إيمرس فاي و بكاري كونيه لاعب نيس الفرنسي.
وبرغم وجود تلك الأسماء الكبيرة في خط الدفاع وفي الوسط فإنها لا تستطيع مقارعة الأسماء المتواجدة في خط هجوم الأفيال في ظل وجود رابع أفضل لاعب في العالم وأفضل لاعب أفريقي ديديه دروغبا نجم تشيلسي الإنجليزي وزميله في الفريق سالمون كالو إضافة لوجود القناص أبوبكر سانجو الجوهرة الجديدة لفيردر بريمن الألماني وأرونا دينداني لاعب لنس الفرنسي.
وإلى جانب هذه الأسماء فإن مستوى ساحل العاج في الدور الأول يؤهلها للصعود لمنصة التتويج حيث أنها هزمت المنتخب النيجيري أحد أفضل المنتخبات الأفريقية بهدف نظيف في مباراة كبيرة في أولى لقاءات الأفيال ، تلاه فوز كبير على بنين بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ، ثم أخيراً فوزاً ساحقاً على مالي بثلاثية نظيفة أعلن فيها دروغبا ورفاقه أنهم قادمون للمنافسة وبجدية على الكأس وأن لقاء غينيا المقبل سيكون خير برهان على هذا التألق ، فهل ينجح الفريق "الكامل" أفريقياً حتى الأن في تحقيق ذلك؟!؟