علامات الاستغراب تملأ المكان، وتعلو الدهشة كل من حضر هذه الليلة، ومشاعر الفرح والابتسامة تراود الحاضرين على استحياء، ليلة حضر فيها كل الأطراف والد العريس، ووالد العروس، وأقاربهم مع المأذون الشرعي باستثناء العروسين حالة غريبة، وزواج يستحق أن يروى للأجيال القادمة فالعريس يدرس في أمريكا، والعروس تعيش في المدينة المنورة، وعقد القران حدث في مدينة جدة بواسطة التقنية الجديدة بحسب تقرير إخباري نشرته صحيفة الرياض الخميس 9-7-2009.
وسط هذه الأجواء تم عقد قران العريس أحمد جميل رجب (26) عاما على خطيبته وفاء السحيمي (24 عاما)، عبر تقنية الاتصال المرئي الماسنجر، وتعتبر هذه الحالة هي الأولى من نوعها بالنسبة للوسط السعودي الذي يعتبر مثل هذه الأمور من المستحيلات.
العريس أحمد يدرس في أمريكا، جامعة ماري مونت بولاية فرجينيا الأمريكية، طرأت في ذهنه فكرة الزواج ووافقه عليها الأهل، إلا أنه واجه صعوبة كبيرة في العودة إلى السعودية لعقد قرانه؛ بسبب مشكلة تجديد تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة للطلاب السعوديين، فيقول: احترت بين أمرين:المحافظة على مستقبلي الدراسي بعد أن قضيت سنتين في أمريكا أو العودة إلى السعودية لعقد قراني واحتمالية عدم عودتي مجدداً لمواصلة دراستي بسبب التأشيرة. وأضاف بانه ولضمان مستقبلي الأكاديمي جاءتني فكرة «زواج الماسنجر» وأقنعت أهلي بها بعد رفضهم لها في بداية الأمر. المأذون الشرعي الشيخ عادل الذماري، الذي عقد القران، أشار إلى أنه وُضع في أغرب موقف يمر به مأذون شرعي لعقود الأنكحة، مشيرا إلى أن الغرابة تكمن في استخدام التقنية في حفلات الزفاف، وقال الذماري: استندت في عقد النكاح إلى الوكالة الشرعية الممنوحة ليوسف الشقيق الأكبر للعريس. مضيفا بأن الزواج بالوكالة حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما تزوج أم حبيبة وهي في الحبشة، وزوجه عمرو بن أمية الضمري أحد الصحابة وأمهرها النجاشي، وكان هذا الرجل وكيلا للنبي صلى الله عليه وسلم.