من منا لايحب أطفاله ويتمنى لهم كل الخير ، محبة الوالد لأطفالة لايوازيها محبة ،ورعايته لهم لايساويها رعاية، فالأب يريد ابنه أن يكون أفضل الناس وأحسن الناس ، ولكنه أحيانا يحيد عن الطريق السوي في تربيته ، وذلك جهل منه بأساليب التربية السليمة 0أورد هنا قصة لفتاة صغيره عمرها 11سنه رأت في أحد الإعلانات أن متجر Toys R usأعلن عن تخفيضات للعبة أحبتها هذه الفتاة وكان ذلك اليوم ماطرا والثلوج تغطي الشوارع والمحلات ولكن ذلك لم يمنعها من أن تصحب والدتها وتذهب للمحل المذكور لشراء اللعبة على الرغم من تساقط الثلوج والبرد الشديد ولكنها عندما ذهبت إلى هذا المتجر فوجئت أن اللعب المعروضة والمخفضة الثمن قد نفدت فحز ذلك في نفس الطفلة وبكت بكاء شديدا ورجعت مع والدتها للمنزل مكسورة الخاطر وجلست في غرفتها تنتحب ، فجاءت إليها والدتها وقد احضرت معها ورقة وقلما وقالت لها : اكتبي خطابا لإدارة المتجر عبري فيه عن حزنك لعدم حصولك على هذه اللعبة التي تحبينها فكتبت رسالة عتاب أظهرت فيها مشاعرها وألمها لعدم حصولها عل لعبتها المفضلة ومعاناتها من البرد والثلج والمطر وهي في طريقها للمتجر ، كما أن أمها أحضرت لها ألوانا وورق مقوى وطلبت منها أن ترسم مشاعرها على الورقة ففعلت ورسمت رجلا كث اللحية تقطر من عينيه الدموع فتغطي آخر الورقه ، بعد أن عبرت البنت عن مشاعرها هدأت وارتاحت نفسيتها وصارت تأكل وتلعب ، هكذا يعبر الأطفال عن مشاكلهم ومشاعرهم بالكتابة و بالرسم ،فترتاح نفوسهم ويزول منها الحزن والقلق والتوتر ، أما عدم الاعتراف بمشاعرهم وتوبيخهم لأنهم لم يحصلوا على ما يريدون فهو أسلوب عقيم أكل عليه الزمن وشرب ، بل إنه يزيد الحالة سوءا ويخلق لنا أجيالا يعانون من التعاسة والشقاء00، وما هذه الأعداد الهائلة في دور الأحداث والسجون إلا نتاج لتربية سقيمة تركز على العقاب والزجر والاستهجان والتأنيب والتحقير للطفل وتسفيه رأيه وكتمان مشاعره ، فمتى يفيق الأبوان من سباتهما ويغيرا من أفكارهما البالية القديمة ، وأساليبهما الخاطئة في التربية ورعاية الأطفال والمراهقين 0 والله أعلم 00