في كل حينٍ للحوادث حالُ=يقسو الزمان وتخفِق الآمال
تلهو بنا أيامنا ويذيبنا=حزن يطول ودمعة تُغتال
قل للذي خالَ الوفاء سجيةً=للدهر.. لا يفسد حِجاكَ خيال
فالعيش يفنى والحياة بأسرها=يغدو بها نحو الخراب زوال
وعلى الخلائق للزمان تلوُّن=تبلى الحياة وتغرب الآجال
والدهر يدأب كي يعمِّق شرخَنَا=فينا.. ويُضني عمرَنا الترحال
فإذا دروب العيش وهي وفيرة=ضاقت بنا.. وتغيرت أحوال
وإذا الأسى يغتالنا.. ويريبنا=بؤس.. وتطفئ فَرْحَنا الأهوال
واذا أمانينا التي رقصت بنا=تغفو.. ويسكُننا الغداة مَلال
واذا الديار كأمسها لكنها=من يأسنا بعيوننا أطلال
وتبخَّرت في لحظة أحلامنا=وطوى لياليَنا شجاً قتَّال
وجفا قريب طالما كنَّا له=عوناً.. اذا عنه الأحبة زالوا
وكذا الحياة وريبها يشقى بها=منا الكرام ويسعَد الارذال
وفطنت يوماً والزمان يميل بي=إن الجميع لميله قد مالوا
واذا فؤادي والشجون تلفُّني=يشقي.. ويؤرق ليلي البَلبَالُ
واذا الصحاب وانت اقربهم الى=قلبي.. تناءوا فجأةً وتعالوا
ان كنت تَحسَب أن فقري دائم=وغناك باق.. فالخلود محال
فالمال عاريةٌ.. وعزَّك عارض=ومصيره بعد الكمال زوال
ورأيتني.. ادنو اليك فلم تقف=وحدي أسير وقد تغير حال
الوجه غيَّره ولوَّنه الأسى=حيران.. لاجاهٌ ولا اموال
ورمقْتَني واشحت عني معرضاً=ومررت بي متجاهلاً تختال
وتركتني أرنو اليك محطَّماً=نفسي تئن وفي العيون سؤال
ما أنت أكرم في الحرير.. ولا انا=بأقل منك تلفُّني الأسمال
فإلى مصير واحد ندنو معاً=وتسير مسرعةً بنا الآجال
شعر/ يحيى توفيق حسن