عشائر الغزي الانصاريه

عشائر آل غزي

وهم من العشائر البدوية الأصيلة لها جذورها التاريخية كونها تنسب إلى احدى القبائل العربية اليمنية في بلاد نجد والحجاز حيث عرج عليهم الرواة والنسابون كثيراً فيقول العزاوي في كتابه عشائر العراق ج3 ص288بأن عشيرة{ آل غزي من الفضول (بني لام) وهو المعروف و المتحقق من الكثيرين وكذلك ما تؤيده النصوص التاريخية ويعدون من عشائر الأجود وإن لم يكونوا منهم يسكنون في لواء الناصرية ونخوتهم (أولاد محفوظ)} .
وقد جاء في نهاية الأرب للقلقشندي ص96أنهم أحلاف آل مرا ولم ينسبهم إلى قبيلة كذلك نقل عن الحمداني.
اما ما ذكره الدكتور عبد الجليل طاهر في كتابه العشائر العراقية ص181 بأنهم عشيرة متوطنة تشتغل بالزراعة والرعي وصلتهم بالظفير والبدور حسنة ويؤلفون جبهة واحدة ضد (عجيمي السعدون) وهم من العشائر البدوية المترحلة ، وتنسب إلى قبيلة الفضول في نجد وفروعهم كثيرة .

ولقد ذكرهم عمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب ج3 / ص882 بأنهم بطن من عرب برية الحجاز ولم ينسبهم الى أي قبيلة من القبائل.

ومن الملحوظ إن صاحب العبر ومثله الحيدري التبست عليهما (غزي) بغزية والحال أن الغزي من بني لام من طي و غزية من العدنانية فكلا البطنين من عشائر الظفير .

أما ما قاله القزويني ص211بأن آل غزي من بني حكيم في العراق وينتمون إلى صخر بن حرب وقد ذكرهم العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية ج5 ص299 بأن عشيرة آل غزي الفضلية الطائية توزعت مساكنهم في ميسان والناصرية و توشحت بالقيم العربية الأصيلة.
أما عن غزة بلاد الشام وفلسطين فلقد جاءت تسميتهم عن تجمع عشائري كبير اطلقت عليهم كلمة غزة لكثرتهم.


ومن أعلامهم :-
الصحابي الجليل وعلم العشيرة الكبير خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي من بني خطمة وأمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة ويكنى أبا عمارة وهو ذو الشهادتين وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهادته بشهادة رجلين وكان هو وعمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة شهد بدراً والمشاهد كلها وكانت راية بنو خطمة بيده يوم الفتح وشهد مع الإمام علي (عليه السلام) الجمل وصفين حتى سقط شهيداً (رض) سنة 37هـ في خلافة الإمام علي (عليه السلام) ومن ولده عمارة بن خزيمة بن ثابت ، ومنهم حبيب بن حباشة بن حويرثة بن عبيد بن عنان بن عامر صلّى عليه النبي (صلى الله عليه وآله) في قبره بعدما دفن ويزيد بن طعمة بن الطفيل بن حارثة بن لوذان الشاعر ، ومنهم عبد الله بن يزيد بن زيد الخطمي الأوسي الأنصاري أبو موسى المعروف بالخطمي أمير ، من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) شهد الحديبية وهو صغير وشهد الجمل وصفين مع الإمام علي (عليه السلام)وولي مكة لابن الزبير مدة يسيرة ثم ولاه إمارة الكوفة فتوفي فيها ،ومن ولده اسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد ولي ديوان الصدقات للمأمون، ومنهم أبو العباس بن عيسى بن اسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري كان صالحا وصادقاً وعابدا حيث كان يمشي حافياً ويلبس ما يباف تزهداً الى أن توفي سنة 281هـ ، ومنهم أبو الأسود بن عبد الله بن موسى بن اسحاق بن موسى بن عبد الله ابن موسى بن يزيد الخطمي الأنصاري ومنهم أحمد بن موسى ابن اسحاق بن موسى أبو عبد الله الأنصاري كوفي الأصل واسطي المولد بغدادي الدار وحدث في بغداد وكان ثقة وتقلد قضاء البصرة وبعض بلاد فارس إلى أن توفي سنة 322هـ ، ومنهم أبو بكر بن موسى بن اسحاق الخطمي الأنصاري حيث كان نصيحاً ثابتاً في الحديث كثير السماع محموداً وكان اليه القضاء في الأهواز، ومن ولده محمد.

الاستنتاج:-
نستنتج مما ذكرناه بأن عشيرة آل غزي هي من العشائر العربية اليمنية القديمة التي اتخذت من المدينة المنورة آطاماً لها حيث كانوا بنو خطمة وهم بطن من الأوس القحطانية متفرقين في اطامهم لم يكن في قصبة دارهم منهم أحد، فلما جاء الإسلام اتخذوا مسجدهم وابتنى رجل منهم عند المسجد بيتاً سكنه فكانوا يسألون عنه كل غداة مخافة أن يكون السبع عدا عليه، ثم كثروا في الدار حتى كان يقال لهم (غزة) تشبيهاً بغزة الشام لكثرة أهلها.
ونزل بنو خطمة- و خطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس من الأزد من العرب القحطانية ودارهم المعروفة بهم وابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخيل وابتنوا فيها اطما يقال له (صع ذرع) ليس فيه بيوت وجعلوه كالحصن الذي يتحصنون فيه للقتال وكان لخطمة كلها وكان موضعه عند مهراس بني خطمة ،وولد جشم بن مالك بن الأوس عبد الله وهو خطمة بطن ، فولد خطمة بن جشم عامراً ولوذان والحارث، منهم عدي بن خرشة بن امية بن عامر بن خطمة الشاعر وابنه الحارث بن عدي بن خرشة بن امية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطمي قتل يوم أحد شهيداً ومنهم عمير بن خرشة القارئ ناصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالغيب وقاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبي (صلى الله عليه وآله) ، ومنهم أوس بن خالد بن عبيد بن امية الذي يقول له حسان بن ثابت يوم الدرك :-

وأفلت يوم الروع أوس بن خالدٍ
يُمجُّ دماً كالرَّعث مختضب النحرِ

وفي ديوان حسان بن ثابت 1/234 قالها حسان بن ثابت في يوم الدرك أو يوم السرارة ، ويوم الدرك كان بين بني النجار وبين بني خطمة منازعة في حليف لبني النجار من بني عبس بن بغيض.
فهؤلاء بنو خطمة ويطلق عليهم آل غزي تشبيها لكثرتهم وكثرة آطامهم في الجزيرة العربية وبلاد اليمن فكثروا في عالية المدينة و سافلها ثم انتشروا في الجزيرة العربية ودخلوا العراق وحدثوا في بغداد وتفرقوا في البلاد وخاصة في مناطق جنوب العراق وهذا ما يتنافى مما اسندتهم بعض المصادر بأنهم من بني لام من طي أو انهم من أحلاف آل مرا من ربيعة من عرب الشام لان كلمة غزة اطلقت على بنو خطمة منذ زمن الجاهلية الى عصر الرسالة الاسلامية وليس كما يدعي البعض بأنهم من عشائر قريبة الجذور من عصرنا هذا .
كما ان البعض ينسبهم إلى الفضول إلا ان فضل هو من ذرية بني خطمة (آل غزي) فلا يجوز الرجوع اليه وإنما فضل يرجع الى بنو خطمة وهو الصواب.
أما بعض النسابة فقد التبست عليهم كلمة الغزي وآل غزية فكلا البطنين يعدونهم من عشائر الظفير فلقد سميت عشائر الظفير حسب ادعائهم بأنهم عشائر تظافروا وتكاتفوا فسموا بالظفير إلا إن الأرجح والصواب وبالاعتماد على المصادر التاريخية الكبيرة بأنهم بنو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس وأعلام بنو ظفر كثيرة ومن أبرزهم قيس بن الخطيم الظفري وقتادة بن النعمان الظفري حامل راية بنو ظفر يوم فتح مكة، ومنهم ثابت بن قيس بن الخطيم الأوسي صحابي شهد المشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجرح يوم أحد اثنى عشر جرحاً استعمله الإمام علي (عليه السلام)على المدائن ثم عاش إلى خلافة معاوية وكان معاوية يتقي مكانته ومن ولده محمود بن محمد بن محمود ولد في بغداد في قنطرة الأنصار ومات فيها سنة 255هـ، وهم بطن كبير من الأوس القحطانية وليس ظفير، فكلا البطنين بنو خطمة و بنو ظفر هم من الأوس من الأزد من العرب القحطانية اليمنية وآل غزي هم بطن كبير من بني خطمة من الأوس وأعلامهم كبار في صدر الرسالة الاسلامية ومنهم الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الخطمي الأنصاري، ومن العشائر التي ترجع إلى الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت الخطمي هي عشيرة البحاحثة وعشيرة آل بو دراج.
فإذا أردنا توضيح نسب آل غزي فلقد ورد في كتاب موسوعة العشائر العراقية للعامري وكتاب عشائر العراق للعزاوي ونهاية الأرب للقلقشندي ومعجم قبائل العرب لرضا كحالة وما ذكره القزويني في كتابه القبائل وأنسابها بأنهم من عرب الفضول من قبائل طي القحطانية أو من ينسبهم الى بني لام ، وهذا طمسٌ للحقيقة وهذا الاتجاه يأخذهم بعيداً الى عرب الطبقة الرابعة من العرب أي العرب.........؟! هذا ما ذكره العلامة ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون الجزء السادس , والصواب أنهم من عرب الطبقة الأولى من العرب وهم بنو خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس من العرب القحطانية.

المصادر:-
1- وفاء الوفا في أخبار دار المصطفى / للسمهودي/ ج1/ ص198.
2- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن أثير الجزري/ ج2/ ص170.
3- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي/ ص344.
4- نسب معد واليمن الكبير / للسائب الكلبي/ ص385.
5- الأنساب / للسمعاني / ج2/ ص438.
6- نهاية الأرب / للقلقشندي/ ص96.
7- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج2/ ص768.
8- العشائر العراقية / د. عبد الجليل طاهر / ص181.
9- عشائر العراق / للعزاوي/ ج3/ ص228، ج4/ص79.
10- درر الألقاب في حفظ الأنساب / للشيخ جاسم محمد راضي الأوسي/ ص86.
11- موسوعة العشائر العراقية / للعامري/ ج5/ ص299.
12- أسماء القبائل وانسابها / للقزويني / ص211.
13- معجم قبائل العرب / لعمر رضا كحالة/ ج3/ ص884.
14- تأريخ بغداد / للخطيب البغدادي/ ج5، ج11،ج1.
15- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة / للسخاوي/ ج2/ ص272.
16- تاريخ ابن خلدون / العلامة ابن خلدون.

شكرا لك اخي الكريم





ويبقى الموضوع رهين لراي كاتبه حسب مراجعه