على الرغم أن ديفيد بيكهام، الذي يقولون عنه كل شيء، لم يلعب مع ميلان في الآونة الأخيرة، إلا أن كل العيون ستكون عليه عند زيارة مانشستر يونايتد استاد سان سيرو مساء اليوم الثلاثاء.ولكن إذا شارك كابتن منتخب انكلترا السابق ضد فريقه القديم في المرحلة الـ16 من دوري أبطال أوروبا، فبالتأكيد سيكون السير اليكس فيرغسون في غاية السعادة.
وينبغي الإشادة بلاعب وسط لوس انجليس غالاكسي المعار لميلان لمحافظته على الرغبة والحماس للعب لفترة طويلة بهذا المستوى، ولكن لا يمكن الهروب من حقيقة أن أفضل ما يمكن أن يقدمه الآن، كلاعب الذي يمكن أن يكون له تأثيراً، هو مشاركته بديلاً في الدقائق الـ20 الأخيرة من المباراة. فهو دائماً على مقاعد البدلاء في ميلان، والشيء ذاته بالنسبة إلى منتخب انكلترا، وهو السبيل الوحيد الذي يمكنه من أن يؤثر في اللعبة. ولهذا السبب استمتع مدرب الشياطين الحمر برؤية اسم بيكهام في تشكيلة ميلان الأساسية. وعلى رغم أن بعض النقاد لا يعتقد بأنه سيشارك في المباراة، ولكنه إذا حصل، فإن مدافع مانشستر يونايتد باتريس ايفرا سيكون لديه يوماً تدريبياً.
وبيكهام لم يكن أفضل لاعب كرة القدم في العالم، ولكن من المؤكد أنه يكاد يكون واحداً من اللاعبين الأرفع مستوى التي شاهدته اللعبة عالمياً. ولو سُئل شخص ما إذا كان يتحدث الانكليزية في نهائيات كأس العالم لعام 2002 في اليابان، فإنه عادة لا يعرف إلا كلمة واحدة: بيكهام. فالاعتراف به عالمياً لا يضاهى، ولكن ببساطة مصطلحات كرة القدم، لا أعتقد بأنه سيكون واحداً من أفضل عشرة لاعبين في مانشستر يونايتد أو منتخب انكلترا.
بالتأكيد، لقد لعب دوراً كبيراً في مساعدة "الشياطين الحمر" في الفوز بالألقاب، وكان من بين اللاعبين الكبار، ولكن لا يمكن مقارنته بلاعبين من أمثال روي كين واريك كانتونا وبول سكولز ورايان غيغز الذين كانوا من الأساسيين والرئيسيين.
وعندما غادر بيكهام مانشستر يونايتد عام 2003 حل محله كريستيانو رونالدو. وعند مقارنة الأثر الذي تركه اللاعبان في أولد ترافود، فسيبدو الأول عديم الأهمية. وبكل بساطة فإن الثاني جلب الألقاب وجوائز أخرى إلى مانشستر يونايتد، أما بيكهام فقد كان مجرد جزءاً من فريق عظيم الذي فاز بالبطولات.
وهناك حديث في ايطاليا على أن ميلان تعوزه الوتيرة والسرعة. ويعتبر بيكهام عاملاً مساهماً في ذلك. وبنتيجة ذلك فإنه قد لا يشارك في مباراتي ميلان أمام مانشستر يونايتد. فهذا ليس فريق ميلان العظيم. وعلى رغم أن مانشستر يونايتد ليس قوياً كما كان في الموسم الماضي، إلا أنه من المتوقع جداً أن يتأهل إلى الدور الثماني بكل سهولة.
وفي مواجهة ذلك، يتوقع النقاد الانكليز من تحقيق كل من مانشستر يونايتد وتشلسي وارسنال تقدماً في مبارياتهم للوصول إلى الدور ربع النهائي. ولكن هناك أيضاً مخاوف من أن يكون هذا الموسم نقطة تحول بالنسبة إلى الأندية الانكليزية في دوري أبطال أوروبا. فالأندية الثلاثة هي أضعف من الموسم الماضي، وهناك بالفعل علامات الانذار للكرة الانكليزية لأنه، وللمرة الأولى من وقت طويل، ليست لديها أربعة أندية في مرحلة خروج المغلوب.
وما يسمى بالأندية الانكليزية "الأربع الكبار" فقد اثبتت سهولة الفوز عليها في هذا الموس، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة إلى المراحل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا. فلدى تشلسي مشاكل كبيرة في خط دفاعه. أما ارسنال فإنه قد يخسر المباراة المقبلة بالسهولة نفسها التي يمكن أن يفوز بها. ومانشستر يونايتد كان أداءه جيداً في الآونة الأخيرة، ولكنه بحاجة إلى مثل واين روني وكريستيانو رونالدو للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
وكان السير اليكس فيرغسون قد ادعى أن ميلان سيفتقد إلى كاكا أكثر من افتقاد ناديه لرونالدو. ولكن بعضهم لا يوافقه على ذلك، إذ يؤكدون أنه لا يمكن استبدال نوعية كاكا أو رونالدو ما لم يحصل على توقيع ليونيل ميسي. ولوحظ أن روني قد أثبت قدميه وتحسن بشكل كبير في ظل غياب رونالدو هذا الموسم، وبالتأكيد خلال الأيام المظلمة للشياطين الحمر أيضاً بداية هذا الموسم، فقد حمل مشاق الفريق وحده، ولكن إذا كان مازال رونالدو في أولد ترافورد، فإن النادي كان يمكنه الفوز بالدوري الممتاز بسهولة هذا الموسم بسبب الأهداف التي كان من المتوقع أن يسجلها.
ومن دون رونالدو، فإن أفضل ثاني هداف للنادي في الدوري الممتاز هذا الموسم هو "لاعبي فريق الخصم الذين سجلوا أهدافاً في مرماهم عن طريق الخطأ" (10 أهداف)، التي تروي القصة الخاصة بالفريق. (روني سجل 21 هدفاً لحد الآن وبرباتوف 8 أهداف).
وبما أن منافسات دوري أبطال أوروبا تستأنف اليوم، فإن برشلونة سيبقى المرشح الأوفر حظاً للفوز بالبطولة. ولكن سيكون من المثير جداً أن نرى ما إذا استطاعت الأندية الانكليزية أن تهيمن على المراحل الأخيرة من البطولة مرة أخرى كما فعلت في المواسم الماضية